مال الله حالات التهرب الضريبي بالبحرين “قليلة جدا”

ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد

الضريبة‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الرسم‭ ‬في‭ ‬الإلزامية

فرض‭ ‬أول‭ ‬ضريبة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بالعام‭ ‬1955

 

قال‭ ‬المستشار‭ ‬المساعد‭ ‬بهيئة‭ ‬التشريع‭ ‬والرأي‭ ‬القانوني‭ ‬عبدالله‭ ‬عيسى‭ ‬مال‭ ‬الله‭ ‬إن‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭ ‬ليس‭ ‬ظاهرة‭ ‬متفشية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فحسب‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬حالات‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭ ‬قليل‭ ‬جدا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تصل‭ ‬عقوبتها‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬وغرامة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬أضعاف‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحقة‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الضريبة‭ ‬تشكل‭ ‬مصدرا‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬للدولة،‭ ‬ويجب‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬القانونية‭ ‬لها،‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجريم‭ ‬السلوك‭ ‬الضريبي،‭ ‬بل‭ ‬يكون‭ ‬عبر‭ ‬دراسة‭ ‬أسباب‭ ‬التهرب‭. ‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬ضمن‭ ‬ورقة‭ ‬عمل‭ ‬محاضرة‭ ‬إلكترونية‭ ‬نظمها‭ ‬فريق‭ ‬التدريب‭ ‬بهيئة‭ ‬التشريع‭ ‬والرأي‭ ‬القانوني‭ ‬بعنوان‭ ‬“التهرب‭ ‬الضريبي‭ ‬والسبل‭ ‬القانونية‭ ‬للوقاية‭ ‬منه‭ ‬ومكافحته”‭ ‬وقدمها‭ ‬المستشار‭ ‬المساعد‭ ‬عبدالله‭ ‬عيسى‭ ‬مال‭ ‬الله‭.‬

فريضة

وقال‭ ‬المستشار‭ ‬المساعد‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عرفت‭ ‬الضريبة‭ ‬بأنها‭ ‬فريضة‭ ‬مالية‭ ‬تقتضيها‭ ‬الدولة‭ ‬جبرا‭ ‬من‭ ‬المكلفين‭ ‬بها،‭ ‬وذلك‭ ‬إسهاما‭ ‬من‭ ‬جهتهم‭ ‬في‭ ‬أعباء‭ ‬الدولة‭ ‬وتكاليفها‭ ‬العامة،‭ ‬وهم‭ ‬يدفعونها‭ ‬بصفة‭ ‬نهائية‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬عليهم‭ ‬نفع‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬التحمل‭ ‬بها‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الضريبة‭ ‬لا‭ ‬تقابلها‭ ‬خدمة‭ ‬محددة‭ ‬بذاتها‭ ‬تبذلها‭ ‬الدولة‭ ‬للمكلفين‭ ‬بالضريبة‭ ‬وتعود‭ ‬عليهم‭ ‬بمردود،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬فرضها‭ ‬مرتبط‭ ‬بمقدر‭ ‬التكليفية،‭ ‬ولا‭ ‬شأن‭ ‬لها‭ ‬بما‭ ‬آل‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬فائدة‭ ‬بمناسبتها‭.‬

‭ ‬الرسم‭ ‬

وفرق‭ ‬بين‭ ‬الضريبة‭ ‬والرسم‭ ‬في‭ ‬المقدار،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الضريبة‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬مئوية‭ ‬كضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬ومقدارها‭ ‬5‭ % ‬وضريبة‭ ‬الانتقائية‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬50‭ % ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬100‭ %‬،‭ ‬أما‭ ‬الرسم‭ ‬فيعتمد‭ ‬سعرا‭ ‬محددا‭ ‬كرسوم‭ ‬الخدمات‭ ‬المرورية‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬الضريبة‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الرسم‭ ‬في‭ ‬الإلزامية،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الضريبة‭ ‬تفرض‭ ‬جبرا‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬وهو‭ ‬ملزم‭ ‬بأدائها،‭ ‬أما‭ ‬الرسم‭ ‬فهو‭ ‬يؤدى‭ ‬طوعا‭ ‬من‭ ‬الشخص‭ ‬مقابل‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬الرسم‭ ‬والضريبة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المقابل،‭ ‬فيحصل‭ ‬الفرد‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬شخصية‭ ‬أو‭ ‬منفعة‭ ‬وهي‭ ‬مباشرة‭ ‬مقابل‭ ‬الرسم،‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬الضريبة،‭ ‬فلا‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬منفعة‭ ‬من‭ ‬إدائها‭ ‬باعتبارها‭ ‬إيرادا‭ ‬عاما‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬ويصرف‭ ‬على‭ ‬النفقات‭.‬

وأضاف‭ ‬“أما‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬وسيلة‭ ‬الفرض‭ ‬فالضريبة‭ ‬حسب‭ ‬الدستور‭ ‬لا‭ ‬تفرض‭ ‬ولا‭ ‬تعدل‭ ‬ولا‭ ‬تلغى‭ ‬ولا‭ ‬يعفى‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬بقانون،‭ ‬أما‭ ‬الرسم‭ ‬فبإمكان‭ ‬المشرع‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬نصا‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬ويفوض‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الأوضاع‭ ‬وتحديده”‭.‬

أنواع‭ ‬الضرائب

وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬نوعين‭ ‬من‭ ‬الضرائب،‭ ‬هي‭ ‬الضرائب‭ ‬المباشرة‭ ‬والضرائب‭ ‬غير‭ ‬المباشرة،‭ ‬وتفرض‭ ‬الضريبة‭ ‬المباشرة‭ ‬على‭ ‬الأشخاص‭ ‬ومدخولاتهم‭ ‬المباشرة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يمتلكونه‭ ‬وتسدد‭ ‬للدولة‭ ‬مباشرة،‭ ‬ويتحملها‭ ‬المكلف‭ ‬بالضريبة،‭ ‬وتفرض‭ ‬على‭ ‬الملكية‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬الاكتساب‭ ‬الشخصي‭ ‬كالدخل‭ ‬الشخصي‭ ‬والأرباح‭ ‬التجارية‭ ‬والأرباح‭ ‬الصناعية‭ ‬والضرائب‭ ‬على‭ ‬المنقولات‭ ‬وغيرها‭ ‬كضرائب‭ ‬الدخل‭ ‬وأرباح‭ ‬الشركات،‭ ‬أما‭ ‬الضرائب‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الاستهلاك‭ ‬والإنفاق‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬الضرائب‭ ‬المباشرة‭ ‬وغير‭ ‬المباشرة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المعيار‭ ‬الإداري،‭ ‬إذ‭ ‬تعمل‭ ‬الجهات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الضريبة‭ ‬المباشرة‭ ‬وتأتي‭ ‬بجداول‭ ‬اسمية‭ ‬تتضمن‭ ‬كل‭ ‬اسم‭ ‬مكلف‭ ‬بالضريبة‭ ‬ونوعها‭ ‬ونسبتها،‭ ‬أما‭ ‬الضريبة‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬فلا‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬جداول‭ ‬اسمية‭ ‬باعتبارها‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬شراء‭ ‬الضرائب‭ ‬والسلع‭.‬

النظام‭ ‬المحلي

وأكد‭ ‬مال‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الضريبي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مر‭ ‬عبر‭ ‬4‭ ‬مراحل،‭ ‬إذ‭ ‬ظهرت‭ ‬أول‭ ‬ضريبة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬العام‭ ‬1955،‭ ‬وهي‭ ‬ضريبة‭ ‬دخل‭ ‬البحرين،‭ ‬وفرضت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مؤسسة‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬مكان‭ ‬تأسيسها‭ ‬تشتغل‭ ‬مباشرة‭ ‬بإنتاج‭ ‬واستخراج‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬البحرين،‭ ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الضريبة‭ ‬مباشرة‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬الدخل‭ ‬ومرت‭ ‬بتغييرات‭ ‬عدة،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬1979‭ ‬فرضت‭ ‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬شركات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬بنسبة‭ ‬46‭ %.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2002‭ ‬فرضت‭ ‬الضريبة‭ ‬الجمركية‭ ‬وشملت‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬البضائع‭ ‬وفق‭ ‬أحكام‭ ‬النظام‭ ‬“القانون”‭ ‬الموحد‭ ‬للجمارك‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬فرضت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الضريبة‭ ‬الانتقائية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬أنواع‭ ‬السلع‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬التبغ‭ ‬والمشروبات‭ ‬الغازية‭ ‬ومشروبات‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الضريبة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة،‭ ‬إذ‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬وإنتاج‭ ‬هذه‭ ‬السلع‭.‬

وأكمل‭ ‬“كما‭ ‬فرضت‭ ‬الحكومة‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬وفرضت‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬وتوريد‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬الإنتاج‭ ‬والتوزيع‭ ‬وتعتبر‭ ‬ضريبة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة”‭.‬

التهرب‭ ‬الضريبي‭ ‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭ ‬ظاهرة‭ ‬خطيرة،‭ ‬إذ‭ ‬يحاول‭ ‬المكلف‭ ‬بتأدية‭ ‬الضريبة‭ ‬تجنب‭ ‬دفعها‭ ‬كلها‭ ‬أو‭ ‬بعضها‭ ‬بأية‭ ‬وسيلة،‭ ‬وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬التعريف‭ ‬خلط‭ ‬بين‭ ‬مفاهيم‭ ‬مختلفة،‭ ‬وهي‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي،‭ ‬والتجنب‭ ‬الضريبي،‭ ‬الذي‭ ‬يتمثل‭ ‬بعدم‭ ‬قيام‭ ‬المكلف‭ ‬بتسديد‭ ‬الضريبة‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬أساليب‭ ‬مشروعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬الثغرات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬التشريعات‭ ‬الضريبية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عدم‭ ‬سداد‭ ‬الضريبة‭ ‬أو‭ ‬تخفيضها،‭ ‬ونقل‭ ‬العبء‭ ‬الضريبي‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬كلي‭ ‬أو‭ ‬جزئي‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سلوك‭ ‬التهرب‭ ‬الضريب‭ ‬يتصف‭ ‬بالحداثة‭ ‬ويتطور‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭ ‬وباستخدام‭ ‬الأساليب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬مثلا،‭ ‬ومن‭ ‬الصعب‭ ‬تحديد‭ ‬سلوكيات‭ ‬معينة‭ ‬للتهرب‭ ‬الضريبي،‭ ‬والأفضل‭ ‬ربطه‭ ‬بأي‭ ‬أسلوب‭ ‬وسلوك‭.‬

أسباب‭ ‬التهرب‭ ‬

وأورد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسبابا‭ ‬تؤدي‭ ‬للتهرب‭ ‬الضريبي،‭ ‬منها‭ ‬أسباب‭ ‬نفسية‭ ‬وثقافية،‭ ‬بتغليب‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬المصلحة‭ ‬والملكية‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬المتأتية‭ ‬من‭ ‬الضريبة،‭ ‬كما‭ ‬تسهم‭ ‬ثقافة‭ ‬الفرد‭ ‬وعلمه‭ ‬بمدى‭ ‬دور‭ ‬الضرائب‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬وتنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬التزامه‭ ‬بتأدية‭ ‬الضريبة‭. ‬

وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الكساد‭ ‬تعتبر‭ ‬عاملا‭ ‬رئيسا‭ ‬على‭ ‬الممول‭ ‬للتهرب‭ ‬الضريبي؛‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬تقل‭ ‬حركة‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬والتعامل‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية‭ ‬والصناعية‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يؤدي‭ ‬لنقص‭ ‬السيولة‭ ‬لدى‭ ‬الممولين،‭ ‬فيدفعهم‭ ‬ذلك‭ ‬للتهرب‭ ‬الضريبي‭. ‬

العدالة‭ ‬الضريبية‭ ‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العدالة‭ ‬الضريبية‭ ‬من‭ ‬سبل‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي،‭ ‬ويقصد‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬الأعباء‭ ‬والتكاليف‭ ‬العامة‭ ‬مساهمة‭ ‬عادلة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معاملة‭ ‬الأفراد‭ ‬ذوي‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتماثلة‭ ‬معاملة‭ ‬ضريبية‭ ‬موحدة‭ ‬ومعاملة‭ ‬الأفراد‭ ‬ذوي‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المختلفة‭ ‬معاملة‭ ‬ضريبية‭ ‬مختلفة‭. ‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الضريبية‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬المنفعة‭ ‬الذي‭ ‬يقضي‭ ‬بتوزيع‭ ‬الأعباء‭ ‬الضريبية‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬وفقا‭ ‬للمنافع‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬منهم،‭ ‬كما‭ ‬يعتمد‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الضريبية‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬ويستند‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وطبقًا‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬فإن‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬يكونون‭ ‬متضامنين‭ ‬أمام‭ ‬الأعباء‭ ‬الضريبية‭ ‬وبالتالي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُساهم‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬عبء‭ ‬الضريبة‭ ‬حسب‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬الدفع‭.‬

‭ ‬وضوح‭ ‬التشريع

وبين‭ ‬المستشار‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتضمن‭ ‬التشريع‭ ‬الضريبي‭ ‬الوسائل‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬وذلك‭ ‬بالبساطة‭ ‬وعدم‭ ‬التعقيد،‭ ‬بحيث‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬المكلف‭ ‬بالضريبة‭ ‬من‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬المبالغ‭ ‬المطالب‭ ‬بها،‭ ‬وكذلك‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬سداد‭ ‬الالتزامات‭ ‬الضريبية‭ ‬ومواعيدها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يزيل‭ ‬الحجج‭ ‬والمبررات‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتهرب‭ ‬من‭ ‬الضريبة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬سيؤدي‭ ‬لتلافي‭ ‬التفسيرات‭ ‬الفردية‭ ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬فرد‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬اللازمة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التشريع‭ ‬الضريبي‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬يتناسب‭ ‬الجزاء‭ ‬المفروض‭ ‬مع‭ ‬السلوك‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬المتهرب،‭ ‬فكلما‭ ‬كان‭ ‬الجزاء‭ ‬ضعيفًا‭ ‬كلما‭ ‬زادت‭ ‬حالات‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭.‬

العقوبات

وقال‭: ‬يعاقب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬63‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬ولا‭ ‬تجاوز‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وبغرامة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬قيمة‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحقة‭ ‬ولا‭ ‬تجاوز‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمثالها،‭ ‬ويُحكم‭ ‬على‭ ‬الجاني‭ ‬أو‭ ‬الجناة‭ ‬المتعددين‭ ‬متضامنين‭ ‬بسداد‭ ‬قيمة‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحقة‭.‬

وتابع‭: ‬أما‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬الضريبة‭ ‬الانتقائية‭ ‬يُعاقَب‭ ‬كل‭ ‬مَن‭ ‬ارتكب‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬التهرُّب‭ ‬الضريبي‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬26‭) ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬شهر‭ ‬ولا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬سنة‭ ‬وبغرامة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬قيمة‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحَقة‭ ‬ولا‭ ‬تجاوز‭ ‬مِثْلَي‭ ‬قيمة‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحَقة‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬هاتين‭ ‬العقوبتين،‭ ‬وفضلًا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬يُحكَم‭ ‬على‭ ‬الجاني‭ ‬بسداد‭ ‬قيمة‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحَقة

الملائمة‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬

وتعتبر‭ ‬الملاءمة‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬إحدى‭ ‬سبل‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي،‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬الضريبة‭ ‬ملائمة‭ ‬للمكلف‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬وقت‭ ‬وطريقة‭ ‬دفعها،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬نشاط‭ ‬الممول‭ ‬موسميًا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فيجب‭ ‬مراعاة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬دفع‭ ‬الضريبة‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬فترة‭ ‬النشاط‭ ‬الموسمي‭.‬

وأضاف‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬ملائمة‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتبعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬تحصيل‭ ‬الضريبة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمكلف‭ ‬بها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسهيل‭ ‬عملية‭ ‬ربط‭ ‬وتحصيل‭ ‬الضريبة‭ ‬وتقليل‭ ‬التعقيدات‭ ‬فيها،‭ ‬بحيث‭ ‬تتم‭ ‬جميع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الضريبية‭ ‬بسهولة‭ ‬ويسر‭.‬

واعتبر‭ ‬أن‭ ‬ملاءمة‭ ‬سعر‭ ‬الضريبة‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬السعر‭ ‬متناسبا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمكلف‭ ‬بتأدية‭ ‬الضريبة،‭ ‬ففي‭ ‬الضرائب‭ ‬على‭ ‬أرباح‭ ‬الشركات‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬نسبة‭ ‬الضريبة‭ ‬عالية‭ ‬بحيث‭ ‬تصل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬تلك‭ ‬الأرباح‭.‬

جريمة‭ ‬التهرب‭ ‬

جريمة‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬العمدية؛‭ ‬لأن‭ ‬نشاط‭ ‬الجاني‭ ‬يقع‭ ‬بتعمد‭ ‬الإخلال‭ ‬بالتزامه‭ ‬بأداء‭ ‬الضريبة‭. ‬ويتطلب‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬فيها‭ ‬اتجاه‭ ‬إرادة‭ ‬الجاني‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬الواقعة‭ ‬الإجرامية‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بعناصرها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬المضرة‭ ‬بالمصلحة‭ ‬العامة؛‭ ‬لأن‭ ‬نشاط‭ ‬الجاني‭ ‬فيها‭ ‬هو‭ ‬الإخلال‭ ‬بواجب‭ ‬أداء‭ ‬الضريبة‭ ‬يضر‭ ‬بالمصلحة‭ ‬العامة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬إضراره‭ ‬بالمصلحة‭ ‬الخاصة‭ ‬بفرد‭ ‬بعينه‭.‬

القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬المادة‭ (‬63‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬الصادر‭ ‬بالمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬48‭) ‬لسنة‭ ‬2018‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يعد‭ ‬تهربا‭ ‬ضريبيا‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬أحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬ارتكاب‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الأفعال‭ ‬الآتية‭:‬

1‭. ‬عدم‭ ‬التقدم‭ ‬للتسجيل‭ ‬خلال‭ ‬ستين‭ ‬يومًا‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬انقضاء‭ ‬المدة‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬القانون‭.‬

2‭. ‬عدم‭ ‬تقديم‭ ‬الإقرار‭ ‬أو‭ ‬سداد‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحقة‭ ‬على‭ ‬توريدات‭ ‬أو‭ ‬استيراد‭ ‬للسلع‭ ‬أو‭ ‬الخدمات‭ ‬الخاضعة‭ ‬للضريبة‭ ‬خلال‭ ‬المدة‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬القانون‭.‬

3‭. ‬خصم‭ ‬ضريبة‭ ‬المدخلات‭ ‬وإعادة‭ ‬تسوية‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحقة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬وبالمخالفة‭ ‬لأحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭.‬

4‭. ‬استرداد‭ ‬الضريبة‭ ‬كليًا‭ ‬أو‭ ‬جزئيًا‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بذلك‭.‬

5‭. ‬تقديم‭ ‬مستندات‭ ‬أو‭ ‬سجلات‭ ‬أو‭ ‬فواتير‭ ‬مزورة‭ ‬أو‭ ‬مصطنعة‭ ‬بقصد‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬سداد‭ ‬الضريبة‭ ‬كليًا‭ ‬أو‭ ‬جزئيًا‭.‬

6‭. ‬عدم‭ ‬إصدار‭ ‬الخاضع‭ ‬للضريبة‭ ‬فواتير‭ ‬ضريبية‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬التوريد‭ ‬أو‭ ‬الاستيراد‭ ‬للسلع‭ ‬أو‭ ‬الخدمات‭ ‬الخاضعة‭ ‬للضريبة‭ ‬التي‭ ‬يباشرها‭ ‬بالمخالفة‭ ‬لأحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭.‬

7‭. ‬إصدار‭ ‬فواتير‭ ‬ضريبية‭ ‬محملة‭ ‬بالضريبة‭ ‬تتعلق‭ ‬بتوريدات‭ ‬غير‭ ‬خاضعة‭ ‬للضريبة‭.‬

8‭. ‬عدم‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بطريقة‭ ‬منتظمة‭ ‬بالسجلات‭ ‬والفواتير‭ ‬الضريبية‭ ‬والدفاتر‭ ‬المحاسبية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعمليات‭ ‬استيراد‭ ‬أو‭ ‬توريد‭ ‬السلع‭ ‬أو‭ ‬الخدمات‭.‬

الضريبة‭ ‬الانتقائية‭ ‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ (‬26‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬40‭) ‬بشأن‭ ‬الضريبة‭ ‬الانتقائية‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يقصَد‭ ‬بالتهرُّب‭ ‬الضريبي‭ ‬لغايات‭ ‬أحكام‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭:‬

1‭. ‬إدخال‭ ‬أو‭ ‬محاولة‭ ‬إدخال‭ ‬سلع‭ ‬انتقائية‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬أو‭ ‬إخراجها‭ ‬أو‭ ‬محاولة‭ ‬إخراجها‭ ‬منها‭ ‬دون‭ ‬سداد‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحَقة‭ ‬عليها‭ ‬جزئيًا‭ ‬أو‭ ‬بالكامل‭.‬

2‭. ‬إنتاج‭ ‬أو‭ ‬تحويل‭ ‬أو‭ ‬حيازة‭ ‬أو‭ ‬تخزين‭ ‬أو‭ ‬نقْل‭ ‬أو‭ ‬تلقِّي‭ ‬سلع‭ ‬انتقائية‭ ‬لم‭ ‬تسدَّد‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحَقة‭ ‬عليها‭ ‬بقصد‭ ‬التهرُّب‭ ‬من‭ ‬سداد‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحَقة‭.‬

3‭. ‬تقديم‭ ‬أية‭ ‬مستندات‭ ‬أو‭ ‬إقرارات‭ ‬أو‭ ‬سجلات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬أو‭ ‬مزوَّرة‭ ‬أو‭ ‬مصطنعة‭ ‬أو‭ ‬وضْع‭ ‬علامات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬بقصد‭ ‬التهرُّب‭ ‬من‭ ‬سداد‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحَقة‭ ‬أو‭ ‬بقصد‭ ‬استردادها‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭.‬

4‭. ‬ممارسة‭ ‬أيٍّ‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬دون‭ ‬تسجيل‭.‬

الرقابة‭ ‬على‭ ‬المكلفين‭ ‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬الرقابة‭ ‬هي‭ ‬السلطات‭ ‬الممنوحة‭ ‬للإدارة‭ ‬الضريبية‭ ‬بمراقبة‭ ‬الدفاتر‭ ‬والسجلات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المستندات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بها،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الرقابة‭ ‬ليس‭ ‬فرض‭ ‬الجزاءات‭ ‬على‭ ‬المكلفين‭ ‬بالضريبة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬إداري‭ ‬يهدف‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬الأداء‭ ‬وتقويمه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انحرافه‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرقابة‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬إلا‭ ‬وفقًا‭ ‬للقوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬النصوص‭ ‬المذكورة‭ ‬فيها،‭ ‬وذلك‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يساء‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬السلطات‭.‬

التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬المكلف‭ ‬بأداء‭ ‬الضريبة‭ ‬قد‭ ‬يلجأ‭ ‬لاستخدام‭ ‬طرق‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬الضريبة‭ ‬أو‭ ‬التملص‭ ‬منها‭ ‬بنقل‭ ‬السلع‭ ‬أو‭ ‬الأموال‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬أخرى،‭ ‬ليستفيد‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬معدل‭ ‬الضريبة‭ ‬أو‭ ‬لوجود‭ ‬إعفاءات‭ ‬وامتيازات‭ ‬ضريبية‭.‬

وبين‭ ‬تكثر‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الشركات‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬فروع‭ ‬متعددة،‭ ‬كما‭ ‬تكثر‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الازدواج‭ ‬الضريبي،‭ ‬ولتلافي‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬تبرم‭ ‬الاتفاقات‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬لمواجهة‭ ‬حالات‭ ‬التهرب‭ ‬والازدواج‭ ‬الضريبي،‭ ‬وتطبيقًا‭ ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قد‭ ‬أبرمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تلجئ‭ ‬إلى‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬الاتفاقات‭ ‬الدولية‭ ‬الجماعية‭ ‬أو‭ ‬الثنائية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمساعدة‭ ‬في‭ ‬المسائل‭ ‬الإدارية،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬اتفاقية‭ ‬المساعدة‭ ‬الإدارية‭ ‬المتبادلة‭ ‬في‭ ‬المسائل‭ ‬الضريبية‭ ‬والتي‭ ‬انضمت‭ ‬لها‭ ‬المملكة‭ ‬بالقانون‭ ‬رقم‭ (‬13‭) ‬لسنة‭ ‬2018،‭ ‬والتي‭ ‬ألزمت‭ ‬الدول‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬أبرزها‭ ‬وجوب‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬التحصيل‭ ‬وتبادل‭ ‬المستندات‭.‬

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على