أسباب تأخر الأزهر عن إدانة حوادث طهران الإرهابية .. السعودية كلمة السر

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

"الإرهاب لا وطن له ولا دين"، شعار ترفعه مؤسسة الأزهر الشريف طوال الفترة الماضية تعقيباً على أي أعمال إرهابية إرهابية تقع فى الداخل والخارج. 

ودائما ما تحرص مؤسسة الأزهر الشريف أشد الحرص على إدانة العمليات الإرهابية التى تستهدف البلاد سواء فى مصر مثل الأكمنة والكنائس وغيرها من العمليات الإجرامية، أو العمليات الإرهابية فى مدن أوروبا والدول العربية، الأمر الذى يعزز القيم الإنسانية ويؤكد رفض الإسلام لتلك الأعمال الإرهابسة فور وقوعها.

ووقع ظهر أمس الأربعاء هجومين إرهابيين في إيران واستهدفا مقر البرلمان وقبر الخميني، أسفرا عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 43 شخصاً، حيث أعلن وزير الأمن الإيراني محمد علوي أن الجهات المختصة تمكنت من التعرف على هويات منفذي العمليات الإرهابية التي استهدفت طهران أمس، وسيتم الكشف عنها قريبا.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن الجهات المختصة كشفت خلال السنتين الأخيرتين عن 100 عملية إرهابية خططت لاستهداف إيران، موضحا أن الأمن الإيراني تمكن من كشفها والسيطرة عليها. 

لكن موقف مؤسسة الأزهر تغير أو تأخر كثيراً عن المعتاد فيما يخص الحادث الإرهابي الذي وقع بطهران خلال الساعات الماضية، حيث تجاهلت المؤسسة الدينية الحادث ولم تصدر أى بيان بالإدانة أمس، وعلى الرغم من أن الخارجية المصرية أعربت في بيان لها عن خالص التعازي لأسر الضحايا فور وقوع الحادث فإن الأزهر لم يتذكر سوى الحادث سوى ظهر اليوم الخميس. 

وفي الوقت الذي أدانت فيه مصر بأشد العبارات عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية الحادث الإرهابي أمس، وطالبت فيه المجتمع الدولي بتكثيف جهوده لمحاربة ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، اتخذ الأزهر موقفاً مختلفاً يدعو للتساؤل.

وبناء عليه طرحت "التحرير" فى تقريرها تساؤلا: لماذا تأخر موقف الأزهر من الحادث الإرهابي بطهران؟ 

قيادي شيعي: رضا السعودية وراء تجاهل الأزهر للحادث 

أكد الدكتور أحمد راسم النفيس، القيادى الشيعي، أن هذا التساؤل مهم للغاية، خاصة أن الأزهر لم يترك أى حادثة فى الداخل والخارج إلا وبادر بشكل سريع بإصدار بيان يجرم الحادث على الفور. 

وأوضح "النفيس" لـ"التحرير" أن السبب الرئيسى فى تأخر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن إدانة الحادث الإرهابي فى طهران راجع لإرضاء السعودية، مؤكداً أن الأزهر يراعي مصالحه مع السعودية فى المقام الأول، وبالتالى فإنه يرى فى تأخر إدانة الأحداث الإرهابية التى وقعت أمس بطهران من أجل دراسة الموقف وفقا للمصالح المشتركة مع الرياض، على حد تعبيره. 

وأشار إلى أن المملكة هى من نفذت الحادث، والدليل أن محمد بن سلمان أكد خلال الأسابيع الماضية أن المملكة ستنقل الحرب إلى طهران، على حد قوله.

وتابع: "كان من الأحرى أن يتعامل الطيب كإنسان وينحاز للإنسانية، فكلنا مسلمون، وألا يعمل الطيب بالسياسة، وهذه ليست الواقعة الأولى لتجاهل الطيب للإنسانية، فهناك واقعة أخرى فى تأييد مقاطعة الدوحة، وعليه كان يطالب الدول بمراعاة مبادئ الشريعة فى حالة الخلاف والخصوم بدلا من تأييد مقاطعة قطر ومنع دخول الأكل والشرب لإخوة مسلمين فى الدوحة، خاصة أن تعاليم الإسلام لم تنص على الحرمان من الأكل فى أوقات الخلاف". 

الأزهر لم يعلم بالتفجيرات 

من جهته قال الدكتور حامد أبو طالب، العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن هذا التفكير بالقول بأن الأزهر تأخر فى إدانة الحادث الإرهابي بطهران مجاملة للرياض غير صحيح، وذلك لأن الأزهر لا يفرق فى المعاملة بين دولة وأخرى، وإذا كان الأزهر يستنكر العمليات الإرهابية التى تحدث فى الدول الأوروبية، فمن باب أولى يستنكر العمليات الإرهابية التى تحدث فى الشرق.

وأردف أبو طالب فى تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أنه فى الغالب أن أمر هذه التفجيرات لم يصل إلى علم مشيخة الأزهر أمس، لأنها لم تنشر على نطاق واسع، فهناك احتمالية عدم الإحاطة بها وعدم الإحاطة بها لا يعنى عدم استنكارها، بدليل إدانته من قبل الأزهر ظهر اليوم فور علمه بالواقعة. 

لافتا إلى أن السعودية وإن كانت دولة قريبة من قلوب الأزهريين، فإنها لا تجعلنا نميل عن الحق والعدل، فالأزهر حامل لواء العدل والأمانة.

بيان الأزهر 

وجاء نص بيان الأزهر ظهر اليوم الخميس، أدان الأزهر الشَّريف، الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا مقر البرلمان الإيراني، ومرقد الإمام "الخميني" وسط العاصمة الإيرانية "طهران"، أمس الأربعاء؛ مما أسفر عن مقتل ثلاثةَ عشرَ شخصًا، وإصابة ثلاثة وأربعين آخرين".

وبحسب البيان"الأزهر الشَّريف، إذ يُدين هذين التفجيرين الإرهابيين؛ فإنه يؤكد رفضه لكافة أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف الأبرياء، وتنتهك حرماتِ الأحياء والأموات، وتُروّع الآمنين، وجدِّد الأزهر مطالبتَه بضرورة العمل على إيجاد استراتيجيّةٍ عالميّةٍ؛ للقضاء على الإرهاب، وتخليص العالَم من شروره، وتحقيق الأمن والسلام للأفراد والمجتمعات".

شارك الخبر على