كيف تجسد زيارة حفتر للقاهرة فشل دعاية الإخوان؟

أكثر من سنتين فى تيار

كشفت مصادر ليبية لـ"سكاي نيوز عربية" عن كواليس زيارة القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر إلى القاهرة، الثلاثاء، والتي تتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي لليبيا، ريتشارد نورلاند، إلى العاصمة المصرية، فيما جددت واشنطن دعمها لإجراء الانتخابات الليبية في موعدها ديسمبر المقبل.
 
وتأتي الزيارة بعد 3 أيام من تجديد تركيا الإصرار على بقاء قواتها التي تحمي الميليشيات المسلحة في ليبيا.
 
وفي بيان للسفارة الأميركية في طرابلس، قالت إن المبعوث الخاص للولايات المتحدة والسفير إلى ليبيا "يزور القاهرة يومي 10 و11 أغسطس الجاري للقاء مسؤولين مصريين وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر كجزء من الجهود الأميركية لدعم الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية المقررة في ديسمبر المقبل".
 
‏وأضافت أنه: "وعلى غرار الاتصالات الأخيرة مع الشخصيات الليبية الرئيسية، يواصل السفير نورلاند التركيز على المطلب الملح لدعم التسويات الصعبة اللازمة لإيجاد القاعدة الدستورية والإطار القانوني المطلوب الآن من أجل إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر".
 
‏ومؤكدة على موقفها من الانتخابات تابع البيان: "وتدعم الولايات المتحدة حق الشعب الليبي في اختيار قادته من خلال عملية ديمقراطية حرة ونزيهة وتدعو الشخصيات الرئيسية إلى استخدام نفوذها في هذه المرحلة الحاسمة للقيام بما هو أفضل لجميع الليبيين".
 
ويأتي هذا بعد أيام قليلة من تصريحات صحفية لنورلاند، أكد فيها على أهمية الدور الذي يلعبه المشير خليفة حفتر، في توحيد الجيش؛ ما أثار غضب تنظيم الإخوان الإرهابي.
 
وقال نورلاند حينها إن حفتر يمكنه المساهمة في توحيد الجيش الليبي في البلاد، وإن واشنطن تدعو كل الأطراف الدولية الفاعلة في ليبيا إلى ضمان خروج المقاتلين الأجانب من البلاد.
 
فشل الدعاية الإخوانية ضد الجيش
 
من جانبه، أشاد المحلل السياسي الليبي، علي الفيتوري، بمواصلة القاهرة دعمها ليبيا وجيشها من أجل استعادة مكانته السابقة، ولعبها دورا بارزا في حماية ليبيا من السقوط في فوضى المؤامرات الدولية.
 
ويرى الفيتوري في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" كذلك أن زيارة حفتر إلى العاصمة المصرية "تؤكد فشل الدعاية التي أطلقتها الأبواق المحسوبة على تنظيم الإخوان خلال الفترة الماضية، من أجل تهميش دور الجيش الليبي، وتصوير أن الأخوة العرب، وعلى رأسهم مصر، توقفوا عن دعمه".
 
وبالمثل أثنى عضو لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب، علي التكبالي، بالدور المصري الداعم لليبيا، قائلا إنه "كان لها السبق من أجل إيقاف الحرب، عبر إطلاقها (إعلان القاهرة)، الذي دعا إلى تقاسم السلطة والتوزيع العادل للثروات وإخراج المرتزقة من البلاد".
 
كما لفت التكبالي، في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية" إلى الدور المصري في مجابهة التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، ووقوفها أمام الأطماع التركية.
 
ومن المنتظر أن يشهد حفتر تخريج دفعة من الضباط الليبيين الذين جرى تدريبهم في الكلية الحربية بمصر، في الوقت الذي وصل أيضا رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى القاهرة.
 
مبادرة السلام الليبي
 
وسبق أن جدد حفتر دعوته لإنهاء أزمة بلاده سلميا، قائلا بمناسبة الذكرى الـ81 لتأسيس الجيش الليبي، الإثنين، إن الجيش يمد يده لتحقيق السلام، متجاوزا الخلافاتِ التي وصلت إلى حد المواجهة المسلحة في البلاد، مشددا على أن قوات الجيش لن تخضع لأي سلطة تتحايل بالشعارات المدنية.
 
وتابع حفتر: "ستبقى أيادينا ممدودة لمن يعمل على رأب الصدع وتضميد الجراح وطي صفحات الماضي بكل مآسيها، لنبني ليبيا جديدة يعم فيها الخير والسلام ويحيا فيها المواطن عزيزا كريما".
 
في المقابل، تسعى أنقرة لتقوية الميليشيات المسلحة التابعة لها في ليبيا، بأن بعثت برسالة طمأنة لها على لسان وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، بداية الأسبوع، حين أكد أن قوات بلاده باقية في ليبيا، ولن تغادر، رافضا وصفها بأنها قوات أجنبية.
 
وقال أكار في تصريحات صحفية إن الوجود التركي في ليبيا يأتي في إطار "التعاون العسكري والتعليمي" الذي تقدمه بلاده لصالح طرابلس، وفقا للتفاهمات الطرفين، وهو نفس الكلام الذي تكرره أذرع أنقرة وتنظيم الإخوان الدولي في ليبيا، وعلى رأسهم خالد المشري رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة، الذي نطق بنفس الكلام في الأيام الأخيرة.

شارك الخبر على