لماذا لا يجب أن نتعاطف مع ضحايا برامج المقالب؟

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

عادت برامج المقالب للظهور على الخريطة الرمضانية هذا الموسم، من خلال برنامجين هما «رامز تحت الأرض» للفنان رامز جلال، و«هانى هز الجبل» للفنان هانى رمزى، التى يشارك فيها أيضًا أعداد كبيرة من النجوم كل عام. ودائمًا ما تثير هذه البرامج جدلًا كبيرًا كل عام، فمرة من ناحية السؤال الشهير «هل هى حقيقية أم مفبركة؟»، الذى يتم الإجابة عنه كل عام إجابتين مختلفتين، مرة بالإيجاب عن طريق الجمهور ببعض الأدلة، ومرة بالنفى من قبل صناع تلك البرامج. 

طائرة تتأرجح وأرض تبتلع الناس ومتحف أثرى ملعون، وغيرها من البرامج الأخرى التى أصبح الجمهور يمل منها بشكل كبير، ولم تكن نتيجتها سوى ظهور الضيوف بأسوأ صورة لهم لم يرها الجمهور من قبل، فضلاً عن الضغط النفسى الذى عاشوه خلال المقلب ومرورهم بأصعب لحظات حياتهم على مرأى ومسمع من الجميع. 
وخلال الحلقات، تفاجأنا بتصرفات بعض النجوم وردود أفعالهم وحتى خروج بعضهم عن السيطرة، كهيفاء وهبى التى سبت رامز جلال بوالدته وشقيقته، كما الحال فى حلقة الفنانة فيفى عبده فى أول أيام رمضان الحالى حينما شهدت حلقتها نحوا 55 صفارة بسبب ألفاظها الخارجة. بالإضافة إلى تعرض الفنانين المشاركين فى هذه البرامج، لهجوم كبير من قبل الجمهور والنقاد أيضًا لما يقومون به من أعمال قد تنتقص من شعبيتهم أو من تاريخهم الفنى. 

هناك بعض الفنانين الذين رفضوا الأمر حفاظًا على تاريخهم ومصداقيتهم، ومنهم الفنان باسم سمرة، حينما كشف فى أثناء استضافته فى برنامج «ليلة» برمضان 2014 عن رفضه الظهور فى برامج المقالب، وعلل هذا بأن الفنانين يتم إخبارهم بالمقلب قبل التصوير. وقال سمرة: «من قال إننى لا أحب الظهور فى برامج رمضان؟ فقط لا أحب الظهور فى برامج المقالب لأنهم يخبرون الفنانين بها قبل التصوير». كما الحال مع الفنانة آثار الحكيم، التى رفعت دعوى قضائية ضد البرنامج، بعد علمها بحقيقة الأمر فى إحدى حلقات برنامج «رامز قرش البحر»، ورفضت عرض حلقتها حفاظًا على تاريخها الفنى الكبير. 

المثير فى الأمر أن هناك العديد من الفنانين الذين ضحوا بتاريخهم الكبير وجمهورهم العريض من أجل حلقة فى هذه البرامج، ربما على رأسهم الفنان الكبير محمود حميدة، الذى أثار جدلًا كبيرًا بعد ظهوره فى إحدى لقطات برنامج «رامز تحت الأرض»، وهو يخلع بنطاله ويسير بملابسه الداخلية أمام الكاميرات، الأمر الذى دفع إدارة قناة «mbc مصر»، لحذف هذه اللقطة من الإعلان الرسمى للبرنامج. 
والعديد من النقاد الفنيين هاجموا تلك البرامج، وأكدوا أنها انتقاص من قيمة الفنانين الذين يشاركون بها، وأبرزهم الناقد طارق الشناوى، الذى هاجمها كثيرًا وحمل المشاهد جزءا كبيرا من المسؤولية. وقال الشناوى فى تصريحات لـ«التحرير»، إن المشاهد متواطئ مع برامج المقالب لأنه يعلم أنها خدعة ومفبركة ومع ذلك يصر على مشاهدتها، مشيرًا إلى أن هناك بعض الفنانين يحضرون تلك المقالب كل عام، فهل من المعقول أنهم لا يعلمون أى شىء عنها؟ 
فى السياق ذاته أوضح الشناوى أن نجم هذه البرامج الفنان رامز جلال، فقد رونقه فى التمثيل، ولم يعد له أى ثقل فى السينما، وهذ هو ما يدفعه للأمر، حيث لم يجد أمامه سوى برامج المقالب التى تضمن له النجاح. وعن تحقيق هذه النوعية من البرامج لنجاح كبير، لفت الشناوى إلى أن بعض المشاهدين يميلون إلى تصديق هذه «المقالب»، رغبةً منهم فى مشاهدة نجومهم المفضلين وهم يتصرفون على طبيعتهم، لا سيما عندما يكونون منفعلين أو تحت ضغط كبير يجعلهم يفقدون السيطرة على تصرفاتهم.

أما الناقدة ماجدة موريس، فهاجمت ظاهرة انتشار برامج المقالب بشدة، وشددت على أن البرامج التى عرضت فى السنوات الأخيرة لا يوجد بها ضحك أو مواقف كوميدية، ولكنها تحولت لبرامج ترويع وتخويف الضيوف. وقالت موريس إن 99% من الضيوف حاصلون على مقابل مادى ضخم إزاء هذه البرامج، والدليل على ذلك ما يقوله مُعدو هذه البرامج وتأكيدهم بعلم الضيوف بالمقلب، مشيرة إلى أن هذه البرامج تتعمد إهانة الجمهور، والضيف يشترك فى ذلك. وأوضحت موريس أن الضيوف من الفنانين يقومون بجريمة كبيرة ضد جمهورهم، حيث إنهم يحاولون «تلبيسهم العمة» كل عام، كما أنهم يفترضون أن الجمهور ساذج وهو ما ثبت عكسه تمامًا، حيث تأكد الجمهور بأنهم يعلمون بكل شىء، وهو ما عرضهم لهجوم كبير. 

بدوره هاجم الناقد الكبير نادر عدلى برامج المقالب هو الآخر، وأكد أن جميعها مفبركة، وتستغل شغف الجمهور الكبير بها، لافتًا إلى أنها أصبحت تحقق عدد مشاهدات أقل فى الفترة الأخيرة، كما أن الجمهور أصبح يسخر منها عاما بعد عام، وهو ما يبشر باختفائها قريبًا.

وقال عدلى إن الفنانين الذين يشاركون فى هذه البرامج يتحصلون على أموال ضخمة، وهى الدافع الوحيد لهم للظهور فى تلك البرامج، التى تظهرهم فى أسوأ حالاتهم، وتجعلهم يتفوهون بكل تلك الألفاظ البذيئة أمام جمهور دون إحراج أو خوف. وأضاف أن الفنانين يعرض عليهم مبالغ خرافية فى مقابل يوم واحد فقط ومرفق معها السفر والإقامة لفترة فى بلاد أخرى، حينها لا يفكر الفنان فى جمهوره أو تاريخه الفنى، بل يذهب مباشرة ويفعل ما يؤمر به. وتابع أن العديد من الحلقات شهدت مهازل كبيرة للفنانين، فمنهم من ظهر بوجه آخر ملىء بالسباب والألفاظ الخارجة، ومنهم من قام بالاعتداء على مقدمى تلك البرامج، مما عرضهم لهجوم كبير، إلا أن كل ذلك لم يفرق معهم فى شىء، لا سيما أنهم يتحصلون على مبالغ مالية، بعضهم لا يتحصل عليها فى أفلامه. كما كشف نادر عدلى عن أن الأمر لا يقتصر فقط على برامج المقالب، مشيرًا إلى أن الأمر ذاته يحدث أيضًا فى مسلسلات رمضان، حيث يشارك عدد كبير من النجوم فى مسلسلات سيئة وتنتقص من تاريخهم إلا أنهم يقومون بتأديتها للتحصل على المال، معتمدين على أن الجمهور سوف ينسى كل شىء.

 

شارك الخبر على