قطر في مأزق.. عجز عن التصعيد وتنازلات صعبة

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

لم تنجح الوساطة الكويتية والتركية في إنهاء الأزمة الخليجية وفك الحصار الذي فرضته دول عربية أبرزها السعودية ومصر والإمارات على قطر، وهو ما يشير إلى أن الأزمة لن تنتهي بوساطة تقليدية دون تنازلات جوهرية تقدمها الدولة الصغيرة.

ما وراء الأزمة 

تعقدت الأزمة بين السعودية ومصر والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى، وثارت تساؤلات حول توقيت فرض الحصار على قطر، حيث لم تعترض دولة عربية جديا على السياسات التي تنتهجها قطر من اندلاع الربيع العربي، باستثناء أزمة سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة في مارس 2014، بسبب تدخل قطر في شؤون الدول الأخرى ومناصرة جماعة الإخوان المسلمين، وانتهت الأزمة بوساطة كويتية، رغم أن قطر لم تتأخر يوما عن دعم الجماعات الدينية في مصر وسوريا وليبيا وغيرها من الدول العربية الأخرى.

صحيفة الفايننشال نشرت أيضا في صفحتها الأولى تقريرا، حول الأسباب "الحقيقية" لقطع السعودية ومصر ودولة الإمارات المتحدة والبحرين، العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق الحدود معها والأجواء والموانئ، مؤكدة أن وراء الأزمة الأخيرة فدية بمبلغ مليار دولار قدمتها قطر لتحرير أعضاء في عائلتها الحاكمة كانوا في رحلة لصيد الصقور واختطفوا في العراق.

وأشار التقرير أن الصفقة تمت في أبريل الماضي حيث قدمت الدوحة فدية إلى جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تقاتل في سوريا ورجال أمن إيرانيين، لافتا إلى صفقة إطلاق سراح الرهائن شارك فيها مسؤولان حكوميان عراقيان وثلاثة قياديين من الميليشيات الشيعية العراقية وشخصيتان قياديتان في المعارضة السورية.

ودفعت قطر مبلغ 700 مليون دولار إلى شخصيات إيرانية وتشكيلات عسكرية محلية تدعمها إيران، لتحرير القطريين الـ 26 المختطفين في العراق، كما دفعت من 200 إلى 300 مليون دولار إلى جماعات إسلامية في سوريا، ذهب معظمها إلى جماعة فتح الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة مقابل إطلاق سراح 50 مسلحا شيعيا كانوا في قبضتهم، حسب مراسل "الفايننشال" في دبي. 

وقامت كتائب "حزب الله" في العراق، المرتبطة بحزب الله اللبناني، باختطاف القطريين في ديسمبر 2015، وزعم ثلاثة من قادة الكتائب العراقية أن الرهائن نقلوا إلى إيران.

حيث اختطفت الكتائب مجموعة من القطريين لإعطاء حزب الله وإيران ذريعة للتفاوض لإطلاق سراح مقاتلين شيعة محتجزين لدى جماعة "فتح الشام" السنية المتشددة في سوريا، التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة وتمثل فرع تنظيم القاعدة في سوريا، حسب بي بي سي.

وقالت قياديون في المعارضة السورية إن قطر استخدمت ترتيبات الإجلاء لدفع مبلغ 120 إلى 140 مليون دولار لجماعة "فتح الشام" فضلا عن 80 مليون أخرى لجماعة "أحرار الشام"، حسب "الفايننشيال".

تأييد أمريكي

فيما لمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأثير زيارته الأخيرة إلى الخليج على قرار قطع العلاقات مع قطر، وقال إنه تلقى معلومات خلال هذه الزيارة تفيد بأن الدوحة تمول حركات ذات "إيديولوجية متشددة".

وقال في تغريدات في حسابه الرسمي على "تويتر" إن زيارته للملكة العربية السعودية ولقاءه بالعاهل السعودي ومسؤولين آخرين "أتت أُكلها" وأن الجميع "أشاروا إلى قطر وقالوا إنهم ستخذون موقفا حاسما من مسألة التمويل وقد تكون هذه بداية النهاية للرعب الذي يبثه الإرهاب".

وتحت ضغط الحصار أيدت قطر المساعي المبذولة لإجراء محادثات مع السعودية والإمارات لاحتواء الأزمة، وردا على عرض الكويت، التوسط لإجراء محادثات بين الأطراف، قالت قطر إنها مستعدة للحوار.

وقال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في لقناة "الجزيرة" إن قطر تسعى إلى حوار منفتح وصريح.

وأرجأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خطابا كان سيوجهه إلى الشعب القطري، اليوم الثلاثاء، يتناول قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع بلاده لإتاحة الفرصة والوقت أمام الكويت للوساطة.

وأوضح تميم أن قطر قررت "ألا تتخذ أي إجراءات مضادة".

فيما أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن قطر تريد أن تُتاح لأمير الكويت فرصة التحرك والتواصل مع أطراف الأزمة ومحاولة احتواء الموضوع".

وأضاف وزير الخارجية أن أمير الكويت كان له دور كبير في شقاق خليجي عام 2014 وأن الشيخ تميم "ينظر له كوالد" ويحترم رغبته بتأجيل أي خطاب أو خطوة إلى أن تكون هناك صورة أوضح للأزمة.

وقام أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، اليوم الثلاثاء، بزيارة إلى المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة بين الرياض والدوحة.

وتؤكد تلك المؤشرات أن قطر، لا زالت تأمل في إنهاء الأزمة وعدم استمرار نزيف الحصار، لكن ترتيبات وشمول إجراءات الحصار السياسي على قطر توحي بنية خليجية - مصرية لتصعيد لا يمكن وقفه إلا بتنازلات عميقة قد تودي بالدور القطري إجمالا، والذي يعتمد أساسا على قناة الجزيرة ودعم الحركات الإسلامية.   

وفي السياق نفسه، أغلقت سوق الأسهم المالية القطرية على انخفاض، بنسبة تجاوزت 7% أمس الإثنين، على خلفية الأزمة الدبلوماسية.

وبدأ سكان قطر في تكديس مخزون من المواد الغذائية عقب اندلاع الأزمة الدبلوماسية.

ويُتوقع أن تلجأ قطر إلى إيران إذا فشلت مساعي الكويت الأخيرة، مما سيعمق الأزمة بشكل متزايد يثقل فاتورة الخسائر على الدولة الصغيرة.

شارك الخبر على