شبح «مونديال ٤٢» يخيم على «قطر ٢٠٢٢» بعد قطع العلاقات

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

تواجه قطر تهديدًا جديدًا بحرمانها من تنظيم بطولة كأس العالم 2022، على خلفية تورط النظام القطري في دعم الإرهاب بالمنطقة العربية، وذلك بعد إصدار دول البحرين، السعودية، مصر، الإمارات، اليمن، ليبيا،جزر المالديف وموريشيوس قرارًا جماعيا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لدعمها جماعات إرهابية وتدخلها في شئون البلاد الأخرى واستضافتها لإرهابيين على أراضيها.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بقيادة السويسري جوزيف بلاتر، أنذاك وافق على منح قطر شرف تنظيم كأس العالم، وذلك خلال الحفل الذي احتضنه مقر الفيفا في مدينة زوريخ السويسرية، بعد أن جرى التصويت بين 22 عضوًا في اللجنة التنفيذية للفيفا، وأسفرت الجولة الأولى من التصويت عن إقصاء الملف الأسترالي، وتبعه الملف الكوري الجنوبي في الجولة الثانية من التصويت، ثم الملف الياباني من الجولة الثالثة للتصويت ليشتعل الصراع بين قطر والولايات المتحدة على حق الاستضافة بوصولهما للجولة الرابعة والأخيرة.

لكن ومع المستجدات الأخيرة، بدأت قطر تفقد عوامل كثيرة تم أخذها بعين الإعتبار عند دراسة الملف القطري من جانب مسؤولي الاتحاد الدولي، على غرار استخدام مطارات الدول المجاورة وفنادقها، ولاسيما البحرين والمملكة العربية السعودية، وذلك عند مناقشة مسألة وصول المشجعين وحضورهم إلى الدوحة.

اتهام قطر بدعمها للإرهابيين، واستضافة الدوحة لمونديال 2022 يشكل تهديدا كبيرًا للأمن، فبطولة كأس العالم تحتاج أولًا وقبل كلّ شيء إلى ظروف أمنية مثالية لاستقطاب الجماهير وعشاق كرة القدم من جميع أنحاء العالم.

وتواجه قطر شبح مونديال 1942 التي تقدمت ألمانيا رسميًا لاستضافته في المؤتمر الثالث والعشرين للفيفا في أغسطس 1936 في برلين، ثم تقدمت البرازيل في يونيو 1939، وكان ألمانيا تقترب من الفوز بشرف التنظيم لكن لم تقم البطولة بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية وانعدام الشروط الموضوعية للأمن والسلام والاستقرار.

وعمليا من الوارد أن يتم سحب تنظيم كأس العالم من قطر، خاصة وأنه مازال هناك وقتًا كافيًا قبل انطلاق البطولة في 2022 ومن الممكن جدا إيجاد دولة بديلة لاستضافة بطولة كأس العالم، وقد يقع الاختيار على دولة من الدول التي تقدمت بشكل رسمي لاستضافة البطولة مثل الولايات المتحدة الأميركية أو أستراليا.

لكن في المقابل ليس من السهل على قطر التسليم في البطولة خاصة وأنها أنفقت استثمارات ضخمة استعدادا لاستضافة البطولة، وفي هذا الشأن بدأت قطر في تشييد مدن كاملة لاستضافة المباريات، حيث أن الأرقام التي قدمتها قطر تقول أن تكاليف تنظيم البطولة قد تصل إلى 530 مليار دولار على الأقل.

وأجرى الاتحاد الدولي " فيفا " اتصال استثنائي مباشر مع قطر، أمس الإثنين، في ظل تلك الأزمة الدبلوماسية، وأكد الاتحاد الدولي في بيان مقتصب أن "تحدثنا مع اللجنة التنظيمية لـ قطر 2022 واللجنة العليا للمشاريع والإرث، بشأن التعامل مع المسائل المتعلقة بكأس العالم لكرة القدم 2022، ليس لدينا اي تعليقات أخرى في الوقت الحاضر".

في المقابل قال مصدر لصحيفة الجارديان، إن الأزمة الآن أكبر من التحديات التي واجهتها قطر منذ فوزها بالتصويت لاستضافة البطولة.

من جانبها ذكرت  شبكة "سكاي سبورتس" البريطانية، أن قرار الدول العربية الكبرى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر على خلفية دعمها لمنظمات إرهابية، يضع الاتحاد الدولي في موقف صعب، ويتسبب له في إحراج كبير، خاصة أن قطر هي التي ستنظم كأس العالم 2022.

وأوضحت الشبكة البريطانية في تقرير لها أن الضغوط أصبحت كبيرة للغاية على قطر، لاسيما وأن مكتب التحقيقات السويسري فتح تحقيقًا في وقت سابق فيما يخص حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم 2022 عن طريق الرشاوي، فضلًا عن ذلك، فإن قطر تواجه اتهامات من قبل منظمات حقوق الإنسان فيما يخص المعاملة السيئة التي يتلاقها العمال المشاركين في إنشاءات كأس العالم.

وتشكل جميع هذه الأمور عوامل ضغوط على "الفيفا" حيث لا يجب عليه وهو الجهة المسئولة عن تنظيم شئون كرة القدم حول العالم التعامل مع دولة متهمة بدعم الإرهاب.، ومن ثم الاستمرار في منحه حق تنظيم كأس العالم 2022.

كما خرج راينهارد جريندل، رئيس الاتحاد الألماني، أمس الإثنين، بتصريحات قوية تفيد بإنه سيناقش الموقف بخصوص المشاركة في مونديال قطر 2022 من عدمه، مع حكومة بلاده، على خلفية الأحداث التي شهدتها خلال الآونة الأخيرة. 

وقال جريندل " إن مجتمع كرة القدم الدولي، مطالب بالاتفاق على الوقوف ضد إقامة البطولات الكبرى في بلاد تدعم الحركات الإرهابية، في إشارة منه إلى دولة قطر، وأكد أن الاتحاد الألماني يمنح اهتمامًا كبيرًا للإتهامات الراهنة والخطيرة في المنطقة خلال الأيام الماضية، وأنه يتابع الموقف باهتمام بالغ وقلق كبير" .

وأردف رئيس الاتحاد الألماني أن هناك 5 سنوات متبقية على انطلاق البطولة، مشدداً على ضرورة منح الأولوية نحو وضع حلولاً سياسية للموقف الذي اتخذته الدول العربية بمقاطعة قطر.

من جانبها ذكرت صحيفة الموندو الإسبانية، أن قطر مهدده بتنظيم كأس العالم 2022 على خلفية ما حدث من تطورات، كما أنها أشارت في تقريرها إلى فسخ الأهلي السعودي عقد الرعاية مع الخطوط الجوية القطرية بناء على تعليمات حكومية بعد توتر سياسي بين البلدين، وإغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية منها وإليها ومنع دخول أو عبور القطريين إلى المملكة لأسباب أمنية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على