جماهير الأهلي.. حكاية ورواية وقصة وموال
over 8 years in التحرير
كتب- أحمد سيد:
«فريق كبير.. فريق عظيم أدّيله عمري وبرضه قليل».. بهذه الكلمات أعادت الجماهير الأهلاوية الحياة إلى الملاعب، بهتافاتهم التي طالما كانت سمة بارزة، لأولتراس الشياطين الحمر، بحضورهم الغفير وفعاليتهم الإبداعية، فوق مدرجات استاد «برج العرب» بالإسكندرية، طوال مجريات مباراة الأهلي والوداد، فلا صوت يعلو على صوتهم، في ذلك المكان فأهازيج الدعم عزفت ألحان الفرح وتراقص عليها اللاعبون.
هدفان لمؤمن زكريا وجونيور أجاي، كانا كافيين لقيادة الأهلي لهزيمة الوداد المغربي، في المباراة التي أُقيمت بينهما أمس السبت، لحساب منافسات الجولة الثالثة لدور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، ليخطو الشياطين الحمر، بثبات نحو حسم بطاقة التأهل إلى دور الثمانية من عمر المنافسة، ويتصدر مجموعته برصيد 7 نقاط، بفارق الأهداف عن زاناكو الزامبي الذي يملك نفس الرصيد.
المكسب الأهم في مباراة الأحد الماضي، هو المظهر المُبدع لجماهير القلعة الحمراء، حيث لم تتوقف هتافتهم طيلة الـ90 دقيقة، بدأوها (إفريقيا يا أهلي)، فكان للجماهير عامل السحر كالمعتاد على نفوس اللاعبين مما ساعدهم على الفوز.
حسام البدري المدير الفني قدم شكره للجماهير، قائلًا: أود أن أشكر الجماهير التي كانت مساندة لنا، مؤخرًا فزنا بالدوري من دون جمهور، وأنا سعيد لتواجدهم معنا في مباراة الوداد.
أحمد أيوب، المدرب العام لفريق الأهلي، شدد على أن الدور المعنوي المميز للجماهير خلال المباراة في تحفيز اللاعبين كان كبيرًا للغاية، مشيرًا إلى أن الأهلى كان بإمكانه إنهاء المباراة بتحقيق أكثر من هدفين، ولكن الجهاز الفني راضٍ جدًا عن الأداء والنتيجة.
خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، عبر عن سعادته بالحضور الجماهيري الرائع، لمباراة الأهلي والوداد المغربي، وكتب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك: «صوت الجماهير.. صوت الجماهير هو اللي بيصحي الأجيال.. وانتصرت خطوات وانطلقت صيحات.. تفضل تكبر تفضل تعلا لحد ماتبقى صوت الجماهير.. تحيا مصر».
وأشعل الحضور الجماهيري للأهلي الحماس في مباراة الوداد، إذ جاء هاشتاج «صوت الجماهير» ضمن قائمة الأكثر تداولًا بموقع التدوينات القصيرة تويتر، بعد ظهور الجماهير بملعب برج العرب في مشهد يفقتهد جمهور كرة القدم كثيرًا في مصر.
وأثنى مجدي عبد الغني، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، على سلوك جماهير الأهلي خلال المباراة: «سلوك جماهير الأهلي في المباراة، فرض على المسئولين في الدولة واتحاد الكرة عودتها للمدرجات مرة أخرى، فهي قدمت نموذجًا رائعًا خلال مجريات المباراة».
من جانبه، أشاد مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، بالشكل المميز الذي ظهرت عليه الجماهير قبل وأثناء وبعد مباراة الوداد المغربي، قائلًا: «جماهير الأهلي ظهرت بشكل أكثر من رائع، وهو ما سيؤدي إلى عودتهم بشكل طبيعي للمدرجات خلال المباريات المقبله، وزيادة أعدادهم بشكل يناسب التزامهم داخل الملعب».
- بداية الحكاية
في صباح يوم 1 فبراير 2012، استقل المئات من «أولتراس أهلاوي» قطار العاشرة والنصف صباحًا، ووصلوا في الرابعة والنصف مساءً، إلى مدينة بورسعيد، وتعرضوا خلال الرحلة للقذف بالحجارة إلى أن دخلوا الملعب على مجموعات، مرددين هتاف «فريق كبير.. فريق عظيم.. أديله عمري وبرضه قليل».
لم تكن جماهير الأهلي تتخيل في يوم من الأيام، أن الشعارات والأغاني التي دائما يما يتغنوا بها في حب الأهلي وتشجيعه تتحول إلى حقيقة مفجعة على أرض الواقع باستاد بورسعيد، التي شهدت أسوأ يوم في تاريخ كرة القدم المصرية.
- القصة
بعد وصول الجماهير إلى الاستاد والدخول إلى المدرجات، بدأت مشاحنات المشجعين بالهتافات بين الفريقين، لتنذر عن اقتراب كارثة،
وبدأت جماهير الفريق البورسعيدي، في إلقاء الشماريخ على أرض الملعب، ليردد بعدها بعض الجماهير هتافات مسيئة للقلعة الحمراء، في المقابل ردت "أولتراس أهلاوي" بلافتة "بلد البالة مجبتش رجالة"، ولم تكن تعلم جماهير المارد الأحمر أن ما سيواجهوه في تلك الليلة هو أشنع رد على كلماتهم.
ولم يكن ليتصور أحد أن تتحول تلك المباراة والمنافسة الشريفة داخل الملعب إلى معركة دامية يروح ضحيتها 72 شهيدًا ما بين طفل وشاب، لم يكن يتخيل حد أن هتاف الألتراس "يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد " سيتحول إلى حقيقة.