عادل حسين ..من الفاشية إلى الإسلام السياسي

ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير

اشتهر عادل حسين، بإنتمائه إلى أسرة عُرف عنها العمل النضالي والسياسي منذ الثلاثينيات والأربعينيات في القرن الماضي، فقد قاد شقيقه أحمد حسين حركة مصر الفتاة قبل ثورة 23 يوليو 1952، وكان معه المهندس إبراهيم شكري رئيس حزب العمل، وارتبطت العائلة بصلة نسب مع السياسي اللامع الراحل الدكتور محمد حلمي مراد، وزير التعليم الأسبق في حكومة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وخرج منها أيضا مجدي أحمد حسين ابن زعيم مصر الفتاة، الذي سار على نفس خطى والده، ودخل السجن عدة مرات لنقده السلطات، كان أبرزها نقده لنائب رئيس الوزراء، وزير الزارعة المصري يوسف والي، واتهامه بالعمالة للدولة العبرية واستيراد بذور فاسدة منها.

بدأ عادل حسين عمله السياسي في الثلاثينيات، منضما لـحركة مصر الفتاة وهي حركة ذات طابع فاشي، وزاد نشاطه في الخمسينيات بعدما تحول إلى الفكر الماركسي، وارتبط بالتنظيمات اليسارية الشيوعية في مصر، دخل السجن بسبب ذلك هو وعشرات من الشيوعيين المصريين في سياق التوتر، الذي نشب بينهم وبين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبقي في السجن قرابة عشر سنوات، ثم تحول حسين تدريجيا إلى الفكر القومي الناصري، وطرح في هذه الفترة عدة دراسات تعبر عن هذا الفكر.

ونجح حسين في تكوين نخبة من الصحفيين من شباب الحزب تربّوا على يديه، منذ توليه إدارة شؤون صحيفة الشعب الصادرة عن الحزب منذ عام 1985، وقد نجح في تحويلها إلى إحدى أقوى صحف المعارضة المصرية وأشهرها، بسبب ما كانت تحتويه من النقد اللاذع والمقالات النارية والمعارك السياسية، التي كانت تخوضها الجريدة مع أكثر من خمسة وزراء مصريين، بينهم وزراء داخلية، نجحت في إقصاء اثنين منهم بنشر موضوعات تدينهم،مما دفع القيادة السياسية في النهاية لعزلهم بعد فترة من النقد الموجه إليهم.

وشغل حسين منصب رئيس تحرير صحيفة "الشعب" بين عامي 1985 و1993. وصحيفة الشعب هي لسان حال حزب العمل الذي ظل يقود المعارضة السياسية للحكومات المصرية حتى حظر  نشاطه العام الماضي، وتولى حسين منصب الأمين العام للحزب منذ العام 1993 وحتى وفاته.

ولحسين العديد من المؤلفات والدراسات التي تناولت الشأن الإسلامي والاقتصادي ومئات المقالات التي عارض فيها سياسات الحكومة المصرية وتسببت في سجنه والتحقيق معه طيلة فترة توليه مسؤلية تحرير "الشعب"، كما خاضت الجريدة العديد من المعارك ضد الفساد عبر حملات صحفية ضد مسؤولين كبار في الحكومة المصرية.

وقادت الصحيفة في آخر أيامها حملة ضد إعادة طبع رواية "وليمة لأعشاب البحر" للمؤلف السوري حيدر حيدر والتي تقول إنها تسيء إلى الإسلام وكانت سببا في تفجر مظاهرات طلابية في الأزهر أغلق الحزب على إثرها وتم وقف صحيفته.

ويعد حسين هو صاحب صيغة التحالف الإسلامي بين حزب العمل وجماعة الإخوان المسلمين في انتخابات البرلمان المصري عام 1987، وهي الانتخابات التي حصد فيها هذا التحالف قرابة 64 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ 444، وذلك لأول مرة في تاريخ الحياة السياسية المصرية وقد رفع التحالف في هذه المرحلة شعار "الإسلام هو الحل"، الذي صار يتبناه حزب العمل وجماعة الإخوان المسلمين معا فيما بعد، وانتشر بعد ذلك في عدد من الدول العربية.  

وفى 15 مارس 2001م توفي حسين داخل مستشفى مصطفى كامل العسكري بالإسكندرية بعد نحو أسبوع من المكوث في غرفة الإنعاش، وتم تشييع جنازته وسط حضور العديد من الشخصيات.

شارك الخبر على