خادم الحرمين الشريفين يؤكد الحرص الجماعي على مجابهة الإرهاب
أكثر من ٨ سنوات فى قنا
الرياض في 21 مايو /قنا/ أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية أهمية القمة العربية الإسلامية الأمريكية، مشددا على أنها تعبر عن جدية في اتخاذ خطوات حثيثة لتعزيز شراكة حقيقية بين الطرفين تخدم المصالح المشتركة، وتسهم في تحقيق الأمن والسلام والتنمية للبشرية كلها.
وبين خادم الحرمين الشريفين، في كلمته في افتتاح أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض اليوم، أن لقاء قادة الدول العربية والإسلامية بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجسد الحرص على توثيق التعاون والاستمرار في تنسيق المواقف بشأن مختلف المجالات، كما له دلالة على أن الدول العربية والإسلامية الـ 53 والتي يتجاوز عدد سكانها 1.5 مليار نسمة، المجتمعة اليوم، تعد شريكا مهما في محاربة قوى التطرف والإرهاب، وفي تحقيق الأمن والاستقرار والسلم العالمي.
وأضاف أن الدول المشاركة في هذه القمة تبادل الولايات المتحدة نفس الرغبة في التعاون البناء لنبذ التطرف والعمل على مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وتجفيف منابعه وإيقاف كل سبل تمويله أو نشره والوقوف بحزم في التصدي لهذه الآفة الخطيرة على الإنسانية جمعاء.. مشددا على أن المسؤولية الجماعية لوقف نزيف الإرهاب تستدعي من الجميع الوقوف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان مصدرها.
وأوضح العاهل السعودي أن الدين الإسلامي كان وسيبقى دين الرحمة والسماحة والتعايش.. مبينا أن الإسلام قدم في عصوره الزاهية أروع الأمثلة في التعايش والوئام بين أتباع الأديان السماوية والثقافات الأخرى، لكن بعض المنتسبين للإسلام يسعون اليوم لتقديم صورة مشوهة لدينهم، ويريدون أن يربط بينه وبين العنف.
كما شدد على أن الإسلام دين سلام وتسامح ووسطية واعتدال.. مؤكدا أن جميع الشعوب العربية والإسلامية ترفض وتدين كل أشكال الإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول الصديقة، وفرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي.. ومعتبرا أن هذه الأفعال البغيضة هي نتيجة لمحاولات استغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية، كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل حزب الله والحوثيين، وكذلك تنظيمي /داعش/ والقاعدة، وغيرها.
وقال الملك سلمان بن عبدالعزيز إن النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم.. مضيفا أن إيران رفضت مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دول المنطقة بحسن نية واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات الإجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل.
وقال في السياق ذاته "إن النظام الإيراني ظن بأن صمتنا ضعفا، وحكمتنا تراجعا حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته كما شاهدنا في اليمن وغيرها من دول المنطقة".. لافتا إلى ما يحظى به الشعب الإيراني من تقدير واحترام في المنطقة.
كما أوضح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن السعودية عانت طويلا من الإرهاب.. مشيرا إلى إبرام دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم اتفاقا تاريخيا مع الولايات المتحدة الأمريكية لاتخاذ إجراءات صارمة لاستهداف تمويل الإرهاب وذلك بتأسيس مركز في مدينة الرياض لاستهداف تمويل الإرهاب.
وأعرب عن تطلعه لانضمام المزيد من الدول إلى المركز مستقبلا، ليكون هذا الاتفاق أنموذجا يحتذى به في الجهود القائمة للتصدي للإرهاب.. مؤكدا أنه لن يكون هنالك تهاون أبدا في محاكمة كل من يمول أو يدعم الإرهاب، بأي صورة أو شكل، وستطبق أحكام العدالة كاملة عليه.
كما شدد على العزم في القضاء على تنظيم /داعش/، وغيره من التنظيمات الإرهابية أيا كان دينها أو مذهبها أو فكرها.. لافتا إلى أن ذلك ما استدعى من الجميع تشكيل (التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب.
وبين أنه في ظل الحاجة لمواجهة الإرهاب تم اليوم إطلاق (المركز العالمي لمكافحة التطرف)، الذي يهدف لنشر مبادئ الوسطية والاعتدال ومواجهة التغرير بالصغار وتحصين الأسر والمجتمعات ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية بالتعاون مع الدول المحبة للسلام والمنظمات الدولية.. معتبرا أن القضاء على الإرهاب لا يكون بالمواجهة المباشرة فقط بل إن التنمية المستدامة هي جرعة التحصين الناجح.
وبخصوص القضية الإقليمية الراهنة، شدد خادم الحرمين الشريفين على ضرورة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما دعا المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لحل الأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها.