الأردن مقصد رئيسي للسائح .. وواجهة جذب سياحية في الأسواق العالمية

ما يقرب من ٧ سنوات فى قنا

عمان في 08 مايو /قنا/ يحظى المنتج السياحي الأردني بحضور وتميز، نظراً لاكتساب الأردن عبر العصور بحكم موقعه الاستراتيجي مكانة خاصة، حيث كان شاهدا على توالي الحضارات الإنسانية قديمها وحديثها ومساهماً فيها، ومهداً للديانات التوحيدية كلها وطرقا للأنبياء، ومعبراً رئيسياً للقوافل التجارية، وملتقى الأمم والشعوب، الأمر الذي جعله زاخراً بالمواقع التاريخية والكنوز الأثرية الفريدة التي تستقطب الزوار والسياح من مختلف دول العالم على مدار العام. 
ويتمتع الأردن بموقع جغرافي متوسط بين دول المنطقة، حيث أنه يحظى بتباين في المناخ والتضاريس وتنوع مواطن الجمال من الجبال الشاهقة إلى السهول الخضراء والأودية ذات المياه العذبة والمعدنية الطبيعية الساخنة المتمازجة مع مياه الاستشفاء في البحر الميت، إلى رمال الصحراء المتنوعة الألوان، إضافة إلى الأصالة والكرم وحسن الضيافة وغيرها من الصفات التي يتمتع بها الإنسان الأردني. 
ورغم الصورة السلبية التي تكوّنت عن القطاع السياحي العربي بصورة عامة، بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية المحيطة بالمنطقة، فقد استطاع القطاع السياحي الأردني تسجيل نتيجة إيجابية في الربع الأول من هذا العام حسب وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عناب، من خلال الإجراءات والمبادرات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا من أجل دعم القطاع السياحي، حيث استمرت مؤشرات أداء القطاع السياحي في تحقيق نتائج إيجابية خلال الربع الأول، لتمضي الجهات المعنية بالقطاع السياحي قدماً في دعم القطاع لما له من مزايا تنافسية وقدرة على خلق فرص عمل جديدة وزيادة المساهمة في الدخل القومي. 
وقالت عناب، "إن الدخل السياحي المتحقق كمحصلة للإنفاق السياحي من السياحة الوافدة للأردن بلغ نحو 740 مليون دينار، وهو ما يقارب منذ بداية العام الحالي في منتصف شهر أبريل الماضي"، مضيفة "أن التحليل الذي غطى الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2016، أظهر مؤشرات إيجابية، حيث بلغ عدد المغادرين الكلي خلال فترة المسح 1.4 مليون شخص، وأن عدد الأشخاص غير المقيمين الذين ينطبق عليهم شرط ما يعرف بالزوار الدوليين بلغ نحو 983 ألف شخص، ويشكلون ما نسبته 77.1 بالمائة من إجمالي عدد المغادرين الكلي". 
وأشارت إلى أن التحليل أظهر أن عدد سياح المبيت شكل نسبة 84 بالمائة من السياحة الوافدة، فيما شكل زوار اليوم الواحد 16 بالمائة، وشكل إنفاق سياح المبيت نسبة 96 بالمائة من الدخل السياحي، وشكل زوار اليوم الواحد نسبة 4 بالمائة من هذا الدخل، مؤكدة على أن نتائج مثل هذه المسوحات ستوظف لخدمة الخطة التنفيذية المنبثقة عن الاستراتيجية الوطنية للسياحة والتي تمتد من عام 2017 إلى2021، حيث يشمل المسح عينة من القادمين والمغادرين خلال 12 شهرا من أكتوبر2016 إلى سبتمبر 2017 من أردنيين وغير أردنيين ومن خلال جميع المعابر، تستوفى بياناتهم من قبل باحثين أردنيين. 
وفي نفس السياق، أكد الدكتور عبد الرزاق عربيات مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية أنه في الوقت الذي بات فيه الترويج السياحي ضرورة ملحة في ظل ازدياد حدة المنافسة بين بعض الدول وتنامي الأهمية الاقتصادية لقطاع السياحة، تعمل الهيئة وفق نظام يهدف إلى تولي وتوحيد عمليات الترويج والتسويق السياحي للأردن، وذلك عبر الإسهام في خلق الطلب على المنتج السياحي الوطني، حيث تستخدم الهيئة أفضل الاستراتيجيات التسويقية لوضع الأردن على الخارطة السياحية للعالم ليصبح الأردن مقصدا رئيسيا للسائح في الأسواق العالمية، وذلك من خلال توظيف استراتيجيات التسويق لترويج الأردن كعلامة سياحية بارزة ووجهة متميزة في أسواق السياحة العالمية. 
وأشار عربيات إلى أنه تم اعتماد الاستراتيجيات اللازمة لعكس صورة الأردن كمنتج سياحي يتمتع بالأبعاد الحضارية الطبيعية والدينية بالإضافة إلى تقديمه روح المغامرة و المتعة لزواره من مختلف أنحاء العالم، مبيناً أن الهيئة وضمن خطتها الترويجية للعام الحالي، نظمت العديد من المعارض السياحية شملت العديد من الدول المستهدفة والمصدرة للسياح وبمشاركة من القطاع السياحي الأردني والمعنيين في القطاع السياحي، بهدف تعريف شركات السياحة والسفر في تلك الدول بالمنتج السياحي الأردني ومزاياه الفريدة والمتنوعة. 
كما أشار إلى خطط الهيئة لاستقطاب السياحة الخليجية بهدف انعاش القطاع السياحي في المملكة واستقطاب السياح والزوار من الخليج وفقاً للفئات الثلاث المستهدفة، وهم المواطنون الخليجيون، والمغتربون الأردنيون في الخليج، والمقيمون الأجانب، مبينا أنه اختيار الوقت الأمثل لإطلاق الفعاليات التسويقية والحملات المختلفة، لاستهداف السياح في مجلس التعاون الخليجي بحيث تتناغم مع وقت تخطيطهم للسفر قبيل فترة العطل الرسمية لطلبة المدارس وشهر رمضان المبارك والأعياد الوطنية والرسمية والدينية. 
وقد عرف الأردن السياحة الدينية منذ القدم، عندما كان يفد إليه الكثير من الزائرين لزيارة المعالم الدينية والمساجد والأضرحة رغبة منهم في توسيع دائرة الثقافة الدينية لديهم، وممارسة الطقوس الدينية المختلفة، حيث يقع الأردن بين مكة المكرمة أقدس مكان على وجه الأرض لدى المسلمين، والقدس المدينة المقدسة لدى الديانات السماوية الثلاث، وللأردن دور مركزي في تاريخ أهل الكتاب، فالعديد من الأنبياء الذين ورد ذكرهم في العهد القديم، والإنجيل، والقرآن الكريم، ارتبط تاريخهم بالأردن، فهم إما عاشوا فيه، وإما على الأقل دخلوا إليه عابرين أرضه، كما يرى العديد من الباحثين أن السياحة الدينية في الأردن سياحة متكررة وتتضاعف في فترات قصيرة، وهي سياحة إيمانية ملتزمة، وغير انتقائية، وموسمية، إلا إنها لا تنقطع على مدار السنة، وترتبط بالتطورات السياسية، وهي غير قابلة للتنافس مع الأنواع الأخرى للسياحة، بل ممكن أن تشكل حلقات متجانسة مع الأنواع الأخرى من السياحة في الأردن. 
وتصنف مواقع السياحة الدينية في الأردن إلى مواقع السياحة الدينية الإسلامية، مثل؛ مواقع المعارك الإسلامية التي دارت رحاها على أرض الأردن، كـاليرموك ومؤته، إضافة إلى مقامات الصحابة المنتشرة في كافة بقاع الأردن، ومواقع السياحة الدينية المسيحية، مثل؛ مواقع الحج المسيحي كـ"المغطس وجبل نيبو"، إضافة إلى انتشار العديد من الكنائس المسيحية والتي تعود إلى عصور تاريخية مختلفة، مثل؛ كنيسة "سيدة الجبل" في "عنجرة" ، و"كنيسة العذراء في مأدبا". 
وتعتبر السياحة الدينية صناعة مهمة في كونها تشبع الحاجات الروحية للأفراد، إضافة إلى كونها مصدراً مهماً لخلق القيم المضافة لديهم، ومورداً للعملات الأجنبية، الأمر الذي يسهم في دعم عجلة الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة، حيث تولي الجهات المعنية الأردنية اهتماماً بالغاً للمواقع السياحية الدينية وخاصة المسيحية منها، مثل تلك المواقع الخمسة المعتمدة من قبل الفاتيكان لأداء الحج المسيحي والتي تشمل؛ موقع "المغطس وتل مار الياس، وسيدة الجبل عنجرة، وجبل نيبو في مأدبا ومكاور". 
وقامت لينا عناب وزيرة السياحة والآثار ووفد مرافق في زيارة إلى لبنان مؤخرا، بهدف تسويق وترويج الأماكن الدينية المسيحية في الأردن، حيث يعتبر الأردن الأهم في السياحة الدينية المسيحية، لكونه أرضا مقدسة شهدت معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان، ورسالة انطلاقة الديانة المسيحية في العالم، كما تولي وزارة السياحة والآثار الأردنية اهتماماً بالغاً للمواقع السياحية الدينية المسيحية، خاصة المواقع الخمسة المعتمدة من قبل الفاتيكان لأداء الحج المسيحي. 
وتعد الأماكن التي يستطيع المرء الحصول فيها على الشفاء الجسدي قليلة نسبياً، وربما تكون الأماكن في الأردن من تلك القليلة التي يختفي فيها المرض الجسدي مع التحسن النفسي ويعود ذلك إلى الطبيعة الخلابة المتوفرة في المكان بمواردها العلاجية المختلفة، بدءاً بالمياه الحارة الغنية بالمعادن، مروراً بالوحل البركاني والمناخ المعتدل، وانتهاء بالمناظر الطبيعية الخلابة والمناطق الأثرية الكثيرة. 
ويعد الأردن من الدول الرائدة في مجال الاستشفاء والسياحة العلاجية، حيث إنه بالإضافة إلى موارده الطبيعية العلاجية من المياه المشبعة بالمعادن، وشلالات المياه الساخنة وغيرها، فإن الله أيضا قد حباه بالعديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتميزة والأطباء الذين أكسبوا الأردن مكانة معروفة في كافة أنحاء العالم . 
وتتنوع مواقع العلاج الطبيعي والسياحة العلاجية في الأردن، لعل أبرزها؛ "العقبة" التي تمتاز بمياهها المعدنية والكبريتية، وجوها الجاف الخالي من الرطوبة، وما تحتويه تربتها من رمال تصلح لعلاج العديد من الأمراض، ومياه بحرها بما لها من خواص طبيعية مفيدة وغنية، كما تنتشر في الأردن العيون المائية والمعدنية التي تمتاز بتركيبها الكيميائي الفريد، والذي يفوق فى نسبته جميع العيون المائية الساخنة والمعدنية في العالم، مثل؛ حمامات "ماعين وعفرا" جنوب العاصمة عمان، والتي ترتفع 120 م عن سطح الأرض، وبها عيادات تستكمل العلاج السياحي، علاوة على توافر "الطمي" في برك هذه العيون الكبريتية بما له من خواص علاجية تشفي العديد من أمراض العظام وأمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والأمراض الجلدية وغيرها. 
كما تعتبر منطقة "البحر الميت" منطقة دافئة ومشمسة طيلة العام، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة فيها 30.4درجة مائوية، وتعتبر أشعة الشمس الرائعة في منطقة البحر الميت غير ضارة للبشرة، وخصوصاً للقاطنين فيها، كما يشتهر البحر الميت بطينه الأسود الغني جداً بالأملاح والمعادن ،كما أن ملوحة مياه البحر الميت تساعد في شفاء الكثير من الأمراض الجلدية المتعددة، إضافة إلى وجود الكالسيوم والمغنيسيوم من بين أملاح البحر الميت يجعل التركيبة الفريدة من الأملاح والمعادن في تلك المياه أحد المصادر الهامة للاستشفاء الطبيعي والذي يشرف عليه في المنتجعات المتوفرة مجموعة من الأشخاص ذوي الاختصاص. 
وحول منطقة "الحمة الأردنية"، التي تقع على بعد 100 كيلومتر إلى الشمال من عمان تعتبر واحدة من أكثر المواقع العلاجية والسياحية الحيوية في المنطقة، حيث تم تأسيس منتجع وبعض العيادات التي توفر العديد من الخدمات لزائري تلك المنطقة، وهنالك مركز للأشخاص الذين يعانون من أمراض ومشاكل في الجهاز التنفسي علاوة على مراكز توفر العلاج من الأمراض الجلدية والأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي والمفاصل. 
وفي جنوب الأردن، وعلى بعد 26 كيلومترا فقط من "الطفيلة"، تنطلق المياه الحارة من أكثر من 15 مصدرا لتملأ أجواء المكان بالمعادن الشافية فيما يعرف بـ "حمامات عفرا"، حيث يقول الخبراء إن هذه المياه على وجه التحديد لديها قوة هائلة على معالجة العقم والدوالي وفقر الدم والروماتيزم. ولقد تم بناء مركز للخدمات العامة بجانب المطعم والعيادة الطبيعية. 
وتجدر الإشارة إلى وجود عدد من الأطباء المتخصصين ومجموعة كبيرة من التخصصات الطبية التي تدفع السياح إلى القدوم إلى الأردن، وفي عمان العاصمة، هناك العديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة والتي تعالج مختلف الأمراض، كما أن العلاج الخاص بأمراض السرطان بمختلف أنواعه وأمراض القلب والتداخلات الجراحية العديدة، يؤهل الأردن أن يكون من أبرز دول المنطقة بهذا التخصص، إضافة إلى جراحة العيون وعلاج أمراضها المختلفة بالأجهزة والتقنيات الحديثة مثل الليزر، وطب الأسرة وأمراض المفاصل وجراحة العظام ممثلة بجراحة العمود الفقري والأطراف. 
وتعد مدينة البتراء الوردية المنحوتة في الصخر الوردي على يد العرب الأنباط قبل أكثر من ألفي عام، جوهرة الأردن وهي الشاهد الحي على عظمة الدولة العربية النبطية، حيث كانت قد فازت بالمركز الثاني خلال حفل كبير في لشبونة "البرتغال في 7يوليو 2007، حصدت فيه أكثر من 22 مليون صوت للتصويت لعجائب الدنيا السبع.
وتعتبر البتراء الأثرية من أهم المواقع السياحية حيث تشكل ما نسبته 80 بالمائة من إجمالي إيرادات المواقع الأثرية والسياحية في المملكة إضافة الى أنها نقطة جذب رئيسية للسياحة في الأردن بحسب عوني قعوار عضو المجلس الوطني للسياحة الأردنية. 
وتمتاز البتراء بالجمال والسكون وعراقة المكان حيث حُفرت المدينة في صخر "وادي موسى الوردي"، ولذا سميت بالمدينة الوردية، وهي مدينة متكاملة يستطيع السائح أن يرى فيها كل المعالم الأساسية لها من "الخزنة" وهي "بيت الحكم"، إلى المدرجات العامة التي بنيت للاحتفالات والاجتماعات العامة، إلى "المحكمة" وأماكن العبادة، وحتى بيوت أهلها المحفورة في صخرها الوردي الملون، كما تتميز بمدخلها المحكم، فقد حفرت بين جبال شاهقة صلدة مع شق ضيق الذي تظهر على جانبيه بقايا غرف الحرس ومناطق المراقبة. 
ومنذ أقدم العصور كان الأردن مأهولا بالسكان بشكل متواصل تعاقبت عليه حضارات متعددة، وقد استقرت فيه الهجرات السامية التي أسست تجمعات حضارية مزدهرة في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، ساعده على ذلك مناخه المتنوع وموقعه المتوسط الذي يربط قارات العالم القديم ،فكان قناة للتجارة والمرور البشري بين شتى بقاع العالم، وقد شهد الأردن توطن حضارات و ممالك كبرى صبغت بقوتها تاريخ تلك الحقب، ومن أبرزها "المملكة المؤابية" في جنوب الأردن بقيادة الملك يوشع ، و"مملكة الأنباط العربية" التي بسطت حكما واسعا على المنطقة الممتدة من بصرى الشام إلى مدائن صالح، وتشكيل شمال الأردن الركن الأساسي لتحالف المدن العشر اليونانية وتظل المدن الأردنية بما تحمله من آثار ومواقع خير دليل على ضربها في أعماق التاريخ وأنها كانت موئلا لآباء البشرية. 
ومن عمان العاصمة، التي بنيت على عدد من الهضاب والمرتفعات، وقد جاءت امتداداً تاريخياً لربة عمون ومدينة الحب الأخوي "فيلادلفيا" حيث أكسبها موقعها الجغرافي خصوصية فريدة لتكون واسطة العقد بين الصحراء ووادي الأردن الخصيب. 
وتتنوع الأماكن الأثرية في عمان مثل، المدرج الروماني، والذي يقع في الجزء الشرقي من العاصمة عمّان، على أحد التلال المقابلة لقلعة عمان، حيث استعمل المدرج الروماني للعروض المسرحية والغنائية والفنية الذي يتسع إلى نحو ستة آلاف متفرج، إضافة إلى "سبيل الحوريات"، والذي يعود إلى الفترة الرومانية في القرن الثاني الميلادي، و "جبل القلعة" الذي ما زالت بقايا قصور العمونيين ماثلة فيه، منها جدران الأسوار، والآبار المحفورة في الصخر الجيري، بالإضافة إلى العديد من المعالم الأثرية المختلفة المنتشرة في عمان . 
كما يحتوي الأردن على العديد من المحميات الطبيعية، مثل، "محمية الأزرق" التي تقع في الصحراء الشرقية من الأراضي الأردنية، وتبلغ مساحتها 12 كيلومترا مربعا. وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 115 كيلومترا، و"محمية الشومري" التي تعد أول محمية للأحياء البرية في الأردن، إضافة إلى العديد من المحميات الطبيعية الأخرى مثل؛ "ضانا والموجب وغابات عجلون". 
وتبرز القلاع التاريخية على امتداد الأراضي الأردنية، والتي ما زالت شاهدة لتعبر عن الحضارات التي سكنتها مثل "قلعة الكرك" التي تقع في مدينة الكرك في جنوب الأردن، و "قلعة الشوبك" التي تبعد نحو ساعة عن مدينة البتراء، و "قلعة عجلون" التي تشكل معلماً أثرياً تاريخياً بارزاً في محافظة عجلون، وتقع على "رأس جبل منيف"، حيث تبعد مدينة عجلون عن العاصمة عمان مسافة (73) كم إلى الشمال الغربي، إضافة إلى العديد من القلاع والقصور الصحراوية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة. 
وانتقالاً إلى ثغر الأردن الباسم، مدينة "العقبة"، التي تقع على ساحل البحر الأحمر في أقصى جنوب الأردن، وتبعد عن العاصمة عمّان حوالي 330 كلم، كما تحتل العقبة مكانة متميزة على خارطة الأردن السياحية، فضلاً عن أهميتها الاقتصادية كونها المنفذ البحري الوحيد الذي يربط الأردن بالعالم عبر البحر الأحمر، إلى جانب اعتبارها نقطة انطلاق هامة لزوار الأردن القادمين إليه لاستكشاف المعالم التاريخية والأثرية في مناطق الأردن الجنوبية كالبتراء و"وادي رم و محمية ضانا" وغيرها من المواقع. 
كما أطلقت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في عام 2001، منطقة تنموية متعددة القطاعات بضرائب مخفضة تضم كامل منطقة الساحل الأردني (27 كم)، الموانئ البحرية الأردنية، والمطار الدولي ومدينة العقبة التاريخية، حيث استعادت المدينة مكانتها التاريخية والاقتصادية، لتلعب دوراً مهماً في اقتصاد المنطقة التي كانت تمثله منذ أكثر من خمسة آلاف سنة. 
وحول المواقع الأثرية في الأردن لا يمكن الحديث عنها دون المرور على مدينة "جرش" التاريخية، التي كان يطلق عليها اسم "جراسا" في القدم، وتبعد عن العاصمة عمّان حوالي 48 كم إلى الشمال، وتعد إحدى المدن التاريخية الأثرية التي ظلت محافظة على معالمها الأثرية حتى يومنا الحاضر، فقد تم الكشف عن هذه المدينة الرومانية التي كانت تغطيها الرمال قبل أكثر من سبعين عاماً، فظهرت الى الوجود كمدينة كاملة بشوارعها المبلطة والمعبدة وهياكلها المرتفعة القمم ومسارحها ومدرجاتها ومساحاتها إلى جانب الميادين و الحمامات والشلالات والأسوار . 
وتكمن أبرز معالمها في المسرح الجنوبي الذي بني في أواخر "القرن الأول الميلادي"، وهو مدرج روماني تقليدي يستوعب 3000 متفرج إضافة إلى المسرح الشمالي الذي يسع لــ 1500 مشاهد وكان مخصصا للمبارزات ومصارعة الحيوانات المفترسة، ويتم استغلال المدرجين حاليا لعرض الفعاليات الفنية والثقافية من مسرحيات وحفلات غنائية وأمسيات شعرية، إضافة إلى سبيل الحوريات وهو عبارة عن بناء يضم نوافير للمياه أقيم لحوريات الماء في أواخر "القرن الثاني الميلادي"، ومعالم أخرى مثل "بوابة فيلادلفيا، ومعبد أرتيمس، وساحة الندوة" وغيرها. 
ومروراً على مدينة "أم قيس" الأثرية، التي تقع على بعد 20 كم شمال مدينة إربد، حيث ترتفع نحو 364 مترا عن سطح البحر، ويحدها من الشمال ويفصلها عن "هضبة الجولان" نهر اليرموك ومن الجنوب "وادي العرب" الممتد من مدينة "إربد" حتى "الشونة" الشمالية غربا، ومن الغرب بحيرة "طبريا"، وعرفت قديماً باسم "جدارا". 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على