إيمانويل ماكرون .. الرئيس الشاب على رأس الجمهورية الفرنسية

ما يقرب من ٧ سنوات فى قنا

الدوحة في 07 مايو /قنا/ بإعلان فوز إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا بعد جولة إعادة حاسمة أمام منافسته مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية، يصبح ماكرون هو أصغر رئيس في تاريخ البلاد (39) عاماً. 
وفاز ماكرون في انتخابات الاعادة بعد أن تصدر نتائج الجولة الأولى حاصدا 23.86% من الأصوات، فيما حلت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان (48 عاما) في المرتبة الثانية بحصولها على 21.43% من الأصوات، محققة وقتها نتيجة تاريخية لهذا الحزب وصلت إلى سبعة ملايين صوت. 
ولد ماكرون في عام 1977، بمدينة آميان الفرنسية، وبدأ حياته بمسار تعليمي ناجح في أبرز المدراس والمعاهد الفرنسية وهي معهد هنري الرابع بباريس، ثم معهد العلوم السياسية (2001) والمدرسة العليا للإدارة بمدينة ستراسبورغ (2002- 2004) وتخرّج ماكرون في 2004، قبل أن يعمل مصرفيا لصالح بنك الأعمال "روتشيلد"، حيث كان ناشطا في حركة المواطنين طيلة ما يقرب العامين، وصوّت لجون بيار شوفانمون في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية العام 2002 وفي 2007 كان ضمن مجموعة أصحاب المؤسسات والمسؤولين الكبار الذين دعوا خلال الانتخابات الرئاسية إلى تحالف بين سيغولين روايال وفرانسوا بايرو. 
تقلد ماكرون عدة وظائف عليا، فعمل مفتشًا عامًا للمالية لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل بعد ذلك ليعمل في لجنة مهمتها إيجاد سياسة مالية تدعم الاقتصاد الفرنسي تحت رئاسة جاك أتالي، مستشار الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران، ليغادر وظائف إدارات الدولة سنة 2008، ويلتحق بمصرف روتشيلد، حيث اكتشف خبايا المال والعمال، وراكم خبرة في تسيير البنوك، وبعدها عاد في 2012 للعمل مع الرئيس هولاند مستشارًا اقتصاديًّا، حيث تقلد منصب وزير الاقتصاد سنة 2014. 
في عام 2016 دشن الوزير الشاب حركته السياسية الجديدة التي اختار لها اسم "إلى الأمام" ووصل عدد منتسبيها الى مئات الآلاف والتف حوله الملايين خاصة من فئة الشباب والمثقفين والاكاديميين، وجذب ماكرون مؤيديه بخطبه البليغة التي يزينها باستشهادات من الشعراء والادباء، وفي نوفمبر من العام ذاته قدم ماكرون ترشيحه الى الانتخابات الرئاسية عارضا برنامجا له ذا توجه اشتراكي ليبرالي وبنى كل طروحاته حول خط أساسي يقضي بالتوفيق بين الحرية والحماية، داعيا إلى إصلاح مساعدات العاطلين عن العمل واقترح تمييزا إيجابيا لصالح الأحياء الفقيرة. 
استفادت حملته، من المشاكل التي واجهت حملة منافسه من يمين الوسط فرنسوا فيون الذي واجه تحقيقا رسميا يتعلق بمزاعم فساد تطال زوجته، واستهدف ماكرون في برنامجه الطبقات الوسطى التي وصفها بأنها "منسية" سواء من اليمين أو اليسار، وسرعان ما اكتسب خطابه شباب المدن وأوساط الأعمال وحتى قبل أن يعرض برنامجه السياسي بات يحظى ب49% من الآراء الايجابية وفق استطلاعات رأي نشرت وقتها، حيث طرح نفسه كمرشح "الغضب الحقيقي والتجديد"، في مواجهة الوجوه القديمة في الطبقة السياسية، مؤكدا انه لا يمكن أن تستمر الأوضاع كما هي بالبلاد. 
ويطلق الفرنسيون على الحقبة التي بدأت عام 1958 اسم "الجمهورية الخامسة"، وهي الفترة التي شهدت العمل بالدستور الحالي الذي وضع قيد التنفيذ في 5 أكتوبر 1958، مستبدلة الحكومة البرلمانية بنظام نصف رئاسي، حيث عاشت فرنسا خلال فترة الجمهورية الخامسة في ظل سبعة رؤساء وسيكون إيمانويل ماكرون هو الرئيس الثامن بعد كل من: فرانسو هولاند 2012 - 2017، و نيكولا ساركوزي 2007 - 2012 ، وجاك شيراك 1995- 2007، وفرانسوا ميتران 1981 -1995 ، وفاليري جسكار دستان 1974- 1981، وجورج بومبيدو 1969-1974 ، وشارل ديجول 1959 - 1969. 
وتعهد الرئيس ايمانويل ماكرون خلال حملته الانتخابية وقبل إعلان فوزه بالرئاسة بالمضي نحو تخفيف لهجة العداء تجاه المسلمين في فرنسا وشدد على ضرورة أن يتمكن أصحاب كافة الديانات المسيحية واليهودية والإسلام من ممارسة شعائرهم بحرية، مع احترام قواعد الجمهورية الفرنسية. لكن في الوقت ذاته أبدى صرامة مع قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، أو كل ما من شأنه التسبب في حرب أهلية أو تقسيم بين الفرنسيين على أساس ديانتهم. 
ومن أهم الملفات التي ستواجه الرئيس الجديد ملف الهجرة وقد سبق وأن حذر ماكرون الاتحاد الأوروبي من موجات هجرة أكبر من التي شهدها في السنوات الخمس الأخيرة حيث يرى أن العالم اليوم أمام مرحلة تتسم بالهجرات الجماعية، تتطلب المزيد من الاستعداد ومن المرجح أن يسير على خطى سياسة الهجرة واللجوء التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والتي يرى أنها تتوافق مع القيم الأوروبية، خاصة أن السياسة الأوروبية الحالية بشأن اللاجئين، على حد تعبيره، "فاشلة". 
أما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب فمن الواضح أن فرنسا ستشهد في عهد ماكرون مزيدا من الإجراءات الأكثر صرامة وقد ألمح هو إلى ذلك في آخر مناظراته حين قال :" إنه يمكن أن يتم طرد بعض الأشخاص، ومراقبة آخرين، وان الجهود الاستخباراتية يجب أن تكون في جميع الأراضي الفرنسية وخاصة عبر الإنترنت" الأمر الذي يعني أن ملف الإرهاب بالنسبة له هو أولوية تتطلب تعزيز إجراءات مواجهته قبل وقوع العمليات، من خلال تعزيز الإجراءات لمنع وقوع العمليات ووضع ملفات لمن يمثلون تهديدا. 
وعلى صعيد علاقة بلاده بالاتحاد الأوروبي فإن الفرنسيين يترقبون ما إذا كان ماكرون سينفذ تهديده بالانسحاب من الاتحاد على غرار بريطانيا أم لا ، ففي تصريح سابق له قال ماكرون إنه لا يستبعد انسحاب فرنسا من الاتحاد الأوروبي إذا لم يصلح الاتحاد نفسه في صفقة اطلق عليها اسم ( الفريكست ) على غرار ( البريكست ) البريطاني. 
وسيسير الرئيس الجديد في خطى إصلاح يصب في خانة العمال والموظفين بالبلاد من خلال وضع حد أقصى لمدفوعات إنهاء عقد العمل لجعل الاستغناء عن العمال والتوظيف أكثر سهولة، لمعالجة البطالة في فرنسا والتي تتراوح حول 10 بالمئة منذ بضع سنوات. 
ويشهد قصر الإليزيه مراسم تسليم السلطة من الرئيس الفرنسي المنتهية فرانسوا هولاند، إلى الرئيس ايمانويل ماكرون والذي يبدأ ولاية جديدة لمدة خمسة أعوام حينما يبدأ حفل انتقال السلطة في فرنسا باجتماع مغلق في قصر الإليزيه بين الرئيسين ويحضر مراسم نقل السلطة والتنصيب رموز الدولة والوزراء السابقون والمنتهية ولايتهم، إلى جانب الفريق الانتخابي للرئيس الجديد وممثلي وسائل الإعلام.
تقرير الأبحاث والدراسات

شارك الخبر على