رائدة صناعة السلاح الألمانية «رينميتال» تنوي إنشاء مصنع للدبابات في تركيا

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

مفاوضات مع قطر لشراء أول 1000 عربة مدرعة من إنتاج المصنع الجديد

برلين ـ العربي مرزوق

صدمة أصابت عددا من أعضاء البرلمان الألماني، بعد تسريب معلومات توضح تخطيط شركة رينميتال الألمانية الرائدة في مجال تكنولوجيا الدفاع وصناعة السلاح، لبناء مصنع لإنتاج الدبابات والعربات المدرعة في تركيا، وذلك في إطار شراكة تجمع الشركة الألمانية وشركة "BMC" التركية و"ETIKA STRATEGI" الماليزية في ائتلاف واحد سيسمي "RBSS"، كما جرى التفاوض مع قطر لتكون صاحبة أول عقد لشراء ألف عربة مدرعة من خط إنتاج المصنع الجديد.

حيث علق راينر أرنولد عضو البرلمان الألماني عن حزب "SPD" -أحد الأحزاب الحاكمة في ألمانيا- أن رينميتال تراهن بسمعتها حال إبرام العقد ونقل تكنولوجيا صناعة السلاح الألمانية إلى الأراضي التركية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تمر فيه العلاقات الألمانية التركية بأسوأ مراحلها بعد هجوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا على حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووصفهم بالنازيين الجدد، ردا على حظر ظهور وزراء أتراك في ألمانيا خلال فاعليات للترويج للتعديلات الدستورية الأخيرة في تركيا.

وأوضحت مؤسسة "CORRECTIV" للأبحاث أن الشركتين التركية والماليزية اللتين تنوي رينميتال الألمانية الدخول معهما في الشراكة على صلة وثيقه بالرئيس التركي أردوغان، فالشركة التركية "BMC" مملوكة لرجل الأعمال التركي إيثم سانكاك صديق أردوغان، الذي يمتلك أيضا عددا من الصحف التركية التي نشرت إحداها مؤخرا صورة لميركل بشارب هتلر، أما الشركة الماليزية "ETIKA STRATEGI" مملوكة لرجل الأعمال الماليزي سيد مختار البخاري الذي يمول ويدعم مؤسسة بلال أردوغان نجل الرئيس التركي.

وأضافت المؤسسة البحثية أن الطلب على السلاح والمعدات العسكرية يرتفع بشدة في منطقة الخليج العربي منذ سنوات نتيجة التوتر بين دول الخليج السنية وإيران الشيعية والحرب في سوريا واليمن، ودول الخليج لا تريد الانتظار طويلا لتلبية الغرب طلباتها من السلاح، وبالتالي ستكون شركة "RBSS" الجديدة البديل السريع.

وعلقت المؤسسة في بحثها أن شراء دولة  قطر 1000 عربة مدرعة يعد كثيرا جدا لدولة عدد سكانها الأصليين نحو 300 ألف نسمة، وبالتالي فمن المرجح أن تعيد قطر تصدير هذه العربات ذات التكنولوجيا العسكرية الألمانية المتقدمة إلى بلدان أخرى، أو ربما جماعات مسلحة مثل الجماعات المسلحة في سوريا.

يقول يورج هاس، خبير الطاقة والسلاح بمؤسسة "CAMPACT" غير الربحية والمعارضة للمشروع، إن نقل تكنولجيا صناعة الدبابات الألمانية إلى الأراضي التركية يحمل خطورة شديدة، خاصة بعد تقرير الأمم المتحدة الأخير الذي يوضح استخدام أردوغان القوة المفرطة في المناطق الكردية جنوب شرق تركيا، حيث استخدم الجيش التركي عربات مدرعة ألمانية الصنع في الهجوم على مناطق ذات كثافة سكانية عالية، مما أدي إلى نزوح ما يقرب من نصف مليون شخص في الفترة ما بين عامي 2015 وديسمبر 2016.

تبحث الشركة الألمانية الآن عن مهندسين وعمال للمصنع الجديد المزمع إنشاؤه غرب إسطنبول، وأن سبب دخول شريك ماليزي هو فتح أسواق جديدة في قارة آسيا أيضا في جميع أنحاء العالم، وتقوم مؤسسة "CAMPACT" حاليا بجمع توقيعات لتقديمها إلى البرلمان الألماني اعتراضا على المشروع في محاولة للضغط على البرلمان لعدم إصدار تصريح للشركة الألمانية لإتمام المشروع. 

شارك الخبر على