تفاصيل موكب نقل مركب خوفو الأولى

ما يقرب من ٣ سنوات فى الوفد

تنطلق مساء اليوم عملية نقل مركب خوفو الأولى، التي عثر عليها عام ١٩٥٤، بالجهة الجنوبية لهرم خوفو، من داخل متحفها بالمنطقة الأثرية بالهرم ، وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتي تم استقدامها خصيصا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك، لمكان عرضها الجديد بالمتحف المصري الكبير.

اقرأ أيضًا.. مع نقل مركبه للمتحف الكبير| من هو الملك خوفو؟

وتهجف عملية نقل مركب خوفو ،التي ستسغرق نحو ١٠ ساعات ، إلى الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي في التاريخ بهذا الحجم، والتي ترجع فكرتها للواء عاطف مفتاح المشرف العام علي مشروع المتحف الكبير والمنطقة المحيطة ،الذي قام بعرض فكرة النقل على الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى 28 مايو 2019 ،والتى جاءت نتيجة أن مبنى المتحف القديم الخاص بالمركب- والذي تم إنشاؤه منذ ما يزيد على ربع قرن- قد ساعد في إخفاء الضلع الجنوبي للهرم الأكبر، كما أدى بشكل واضح إلى تشويه بصري للمنطقة الأثرية.

ومن مسببات نقل مركب خوفو أيضا وجودها في مبنى يفتقر إلى أسلوب العرض المتحفي المتميز، والذي يليق بأهمية ومكانة هذا الأثر الفريد، فضلا عن كون المبنى القديم غير مجهز بوسائل الإتاحة والخدمات التي تسمح باستقبال ذوى القدرات الخاصة.

وستعرض مركب خوفو الأولى في متحف مركب الشمس بمسطح 1.4 ألف متر مربع، والمجهز بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية الخاصة بالعرض المتحفي، والموجود بالساحة الخارجية حول المتحف المصري الكبير ،والتي سيعرض فيها أيضا مركب الملك خوفو الثانية.

وعن تفاصيل عملية النقل، أكد اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف الكبير أنه تم مراعاة جميع الأساليب العلمية الحديثة ووسائل الأمان في خطة نقل مركب خوفو ،مشيرا الى انه تم تنفيذ العديد من تجارب المحاكاة لعملية نقل المركب بنفس الأوزان والأحمال لضمان وصولها بأمان لمقرها النهائي بالمتحف الكبير.

وقال إنه تم التأكد من كفاءة العربة الذكية، التي جاءت من بلجيكا خصيصا لتلك المهمة، وقدرتها المتميزة على المناورة والتكيف مع مصاعب الطرق، لافتا الى أن مسار المركب من موقعه الحالى بجوار الهرم الأكبر وحتى المتحف الكبير يبلغ طوله نحو 7.5 كيلو متر.

وأضاف أنه تم بناء هيكل حديدي واق للمركب، تم تركيبه حولها، وهو أشبه بحاوية معدنية، تم وضعه على قضبان للحركة، التى تسمح بوضع الهيكل على العربة الذكية متعددة العجلات المخصصة لنقل جسم المركب بواسطة جسور متحركة لتسهيل عملية النقل.

واوضح ان تلك العربة ستدخل داخل مبنى متحف مركب خوفو ، و تقوم برفع نفسها وتحمل الهيكل الحديدى استعدادا للخروج عبر الجسور الرملية والكباري المعدنية الستة التي تم بنائها خارج وداخل مبنى المتحف لتسهيل حركتها.

وكان عالم الآثار المهندس كمال الملاخ، قد اعلن في 26مايو عام 1954 عن اكتشاف، حفرتين لمراكب الملك خوفو ، والتي سميت ( بمركب الشمس) ، و عثر عليها فى الجهه الجنوبية للهرم الاكبر وعمل كمال الملاخ و المرمم احمد يوسف على اكتشاف وترميم واعادة تركيب المركب الاولى، والتي خرجت الى النور بعد ان مكثت فى باطن الارض مايقرب من 5000 سنه، وتعرض في متحف خاص بها بمنطقة آثار الهرم منذ عام 1982.

وصنعت مركب خوفو من خشب الأرز الذي كان يتم استيراده من لبنان، وعثر عليها محفوظة في حفرة مغطاة بنحو ٤١ كتلة من الحجر الجيري، ومفككة إلى نحو ٦٥٠٠ جزء رتبت مع بعضها البعض بعناية ليتيسر تجميعها، ووضعت معها أيضا المجاديف، والحبال، وجوانب المقاصير، والأساطين.
وظل المركب تحت الترميم والتركيب حتى 1961 أي ظل لمدة سبع سنوات كاملة بعد العثور عليه على يد المرمم أحمد يوسف، والذى نجح في أن يعيد تجميع مركب خوفو المكتشفة ثم استمرت عمليات الترميم ٢٠ عاما لمعالجة الأضرار الجديدة التي لحقت به حتى تم افتتاح المتحف المخصص لعرض المركب رسميًا في 6 مارس سنة 1982.

شارك الخبر على