المناطق الآمنة في سوريا.. طوق نجاة أم شرارة حرب؟

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

يومًا تلو الآخر، يأخذ الصراع في سوريا منحى خطير، حتى أصبحت مركزًا عالميًا للاقتتال، يتم استخدام كافة أنواع الأسلحة بداخله، لتتحول بعد 6 سنوات إلى مقبرة من الغزاة والشعب.

لكن سرعان ما تغير المشهد السياسي على الساحة عبر ورقة "أستانا" التي جمعت بين أطراف الصراع الدولي والمعارضة السورية، حيث توصلت كلا من أمريكا وروسيا إلى اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا مع إنشاء مناطق آمنة في 4 مدن، يحذر بموجبها الطيران فوقها أو استخدام الأسلحة، إضافة إلى السماح بإدخال شتى أنواع المساعدات وعودة النازحين.

وبموجب الاتفاق، وافقت دمشق وفصائل المعارضة المسلحة على تحديد المناطق الآمنة، و وقف الأعمال القتالية، وذلك تأكيدًا على وحدة وسلامة وسيادة أراضي الجمهورية العربية السورية.

ليثار بعد ذلك التساؤل حول طبيعة هذه المناطق والقوات المشاركة بها ومواقعها على الخارطة السورية، في الوقت الذي تحدثت فيه عدد من العواصم عن تصوراتها لهذا الأمر وعلى رأسها أنقرة وطهران.

 

التوافق حول المناطق آمنة

قال الرئيس الروسي فلاديمر بوتين: إن "المناطق الآمنة في سوريا يجب أن تصبح مناطق حظر جوي إذا توقف القتال على الأرض بالكامل".

فيما شدد رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، على أن الحل السياسي سينهي الصراع في سوريا.

وفي طهران، أعلن حسين جابري أنصاري مساعد وزير الخارجية الإيرانية، تأييد بلاده لمقترح المناطق الآمنة، بوجود ضمانات للحفاظ على سريان الاتفاق.

 

إعمار المناطق الآمنة

على جانب آخر، كشفت صحيفة "كويمرسانت" الروسية عن تفاصيل المناطق الأربع؛ مشيرة إلى أنها ستتضمن محافظة إدلب، وشمال حمص، والغوطة الشرقية، وجنوب سوريا"، موضحة أنها ستكون خالية من السلاح، ومفتوحة للمنظمات الإنسانية وفق ظروف ملائمة للعمل ومساعدة المواطنين، بالإضافة إلى بدء العمل على إعادة إعمار البنية التحتية المدنية في هذه المناطق "

ترسيم المناطق.. و حماية دولية

وأوضحت "الصحيفة" أنه سيتم ترسيم خط على حدود المناطق الأربع مع إنشاء نقاط تفتيش تحت حماية وإشراف قوات عسكرية أجنبية، تكون بإشراف الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران، لتسهيل مرور المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية".

تأمين روسي أمريكي

قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، فيكتور أوزيروف: إن "هناك احتمالًا لإدخال وإشراك قوات الشرطة العسكرية الروسية في مجال المناطق الأربع"، موضحًا أن القوات الروسية قادرة على ضمان الاستقرار وحماية الاتفاق في هذه المناطق دون التدخل في حياة المدنيين.

وتابع "أعتقد أن روسيا ستتفق مع الولايات المتحدة على المناطق المتنازع عليها، لضمان السلام والأمن لقوات البلدين على الأرض وفي الجو، وذلك من دون موافقة الأمم المتحدة، أما في المناطق الأخرى فسيظل العمل العسكري قائمًا ضد الجماعات الإرهابية".

قوة عسكرية عربية

على جانب آخر، أكد مصدر في مفاوضات أستانا لصحيفة "الخليج أونلاين" أنه يجري، و‫بدعم أمريكي، بحث تفاصيل خطة روسية لإنشاء مناطق آمنة بحماية قوة برية عربية ودولية محايدة، ومن أبرز الدول المطروح اسمها للمشاركة في هذه القوة كل من بلجيكا، وإندونيسيا، والسنغال، والإمارات، مصر.

مناطق آمنة و أخرى لتخفيف التوتر

يرى مراقبون أن إقامة مناطق آمنة أو مناطق تخفيف التوتر، هي عبارة مبهمة، ويمكن أن تقترب من مفهوم المنطقة العازلة التي سبق أن طالبت بها تركيا وأشار إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدى تسلمه الحكم.

 وكان بوتين صرح حينها، أنه بحث مسألة هذه المناطق مع نظيره الأمريكي ترامب، وقال بحذر: "إذا كنت فهمت جيدًا، فإن الإدارة الأمريكية تدعم هذه الفكرة".

الأردن يراقب

قال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني: إن "مصلحة الأردن بوجود سوريا آمنة مستقرة وموحدة"؛ مشيرًا إلى أن الحكومة والأجهزة المختصة ستراقب ردود الأفعال الدولية حول موضوع المناطق الآمنة في سوريا".

وأكد "المومني" أن الأردن سيراقب التفاعل الدولي حول هذه القضية، وبالنهاية سنبحث عن ما يوفر للشعب السوري الأمن والسلامة، مضيفا "عمان ستبقى تتعامل مع الملف السوري بحكمة واتزان".

ذعر إسرائيلي

لم تترك إسرائيل قرار المناطق الآمنة في سوريا بدون تعليق، حيث أعربت عن قلقها تجاه المقترح الذي تم الاتفاق عليه بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي بوتين، بدعوى أنه قد يمنع تل أبيب من مواصلة غاراتها الجوية لوقف شحنات الأسحلة الإيرانية لحزب الله.

وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن إسرائيل قلقة من أن الأمر ينص على نشر مراقبين إيرانيين عند حدودها في الجولان، إذ إن إحدى المناطق الآمنة تقع في جنوب سوريا على مقربة من الحدود"؛ لافتة إلى أن إعلان شرق دمشق ضمن خطة المناطق الآمنة الأربع سيشكل عائقًا أمام العمليات الجوية الإسرائيلية في سوريا بهدف منع إيران من إرسال شحنات أسلحة لحزب الله"؛ لافتا إلى أن مثل هذا الاتفاق سيتيح لإيران استئناف تلك الشحنات تحت حماية كاملة.

ونقلت عن مصادرها القول: إن "تل أبيب أبلغت واشنطن وموسكو بأنها لن توافق أبدًا على نشر مراقبين إيرانيين عند حدودها"، موضحة أن إسرائيل تنظر أيضًا بعين الشك لاحتمال انتشار ضباط ومراقبين روس وأترال عند حدودها مع سوريا".

هل تفعيل المناطق الآمنة سينهي صراعًا دام 6 سنوات أم يشعل حربًا عالمية؟.. بهذا التساؤل تُترك الخيارت مفتوحة أمام الدول المشاركة في مفاوضات أستانا لتقرر مصير الجمهورية العربية السورية التي فقدت رونقها وبريقها وتراثها من أجل تنفيذ مخطط لتقسيم المنطقة.

شارك الخبر على