عاصي الرحباني.. حكاية رجل غنت له فيروز بدموعها «سألوني الناس عنك يا حبيبي»

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

ظل رباط الحب بينهما وقودًا لإبداعات غنائية أشعلت وجدان جمهور الوطن العربي، ولم يكن الانفصال سوى خسارة لهما على المستويين: الفني والشخصي، حيث بللت الدموع وجنتي "جارة القمر" فيروز، في أثناء غنائها بعد وفاة طليقها وشريك نجاحاتها الفنية "عاصي الرحباني"، خاصة عند غنائها ذلك المقطع المؤثر من أغنية "سألتك حبيبي"، الذي يقول: "لأول مرة ما بنكون سوى".

اللقاء الأول بين الحبيبين كان داخل أروقة الإذاعة اللبنانية، حيث عمل "عاصي" موظفًا وملحنًا بها في نفس الوقت، وكانت فيروز حينها مغنية "كوراس" في الإذاعة اللبنانية، وبتكليف من رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة "حليم الرومي"، قام "عاصي" بتلحين بعض الأغنيات لـ"فيروز"، وبهذا فتح قناة اتصال مباشر بينهما، الذي كان فاتحة خير عليهما وعلى الطرب العربي.

بدأت العلاقة تنمو بينهما، وسرعان ما تم الزواج في عام 1955، الذي أثمر عن مولد "زياد" عام 1956، الذي لحن لها فيما بعد أغاني عديدة مثل ألبوم "وحدن" عام 1981، وكذلك أنجبت ثلاثة أبناء آخرين هم ابنها "هالي" 1958، وابنتها "ليالي" 1960، وابنتها "ريما" الصغرى.

شكَّل الثلاثي "فيروز وعاصي ومنصور الرحباني" قوة فنية لا مثيل لها في ستينيات القرن الماضي، وزاد من متانتها علاقة الزواج بين "فيروز وعاصي"، رغم الخلافات في طباع الشخصية، حيث أوضح أحد المقربين من فيروز أن زوجها ذو شخصية مزاجية وطبع قاس، لكنها كانت صبورة وطيعة جدا مع زوجها عاصي، خاصة حين يتعلق الأمر بالعمل والغناء.

كان "عاصي" يمثل كل شيء لزوجته التي عرفت الشهرة على يديه، وكذلك الحب، حيث قالت فيه: "لا رجل له دمعة بجمال دمعة عاصي"، حتى إن حبها كبر ليشمل ما يحب هو أيضًا من صور وأماكن وطباع، على حد ما أوضحت في فيلم بعنوان "كانت حكاية"، يروي سيرتهما.

وفي نهاية السبعينيات، وصلت "فيروز" إلى أوج تألقها الفني، فبدأت تتمرد على عاصي، وأصبحت لها آراؤها الفنية، حتى إنها بدأت تقوم بأشياء يرفضها عاصي، ذاك الذي كانت تُسلم له كل صغيرة وكبيرة تتعلق بها.

وبعد فترة من الخلافات وقع الانفصال بينهما في عام 1978، وذلك في الوقت الذي كان يعاني خلاله "عاصي" من تبعات مرضه الذي أدخله في غيبوبة قبل ذلك بسنوات قليلة، فعاش في رعاية بعض أقاربه، وانقطعت حبال الوصل بين الرحابنة وفيروز، التي أوكلت مهمة التلحين لها إلى ابنها "زياد".

وفي 21 يونيو 1986 غادر "عاصي" الدنيا، لكن الفراغ الذي سببه لفيروز كان أكبر، رغم خلافاتهما وانفصالهما، حتى يقال إنها لم تستطع إمساك دموعها في حفل لها أحيته بعد وفاة "عاصي"، غنت فيه "سألوني الناس"،  ربما لأن تلك الأغنية كانت له، لكن سخرية القدر جعلت منها واقعًا.

شارك الخبر على