تفاؤل حذر بشأن أستانا ٤ ومخاوف من إفشال المبادرة الروسية

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

كشف المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا عن ما أسماه مدى تقدم مفاوضات "أستانا - 4" بشأن سوريا.

وأكد دي ميستورا على وجود تقدم جدي في المفاوضات. وامتنع عن الإدلاء بأي تفاصيل إلى حين عقد مؤتمر صحفي بهذا الصدد.

من جهة أخرى أعلن وفد المعارضة السورية المسلحة إلى مفاوضات أستانا عزمه على بحث المبادرة الروسية المؤلفة من 6 بنود لتهدئة الأوضاع في سوريا، وإقامة مناطق آمنة، إلا أنه قام بتعليق مشاركته بعد بدئ المفاوضات بقليل احتجاجا على قصف قوات دمشق مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية.

وقالت وزارة الخارجية الكازاخية إنها تتوقع عودة وفد المعارضة المسلحة إلى طاولة المفاوضات الخميس. وفي الوقت نفسه أدلى مسؤول دبلوماسي كازاخي بتصريح يفيد بأن المعارضة لم تنسحب، ولكنها أنهت مباحثاتها في اليوم الأول، وقد تعود لاستئناف المباحثات في اليوم التالي.

وأكد وفد المعارضة السورية المسلحة في مفاوضات أستانا قبوله بحث المبادرة الروسية بإنشاء "مناطق آمنة" في سوريا كإجراء مؤقت للتخفيف من تصاعد الأوضاع الإنسانية. وقام الوفد بتقديم مذكرة إلى الأطراف المجتمعة في أستانا، تضم 10 مطالب.

وتتضمن المذكرة، وقف هجمات القوات التابعة لنظام دمشق برا وجوا ضد المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، وانسحاب قوات النظام من المناطق التي سيطرت عليها بعد دخول اتفاقية الهدنة حيز التنفيذ في 30 ديسمبر الماضي، والبدء بإطلاق سراح جميع المعتقلين، وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط إلى المناطق المحاصرة، وخروج كافة الميليشيات الموالية لإيران من سوريا، والتأكيد على أن أي حل أو هدنة في سوريا ينطلق من أولوية التوازي مع الانتقال السياسي والحفاظ على وحدة سوريا، ورحيل بشار الأسد من أجل إحلال السلام وعودة السوريين إلى بيوتهم.

هذا وتعلق روسيا آمالا كبيرة على هذه الجولة من مفاوضات أستانا رغم إمكانية فشلها. وعلى الرغم من التفاؤل العام المحيط بهذه الجولة، إلا أن تشاؤما يسيطر على الأوساط السياسية والدبلوماسية من إمكانية عدم رضاء نظام الأسد عن بنود المبادرة الروسية من جهة، وعدم موافقة إيران عليها من جهة أخرى. هذا في ما اعتبرها مراقبون تمثل تنازلا من جانب روسيا التي كانت ترفض إقامة أي مناطق

آمنة. وألمحوا بأن هذه المبادرة في حال الموافقة عليها ستمثل اختراقا كبيرا في اتجاه التسوية السياسية على المديين المتوسط والبعيد، وربما تساهم في إبعاد الأسد تدريجيا عن السلطة وتحافظ في الوقت نفسه على وحدة الأراضي السورية.

وفي المقابل رأى قطاع من المراقبين أن إقامة مناطق آمنة يعني ترسيم الحدود بين المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة من جهة، والمناطق التي تسيطر عليها القوات التابعة للأسد وحلفائه من جهة أخرى، وهو ما يقرر تقسيم سوريا نظريا، تمهيدا لتقسيمها على أرض الواقع، سواء في حال رحيل الأسد أو عدم رحيله. غير أن محادثات موازية تجري بين موسكو وواشنطن وأنقرة بشأن المبادرة الروسية، وبحث كافة جوانبها. ومع ذلك، لا توجد أي ضمانات لاعتمادها بسبب الخلافات الجوهرية في فهم كل طرف للمناطق الآمنة، ومناطق الحظر الجوي، ووقف إطلاق النار، ووقف العمليات القتالية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على