أميركا ترفض حديث إردوغان عن حل الدولتين في قبرص

ما يقرب من ٣ سنوات فى تيار

 أكدت الولايات المتحدة الأميركية أن الرئيس جو بايدن ملتزم بالإبقاء على العقوبات المفروضة على تركيا بموجب قانون «مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات (كاتسا)» لإصرارها على المضي قدماً في اقتناء منظومة الصواريخ الروسية «إس400»، وأنه سيصعدها في حال شراء أنقرة أسلحة رئيسية أخرى من موسكو.
كما أعلنت واشنطن رفضها الحديث المتكرر من الرئيس رجب طيب إردوغان عن حل الدولتين في قبرص، وطالبت تركيا والقبارصة الأتراك بالتراجع عن قرارهم بفتح جزء من ساحل فاروشا في شرق قبرص. وقالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، إن بايدن ملتزم بالإبقاء على العقوبات المفروضة على تركيا، بسبب شرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «إس400»، وإنه سيفرض مزيداً من العقوبات إذا اشترت أنقرة أنظمة أسلحة رئيسية إضافية من موسكو.
وأضافت نولاند، خلال ندوة عن «السياسة الأميركية حول تركيا» نظمها مجلس الشيوخ الأميركي ليل الأربعاء - الخميس، أن الولايات المتحدة لا تزال على موقفها بشأن اقتناء تركيا منظومة «إس400» الروسية، كما أنها ترفض إعلان سلطات الشطر التركي من قبرص عن إعادة فتح جزئي لمدينة فاروشا المهجورة، من أجل إعادة توطين محتملة، بدعم من تركيا.
وقال مدير شركة «روس أوبورون إسبورت» الحكومية الروسية للصناعات العسكرية، ألكسندر مخييف، أول من أمس، إن روسيا وتركيا تستكملان المفاوضات بشأن توريد دفعة ثانية من منظومة «إس400» للدفاع الجوي إلى أنقرة، وإن «المشاورات النهائية جارية حتى الآن، وجرى خلالها وضع النموذج المالي لتمويل المشروع وصياغته، وتشكيل البرنامج التكنولوجي»، معرباً عن أمله في انتهاء المفاوضات بين الطرفين خلال الأشهر المقبلة.
كما كشف مدير «الوكالة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري والفني»، ديمتري شوغاييف، عن أن موسكو مستعدة للتفاوض مع تركيا بشأن مقاتلات «سو35» و«سو57» إذا قررت أنقرة شراءها.
ووقعت موسكو وأنقرة اتفاقية توريد «إس400» في ديسمبر (كانون الأول) 2017، وتسلمت تركيا الدفعة الأولى؛ وهي بطاريتان من المنظومة، في يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) 2019. وأعلنت إدارة بايدن أنها تريد من تركيا أن تتخلى عن المنظومة الروسية، لتتمسك بذلك بموقف إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
وقبل العقوبات التي فرضتها واشنطن بموجب قانون «كاتسا» على تركيا في ديسمبر الماضي، والتي شملت رئيس مستشارية الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير و3 من نوابه، علَّقت مشاركة تركيا في برنامج إنتاج المقاتلة الأميركية «إف35» ومنعتها من اقتناء 100 منها. وحول ما يخص أزمة جزيرة قبرص، شدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مجدداً، على ضرورة إجراء مفاوضات بين دولتين في جزيرة قبرص، مشيراً إلى أن تركيا مصممة على عدم إشراك أطراف ثالثة. وقال إردوغان؛ في تصريحات ليل الأربعاء - الخميس عقب انتهاء زيارة استغرقت يومين إلى الشطر الشمالي من قبرص: «حان الوقت لإجراء مفاوضات بين دولتين وليس بين مجتمعين، لهذا السبب؛ نحن مصممون على عدم إشراك أطراف ثالثة بيننا».
وأشار إلى أن بلاده عرضت على القبارصة اليونانيين تزويدهم بالمياه، مضيفاً: «قلنا لهم: فلنسمِّ هذا المشروع (نبع السلام)... لكنهم رفضوا، وفي الوقت الحالي يجلبون المياه من اليونان إلى جنوب قبرص (جمهورية قبرص) بواسطة الناقلات». وأكد إردوغان مواصلة تركيا دعمها السلطات القبرصية التركية بهدف «إزالة الظلم الواقع بحقهم»، مشيراً إلى أن القبارصة الأتراك «هم الجانب الذي يسعى لتحقيق السلام والاستقرار في الجزيرة، في حين أن الجانب اليوناني لا يكترث بذلك». واتهم الدول الضامنة، مثل اليونان وبريطانيا، وباقي الدول الفاعلة مثل الولايات المتحدة، بأنها لا تكترث بتحقيق السلام والاستقرار في الجزيرة.
وقالت نولاند إن الولايات المتحدة ترفض اقتراحاً كرره إردوغان في الأيام الأخيرة لحلّ قائم على دولتين في قبرص، مضيفة: «نعتقد أن - وحدها - آلية ثنائية بقيادة القبارصة يمكن أن تجلب السلام والاستقرار إلى قبرص».
وكانت واشنطن أدانت الثلاثاء خطة إعادة فتح فاروشا، وعدّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، أن ما يجري هو «عمل استفزازي، وغير مقبول، ولا يتفق مع الالتزامات السابقة للقبارصة الأتراك للمشاركة بطريقة بناءة في محادثات سلام». وأعلن بلينكن عبر «تويتر»، أول من أمس، أنه تحدث مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليديس لإعادة تأكيد موقف بلاده. وقال: «نضغط من أجل رد حازم من مجلس الأمن الدولي».
من جانبها، قالت نولاند إنها تحدثت مع مسؤولين أتراك لمطالبتهم بالتراجع عن قرارهم بشأن فاروشا.
وفي نيويورك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء قضية فاروشا. وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، خلال زيارة إلى نيقوسيا، إن مشروع تركيا إعادة فتح فاروشا يثبت نية أنقرة توسيع احتلالها لقبرص وإقامة سلطة عثمانية جديدة في منطقة شرق البحر المتوسط.
وحذر الوزير اليوناني بأنه لا يمكن أن يكون هناك تحسن في العلاقات بين تركيا واليونان وبين تركيا والاتحاد الأوروبي ما دامت تركيا تتصرف بشكل أحادي.

شارك الخبر على