بعد المياه.. الخبز عنوان أزمة جديدة في إيران
ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد
لم تنته بعد الاحتجاجات التي خرجت رفضا لسياسة “التعطيش” ضد العرب في إقليم الأهواز العربي بإيران، حتى بدأت بودار أزمة جديدة وهذه المرة في الخبز. ويبدو أن المواطنين الإيرانيين سيعانون من نفاد مادة الخبز، الذي ستتوفر كميات قليلة وبأسعار باهظة مقارنة بمداخيل المواطنين الإيرانيين. وجاء ذلك بعد الكشف عن توجهات حكومية وسياسية استراتيجية لرفع الدعم عن الطحين وبقية مُستلزمات صناعة الخبز.
وكان فرع “اتحاد الخبازين التقليديين” في العاصمة الإيرانية طهران، التي تضم أكثر من ثمانية آلاف مخبز محلي، أعلن عن رفع سعر الخبز الذي كان مدعوما من الحكومة. وكتب رئيس نقابة الخبازين الإيرانيين في مقاطعة”كرج” القريبة من طهران على حسابه في موقع “تويتر” إن مختلف أنواع الخُبز في المحافظة صارت تُباع بنسبة تصل لـ 50 بالمئة مما كانت عليه قبل أيام. والأمر نفسه حدث في محافظات أصفهان ومشهد وبندر عباس، حيث تعتمد المُدن الكُبرى على مُشتريات الخُبز اليومية.
وكانت الحكومية الإيرانية قد سربت منذ أوائل العام الحالي معلومات تُشير إلى إمكانية رفع أسعار الخبز المدعوم من الضعف إلى ثلاثة أضعاف، معتبرة بأن الأسعار الجديدة ستكون بمثابة الأسعار القديمة، بعد التراجع الهائل لقيمة العملة المحلية الإيرانية.
ورفض كثير من الإيرانيين هذا الأمر مذكرين بأن رفع الأسعار هو جزء من تراجع الحكومة عن التزاماتها الحمائية للمواد الأساسية، مثل الخبز والماء والسكر والكهرباء. وبدأت أزمة مياه الشرب والزراعة منذ أوائل العام الجاري، واشتدت وقائعها في الأيام العشرة الأخيرة مع خروج احتجاجات غاضبة في الأحواز رفضا لتحويل مسار الأنهار عن المنطقة ذات الغالبية العربية، بما يهدد بالقضاء على الزراعة التي تشكل مصدر دخل غالبية السكان هناك. ويبدو أن أزمة الخبز ستكون الثالثة التي تضرب الإيرانيين، وربما لا يكون النظام قادرا على السيطرة عليها. وفي ظل الاحتجاجات المتواصلة لليوم الثامن على التوالي في إقليم الأهواز ذي الأغلبية العربية ضد نقص المياه وسقوط عدة قتلى، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أمس الخميس إنه لابد من بذل جهود مضاعفة للتوصل إلى قرارات إستراتيجية بشأن خوزستان. وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
ونقل موقع نور نيوز عن شمخاني قوله على حسابه في تويتر عقب لقائه الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي عن مشكلة الجفاف في خوزستان “بالطبع معضلة الجفاف واقع لا يمكن إنكاره”.
وتشهد منطقة جنوب غرب إيران احتجاجات على نقص المياه، وتخلل الاحتجاجات مصادمات أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين. وتعطلت خدمة الإنترنت عبر الهاتف المحمول في إيران، بعد احتجاجات في جنوب غرب البلاد بسبب نقص المياه، حسبما ذكرت جماعة مراقبة أمس الخميس.
وعزت مجموعة الدفاع عن الوصول إلى الإنترنت “نتبلوكس دوت كوم” جزءا من العطل إلى “ضوابط معلومات الدولة أو إغلاق الإنترنت المستهدف”، فيما حددت حالات الانقطاع بداية من 15 يوليو عندما بدأت الاحتجاجات في خوزستان، وسط جفاف أثر على المنطقة الغنية بالنفط المجاورة للعراق.
بينما واصلت خدمة الخطوط الأرضية العمل، حذرت “نتبلوكس دوت كوم” من أن تحليلها وتقارير المستخدمين “كانت متسقة مع إغلاق إقليمي للإنترنت يهدف إلى السيطرة على الاحتجاجات”.
وقالت “نتبلوكس دوت كوم” إن التأثيرات تمثل “إغلاقا شبه كامل للإنترنت، من المرجح أن يحد من قدرة الجمهور على التعبير عن السخط السياسي أو التواصل مع بعضهم البعض والعالم الخارجي”.
ولم يكن هناك اعتراف بإغلاق الإنترنت في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، كما لم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق.
كما رصدت مجموعات نشطاء في الخارج اضطرابات الإنترنت في المنطقة في الأيام الأخيرة أيضا. ومنذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في إيران العام 2009 واحتجاجات الحركة الخضراء، شددت طهران سيطرتها على الإنترنت، وأغلقت عددا من مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوقفت السلطات الإيرانية الإنترنت بشكل كامل في البلاد في نوفمبر 2019، خلال الاحتجاجات على أسعار البنزين.