بعد قطيعة عامين.. هل تنهي زيارة ميركل لروسيا الجمود الدبلوماسي؟
أكثر من ٨ سنوات فى التحرير
المرأة الحديدية في موسكو للقاء بوتين.. فهل تُنهي الجمود الدبلوماسي بين ألمانيا وروسيا بعد عامين؟
هكذا يتساءل الكثير من المراقبين تعقيبًا على زيارة أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا لروسيا ولقائها الرئيس فلاديمير بوتين، وهي الزيارة الأولى منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلطة؛ حيث كان اللقاء الأخير بينهما قبل سنوات في عهد سلفه باراك أوباما.
حيث إن الخلافات بين الطرفين خيمت على اللقاءات السابقة، ما يطرح تساؤلًا بشأن حل هذه القضايا؛ وعلى رأسها الحرب السورية والعنف في أوكرانيا وادعاءات بتدخل سياسي مدعوم من الكرملين في شرق أوروبا؛ في وقت قللت فيه كل من موسكو وبرلين من إمكانية حدوث انفراجة في النزاع الأوكراني الذي وصل بالعلاقات إلى أسوأ مستوى لها منذ نهاية الحرب الباردة.
وقالت مجلة "إكسبرس" البريطانية: إن "القوتين العالميتين لديهما العديد من الاختلافات منذ أن ضم الرئيس بوتين القرم في عام 2014، فضلاً عن الاختلافات الجذرية المتعلقة بالهجرة والصراع في الشرق الأوسط".
ومع ازدياد التوترات العالمية على الساحة العالمية، فإن العالم سوف يراقب الاجتماع، في سوتشي، مع اهتمام كبير من قبيل قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في يونيو المقبل.
وأشارت المجلة البريطانية إلى أن ميركل وبوتين اختلفا بشأن سوريا، فقد ألقت ألمانيا باللوم على الرئيس السوري بشار الأسد في هجومه الأخير بالغاز السام على إدلب، والذي أودى بحياة 80 شخصًا.
واعتبرت "إكسبريس" أن النزاع السوري له أثر كبير على الحياة الألمانية المحلية، مع تدفق اللاجئين إلى البلاد منذ اندلاع القتال، حيث أدى ذلك إلى انخفاض شعبية ميركل في صناديق الاقتراع، لذلك اعترفت المستشارة الألمانية بأخطائها حول سياسات الباب المفتوح للهجرة، قائلة: "لبعض الوقت، لم يكن لدينا ما يكفي من السيطرة".
ونوهت "المجلة البريطانية" بوجود تهديد إرهابي من الخلايا الإسلامية المتشددة التي تسللت إلى البلاد، وأدت إلى وقوع هجمات، على رأسها حادثة برلين البشعة في احتفالات رأس السنة نهاية ديسمبر الماضي.
في حين قالت مصادر مقربة من المستشارة الألمانية: إن "ميركل تعتقد بأن الحل الدبلوماسي للصراع السوري، ممكن إذا جرت مناقشات في واشنطن وموسكو".
الأزمة الأوكرانية
من جهة أوكرانيا، فهي موضع خلاف بين ميركل وبوتين في الماضي، في الوقت الذي تنتشر دبابات الزعيم الروسي في شبه جزيرة القرم منذ عام 2014، حيث توقفت محادثات الأزمة في عام 2016، عندما كان من المفترض أن تسفر القمة التي ستعقد في برلين والتي تضم الرئيسين الفرنسي والأوكراني فرانسوا أولاند وبيوتر بوروشينكو عن وقف لإطلاق النار.
التبادل التجاري
وفي عام 2012، بلغ حجم التجارة بين الدولتين 68 مليار جنيه إسترليني، ولكن في أعقاب أزمة أوكرانيا، انخفض مستوى التجارة إلى 35 مليار جنيه إسترليني في عام 2016، ولكنه عاد مجددًا إلى الارتفاع بنسبة 40% في الشهرين الأولين من عام 2017، ما يشير إلى ذوبان الجليد في العلاقات.