العلوي يدشن كتاب "العندليب في قلوب البحرينيين"

ما يقرب من ٣ سنوات فى البلاد

وسط أجواء تسودها المحبة والألفة التقى عشاق العندليب الأسمر المطرب الراحل عبدالحليم حافظ

يوم الأربعاء الماضي الموافق 14 يوليو 2021 في قاعة الشيخ عيسى الكبرى بنادي الخريجين، آخذين في الاعتبار كافة الاحترازات المطلوبة للحد من انتشار فيروس كورونا COVID-19 بناء على تعليمات فريق البحرين الطبي، حيث تم تدشين كتاب "العندليب في قلوب البحرينيين" تأليف الدكتور  عصام إسماعيل العلوي الذي استطاع أن يجمع أكثر من 150 موقفا وحكاية عن حب الشعب البحريني للثقافة المصرية والفن والطرب الأصيل.
ضم الحفل أبطال الكتاب ومجموعة من المدعوين من محبي العندليب وأيضا بعض مطربي الجيل الذهبي للأغنية البحرينية والمهتمين بالفن عموما، كما ضم الحفل معرضا مصغرا احتوى على بعض المقتنيات الشخصية كالصور والأسطوانات والألبومات واللوحات الزيتية للفنان الراحل عبدالحليم قام بإعدادها الفنان جاسم بهلول والسيد حسن ملا.

كما قدم الفنان البحريني حسين أسيري على هامش التدشين مقطوعات مميزة من أغاني العندليب الأسمر الخالدة وذلك على آلة العود وبمصاحبة الفنان المصري نبيل النجار على آلة القانون وبمشاركة خاصة من الفنان البحريني يوسف عبدالرحيم. 
عن هذا الكتاب، أكد العلوي بأنه يحتوي على حكايات عديدة منها الطريف والشائق التي جاءت على لسان أبطال تلك القصص، معبرين عن ذلك بمشاعر صادقة توضح مدى ارتباطهم بهذا المطرب وعن المواقف المميزة التي مروا بها وتخلدت في ذاكرتهم، والتي ظلت حبيسة الصدر إلى أن وجدوا الفرصة للبوح عنها في هذا الكتاب المتواضع. 
وأضاف العلوي بأنه حاول إبراز تلك المواقف والروايات للقارئ وضمّها في عقد كتاب متسلسل وبأسلوب سلس وميسر؛ لكي يستطيع أن يقرأه الجميع ومن مختلف المستويات، راجيا أن تشد تلك الحكايات الواقعية المدونة في هذا الكتاب نظر وقلب القارئ.

  
وجاء في مقدمة الكتاب:
كل يوم يمضي وأنا أبحث عن جديد الراحل عبدالحليم حافظ، أتبارى مع نفسي للبحث عن جديده الفني حتى عن حياته الشخصية التي انتهت قبل أكثر من أربعين عاما. أحيانا انشغل في شؤون الحياة لكن أعاتب نفسي بالحال وأتساءل لماذا انقضت أيام ولم أستمع لأي مقطع موسيقي لهذا المطرب الذي سلب فينا كل شيء؟ لدرجة أنني كنت يوما أعتقد بأنه أحد أقاربي الحميمين. 

كانت لدي بعض التساؤلات التي تراودني منذ أن كنت يافعا، فمثلا كيف كان يعيش هذا المطرب الملهم؟ كيف كانت حياته؟ كيف كان يتحمل آلامه؟ 
أشكر الله سبحانه وتعالى بأن اختراع الإنترنت يسّر علينا الكثير، فبضربة مفتاح من مفاتيح الجهاز الذكي أستطيع أن أحصل على كم هائل من المعلومات متى شئت.
في زيارتي الأخيرة إلى القاهرة أبريل 2019 قررت ومهما كان الثمن أن أزور منزل الراحل عبدالحليم حافظ. منزل لطالما حلمت أن أراه؛ لكي أعيش لحظات سكون مع نفسي متخيلاً الفرقة الماسية وهي تعزف لهذا العبقري صاحب الجسم الضئيل - عندما كان في أشد أزماته الصحية - تصاحبه هذه الفرقة بأكملها ليغني بصوته الشجي أروع الأغاني. 
نعم زرت المنزل وبطريقتي الخاصة استطعت تصويره بتمعن واستمتاع، لكي أعيش أجمل اللحظات متصورا نفسي مرافقا لعبدالحليم في منزله، هذا الإنسان الذي سكن قلوبنا من دون استئذان.  

المعلومات والقصص التي تخص العندليب الأسمر متوفرة وبكثرة في كل مواقع الإنترنت، منها المرئي والصوتي والمكتوب، فهذه المعلومات متاحة للجميع. إذا بحثنا كل يوم سنرى الجديد الذي لا ينضب فيما يخص حياة الفنان الراحل، فالعديد من المعلومات متوفرة في المواقع الإلكترونية، حيث مازال عشاقه يتهافتون في تزويد البشر بجديد عبدالحليم الذي توفاه الله منذ زمن بعيد سواء كانت هذه المعلومات صورا أو فيديوهات أو قصصا. 
كل معلومة عن الراحل متوفرة، لكن ماذا بعد ذلك بالنسبة لي!! بدأتُ هنا أفكر بطريقة مختلفة، لذا وردت لي فكرة هذا الكتاب لتكون مختلفة عن أفكار من سبقونا. البطل الرئيس للكتاب هو نفسه عبدالحليم، لكن يشترك معه كل عشاقه من صغار وكبار ليكونوا أيضا أبطالا معه في القصص التي تروى في هذا الكتاب.
أتى هذا الكتاب ليحكي للعالم بأن هناك في مملكة البحرين من يعشق عبدالحليم، هناك من عاش طفولته مع عبدالحليم المطرب الإنسان، هناك من عاش مراهقته وشبابه، ومنهم من سهر الليالي من أجل محبوبته أو محبوبها ويرافقه عبدالحليم في كل لحظة، هناك من كان في عش الزوجية يستمتع بكل ما قدمه مطربه المفضل.

اختلفت الروايات والقصص، لكن أبطال هذا الكتاب يجمعون بأنَّ عبدالحليم ظاهرة فنية لن تتكرر أبدا. حليم أو عبد الحليم كما يسميه أهل الخليج يختلف عن غيره من الفنانين، فهو أعطى أكثر مما أخذ. أعطى من صحته لأجل الوطن ولأجل الحب ولأجل أن يسعد غيره. 
عند زيارتي الأخيرة لمنزله رأيت وسألت كيف كان يعيش هذا الإنسان ببساطة وعفوية في شقته الواقعة في الزمالك في عمارة زهراء الجزيرة مقابل حديقة الأسماك. إنَّ هذا التواضع في التواصل مع الآخرين والتعامل مع الحياة وظروفها الصعبة وعمق التفكير للعمل بجد واجتهاد سواء في إبراز وتطوير الموسيقى أو في التعامل مع مجريات الحياة لأجل الوصول إلى القمة ومن ثم البقاء متربّعاً في قلوب الملايين، لا يستطيع تحقيق هذا جميعه إلا العباقرة أمثال الراحل عبدالحليم. 

شارك الخبر على