الثقافة الفلسطينية صامدة أمام محاولات نفي الذاكرة بعد مرور ١٠٠ عام على وعد بلفور

أكثر من ٨ سنوات فى قنا

رام الله في 01 مايو /قنا/ شهدت المدن الفلسطينية في الفترة الماضية تزايداً كبيراً في عدد المراكز والأنشطة الثقافية والجوائز والإصدارات الفلسطينية والمشاركات الفنية والثقافية عربياً وعالمياً فيما لم تنج الثقافة الفلسطينية من انتهاكات الاحتلال بحقها حيث اعتقلت عدداً من الكتاب وداهمت مكتبات وبيوت فنانين هذا فضلاً عن رحيل مبدعين، من الشعراء والنقاد والكتاب أثروا الحياة والحالة الثقافية الفلسطينية والهوية الوطنية. 
وفي هذا التقرير الثقافي يظهر بوضوح رسالة الثقافة الفلسطينية في مواجهة محاولات نفي الذاكرة وتغييب الوعي العربي بالقضية خاصة أن العام 2017 يصادف 100 عام على وعد بلفور المشؤوم ومن ثم هناك إصرار لدى الثقافة الفلسطينية على أداء مهمتها في التعريف بقضيتها من خلال كل الأدوات والأنشطة الثقافية التي تعزز ذلك. 
ومما يدل على الوعي برسالة الثقافة الفلسطينية يظهر التقرير الصادر عن جهاز الإحصاء الفلسطيني، نشر بمناسبة يوم الثقافة الوطني الثالث عشر من مارس ، أن عام 2016م شهد تزايداً ملحوظاً عن سابقه في عدد الأنشطة الثقافية في المدن الفلسطينية وأعداد المشاركين فيها، وزوار المتاحف والمشاهدين للمسرح، وطبقاً للتقرير فقد ظهر أن عدد المراكز الثقافية العاملة في فلسطين بلغ 612 مركزاً في العام 2016 (598 مركزاً أدلوا بالبيانات و 14 مركزاً رفضوا الإدلاء بالبيانات)، منها 531 مركزاً في الضفة الغربية و81 مركزاً في قطاع غزة ،وبلغ أعلى عدد مراكز ثقافية عاملة في محافظة نابلس بواقع 90 مركزاً ثقافياً، يليها محافظة بيت لحم 86 مركزاً ثقافياً عاملاً . 
وأوضح التقرير أن المراكز الثقافية التي أدلت بالبيانات قدمت خلال العام 2016 حوالي 10 آلاف نشاط ثقافي؛ 7.7% من هذه الأنشطة ندوات، و6% محاضرات، 66.6% دورات، و17.2% عروض فنية، و2.5% معارض، في حين بلغ عدد الأنشطة الثقافية المنعقدة في المراكز الثقافية حوالي 9 آلاف نشاط ثقافي في العام 2015 . 
وفيما يتعلق بعدد المشاركين في الأنشطة الثقافية للمراكز التي أدلت بالبيانات في العام 2016 فقد بلغ حوالي 583 ألف مشارك، منهم حوالي 484 ألف مشارك في الضفة الغربية، وحوالي 99 ألف مشارك في قطاع غزة، حيث كان أكبر عدد من المشاركين في الأنشطة الثقافية في محافظة رام الله والبيرة حوالى 132 ألف مشارك، يليها محافظة بيت لحم حوالي 117 ألف مشارك في حين احتلت محافظة خان يونس أقل عدد من المشاركين في الأنشطة الثقافية، وقد بلغ عدد المشاركين فيها حوالي 6 آلاف مشارك، فيما بلغ عدد المشاركين في الأنشطة الثقافية حوالي 405 آلاف مشارك في العام 2015. 
وبلغ عدد المتاحف العاملة في فلسطين خلال عام 2016؛ 31 متحفاً، منها 26 متحفاً في الضفة الغربية، و5 متاحف في قطاع غزة، علماً بأن هناك متحفين في الضفة الغربية رفضا الإدلاء بالبيانات. 
أما بخصوص زوار المتاحف الذين أدلوا بالبيانات فقد بلغ عددهم حوالي 206 آلاف زائر عام 2016، 77.3% فلسطينيون و22.7% من جنسيات أخرى، في حين بلغ عدد زوار المتاحف حوالي 185 ألف زائر في العام 2015. 
وأشارت البيانات إلى 14 مسرحاً عاملاً في فلسطين في عام 2016، منها 11 مسرحاً عاملاً في الضفة الغربية، وثلاثة مسارح في قطاع غزة، علماً بأن هناك مسرحاً واحداً في الضفة الغربية رفض الإدلاء بالبيانات. 
وعرضت بالمسارح في فلسطين عام 2016، 270 مسرحية، منها 158 مسرحية في الضفة الغربية، و112 مسرحية في قطاع غزة، و47% من المسرحيات المعروضة للأطفال و26.7% عرضت للكبار، في حين 26.3% عرضت للصغار والكبار . 
وبلغت نسبة المسرحيات التي قدمها ممثلون فلسطينيون 89.6%، و10.4% قدمها ممثلون من جنسيات أخرى، أما بخصوص عدد المشاهدين للمسرحيات فقد بلغ عددهم حوالي 102 ألف مشاهد، في حين بلغ عدد المشاهدين للمسرحيات حوالي 72 ألف مشاهد في العام 2015. 
وأشار وزير الثقافة الفلسطيني ايهاب بسيسو، إلى أن هذا العام 2017 يحمل الكثير من الدلالات السياسية، وهو ما يتطلب جهداً وطنياً مميزاً لجهة تعزيز حضور الذاكرة في الحاضر، من أجل مواجهة محاولات نفي الذاكرة، ومحاصرة الوعي الفلسطيني، فالعام 2017 يتزامن مع مرور مائة عام على وعد بلفور المشؤوم في العام 1917، وخمسين عاماً على حرب يونيو في العام 1967 التي أدت إلى احتلال الضفة بما فيها القدس الشرقية، وثلاثين عاماً على الانتفاضة الأولى في العام 1987، والتي جسدت بامتياز مفهوم المقاومة الشعبية، حيث جسد الحجر صورة النضال الشعبي الفلسطيني في مواجهة آلة القمع والاضطهاد الاستعماري . 
وشهد يوم الثقافة الوطنية لهذا العام 130 فعالية ثقافية نفذت في الضفة وغزة، وأراضي الـ48، تحت شعار "الثقافة مقاومة"، تواصلت ما بين الثالث عشر من مارس ذكرى ميلاد الشاعر محمود درويش، وذكرى يوم الأرض الخالد الثلاثين من مارس، فيما شهد يوم الثقافة في عام 2016 م ، 72 فعالية. 
( انطفاء شعل ثقافية ) وقد خسر المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي عدداً من الشخصيات الإبداعية التي شكلت حياتها تنوعاً ثقافياً غنياً، وصبت معرفتها وخبراتها في روافد مختلفة من الحياة، فكانت الخسارة الأعظم، رحيل الشاعر أحمد دحبور " الولد الفلسطيني"، المولود في حيفا عام 1946، والعائد إليها عام 1996، غادر مع عائلته إلى لبنان إبان نكبة 1948، نشأ ودرس في مخيم حمص في سوريا، ولا تزال الكثير من الأغنيات التي كتب كلماتها تتردد في العديد من المناسبات الوطنية ومنها (اشهد يا عالم) و(عوفر والمسكوبية) و(يا شعبي يا عود الند) و(والله لأزرعك بالدار) و(يا بنت قولي لأمك) و(غزة والضفة) و(صبرا وشاتيلا)، وقد أصدر تسعة دواوين شعرية وعددا من الأعمال النثرية. 
كما رحل الناقد والأكاديمي والمعلم عبد الرحمن ياغي، المولود في غزة عام 1924، والذي صدر له عشرات الدراسات وعملين مترجمين، وقالت وزارة الثقافة إن ياغي ظل مشغولاً بفلسطين في إصداراته الإبداعية المتعددة، بدءاً بكتابه "حياة الأدب الفلسطيني الحديث من أوّل النهضة حتّى النّكبة" (1968)، وتلاه كتاب "دراسات في شعر الأرض المحتلة" (1969)، كما لم يغفل المبدعين الفلسطينيين في دراساته ومن بينها كتابه المعنون بـ""مع غسان كنفاني وجهوده القصصية والروائية" (1983). 
كما رحل الناقد السينمائي الفلسطيني بشار إبراهيم، في دبي بالإمارات العربية المتحدة، مخلفاً وراءه الكثير من الكتب والدراسات والمقالات النقدية السينمائية حول السينما عامة، والسينما الفلسطينية خاصة، وهو من مواليد مخيم دنون في ريف دمشق . 
ورحل الشاعر الفلسطيني عمر خليل عمر عن عمر يناهز (80 عاماً) مواليد بيت لاهيا بغزة، ويلقب بـــ "شاعر الغزل والأرض"، وهو صاحب: "لن أركع"، و"سنظل ندعوه الوطن"، و"أغاني الوطن"، و"مرثية الشرف العربي"، وعلقت وزارة الثقافة على رحيله: إن رحيل عمر هو بمثابة رحيل واحد من عمالقة الشعر النضالي الفلسطيني . 
( إصدارات متنوعة ) وحفلت الساحة الثقافية في فلسطين خلال الشهور الأربعة الماضية بمجموعة من الإصدارات الحديثة التي شملت مختلف المعارف والفنون الأدبية والفكرية حيث تم اطلاق العديد من الكتب والإصدارات، واستضاف متحف محمود درويش معظمها، فأطلق حسام أبو النصر كتابه "كلام رصاص"، وخالد الجبور مجموعته القصصية "24 قصة قصيرة"، وأطلق مجد كيال روايته "مأساة السيد مطر"، كما وقع محمد أبو زياد روايته "المأدبة الحمراء"، وإطلاق كتاب "المستقبل للاشتراكية"، الذي وضعه الزعيم الأممي الراحل الكوبي فيدل كاسترو، وأطلق الكاتب المقدسي عارف الحسيني روايته "حرام نسبي"، وأطلق نبيل شعث كتاب "حياتي من النكبة إلى الثورة"، وأحمد زكارنة ديوان "ما لم أكنه"، وأطلقت إيمان زياد مجموعتها الشعرية "ماذا لو أطعمتك قلبي؟" ، وبكر أبو بكر كتاب "أساطير اليهود وأرض فلسطين في القرآن الكريم"، وأصدر علي مواسي ديوان"لولا أن التفاحة" ، فيما أطلقت لمى عادل صلاح كتابها "فلسفة الأفضلية في التربية الحديثة"، وعبد الرحمن نمر ديوانه "طقوس بحرية"، ووليد الشيخ مجموعته الشعرية"شجار في السابعة صباحاً" . 
ومن الاصدارات الجديدة أيضاً المجموعة الشعرية " كلاب في نزهة عمياء " للشاعر عمر زيادة ، كما أطلقت الشاعرة جدل القاسم مجموعتها الشعرية "قمح في قطن"، وأطلق الشاعر سلطان مي "على حافة الريح" نصوص نثرية وتأملات، وأطلقت الكاتبة كاملة بدارنة مجموعتها القصصية "ليلة ناسك في بوخارست"، ومحمود شقير مجموعته القصصية "سقوف الرغبة" ، وأصدرت الشاعرة نفين طينة ديوان "فرحتي البكر"، وأصدر ماجد أبو غوش مجموعته الشعرية "هوى الملكات"، وميس داغر مجموعتها القصصية "معطف السيدة" ، وأسامة العيسة رواية "وردة أريحا"، و دنيا سنونو رواية "ألف عام من الركض"، كما صدرت الأعمال الكاملة للشاعر الراحل أحمد دحبور وذلك في جزئين يقع كل منهما في 480 صفحة، وأطلق الكاتب سعادة مصطفى ارشيد كتابه "أنطون سعادة .. حياة، فكر، نضال"، بالإضافة إلى إطلاق عدد آخر من الكتب وهي "شهرزاد ما زالت تروي" لفراس حج محمد، وهي عبارة عن مقالات نقدية، والمجموعة القصصية " من قلب الحياة " للكاتبة حلا محمد طالب، وكتاب "تمرد الذاكرة" لخليل نخلة، و"سقوف الرّغبة القصصيّة" للأديب محمود شقير، ورواية "عَين خَفشة" لرجاء بكريّة. 
ووقع الكاتب أكرم صوراني "شسمو" كتابات ساخرة، ومحمد رضوان أول أعمال الأدبية "كاردل"، ووقع إلياس نصر الله كتابه "شهادات على القرن الفلسطيني الأول"، وعزت أبو الرب "تراثنا العربي حكمة وجمال"، ووقع الدكتور ابراهيم أبو هشهش ترجمته للرواية الألمانية "مالته لوريدز بريغه" لراينر ماريا ريلكه، كما تم إطلاق كتاب يروي سيرة تيسير عاروري يجمع 33 شهادة من زملائه وأصدقائه تحت عنوان "تيسير : تاريخ يروي سيرة يصعب ردفها". 
بدورها أصدرت مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في رام الله، مجموعة من الكتب الخاصة بالأطفال والفتيان، وهي: رواية "ذاهبون إلى" من تأليف أنس أبو رحمة، ورواية "جنجر" لأحلام بشارات، ورواية "أنا وصديقي الحمار" للكاتب محمود شقير، ورواية "تنين بيت لحم" لهدى الشوا، ورواية "برونه" للكاتب هوكون أوفروس، ترجمة شيرين عبد الوهاب وأمل رواش، ورواية "الدحنونات" لبيسان عابد، ورواية طائر الرعد لسونيا نمر، وقصة "ليلى الحمقاء" للكاتب ميته فيذسو، ورسومات ستينه إلوم، ترجمة العراقية دنى غالي، كما أصدرت كتاباً بعنوان "طفولة حزيران" لإسماعيل ناشف والذي يتناول تجربة دار الفتى العربي في طباعة ونشر الكتب، وكتاب "قبلة صغيرة على خدك" وهو عبارة عن مساهمات من 63 كاتباً وفناناً عالمياً، قدم كل واحد منهم عملاً عن رؤيته للعدوان على غزة عام 2014. 
(فعاليات ومهرجانات ثقافية ) وأقيمت العديد من الفعاليات الثقافية والفنية تأكيداً على رسالة الثقافة الفلسطينية فتحت عنوان "وتستمر قصتنا" انطلق مهرجان رام الله للرقص المعاصر بدورته الثانية عشرة، متضمنا 27 عرضاً لإحدى وعشرين فرقة، منها تسع فرق فلسطينية، وفرقة عربية، وإحدى عشرة فرقة أجنبية، في حين توزعت العروض والأنشطة على كل من مدن القدس، ورام الله، وأريحا، وبيرزيت، كما احتوى المهرجان على أنشطة متعددة، وورش عمل متخصصة، ويوم تسويق للفنون الأدائية الفلسطينية، وكذلك مؤتمر الرقص والمجتمع، كما استضاف المهرجان مصممي رقص عالميين لتنظيم تجارب أداء يتم من خلالها اختيار راقصين فلسطينيين للمشاركة في إنتاجات مشتركة، وغيرها من الفعاليات، والمشاريع التي ستنطلق لأول مرة هذا العام . 
وفي رام الله انطلقت فعاليات أول مهرجان رسوم متحركة في فلسطين: "حرك فلسطين"، متنقلاً بين رام الله والقدس وجنين ونابلس والخليل وبيت لحم وغزة، بما يقارب 50 فيلم رسوم متحركة من مختلف أنحاء العالم تتنوع بين أفلام قصيرة وطويلة للكبار والأطفال . 
وفي نابلس انطلقت فعاليات الجزء الثاني من مهرجان نابلس الثاني للثقافة والفنون (12-20 ابريل الماضي)، واشتمل على العديد من الفعاليات الثقافية، من أمسيات شعرية ومعرض للكتاب ومعرض للمشغولات اليدوية وعروض مسرحية وعرض أزياء فلكلوري، وماراثون "من حاجز لحاجز" بمشاركة عدد كبير من العدائين الدوليين من بينهم 100 عداء فرنسي، بحضور 17 فرقة موسيقية دولية. 
وشهد شهر أبريل إطلاق الفنان اللبناني عاصي الحلاني أغنية خاصة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعنوان "مغناة الحرية" من كلمات الشاعر رامي اليوسف. 
( تكريم ثقافي وإبداعي) وفي إطار الاهتمام بالمبدعين والمتميزين فلسطينياً وعربياً فقد جرى تكريم عدد من المثقفين سواء من فلسطين أو خارجها، ففي حفل جرى بمتحف محمود درويش في مدينة رام الله، أُعلنت أسماء الفائزين الثلاثة بجائزة محمود درويش لعام 2017، حيث منحت الجائزة لهذا العام لثلاثة مبدعين، محلياً وعربياً ودولياً، فقد أعطيت الجائزة للباحث والمؤرخ الفلسطيني ماهر الشريف، أما عربياً فقد منحت للروائية المصرية سلوى بكر، وعلى المستوى العالمي تم منحها للروائية والناشطة السياسية الهندية أرونداتي روي، وشهد يوم الثقافة الوطني في انطلاق فعالياته العام 2017 إطلاق طابع بريدي لمناسبة مئوية الشاعرة فدوى طوقان . 
( معارض فنية محلية ودولية) وكانت المعارض الفنية الفلسطينية حاضرة محلياً ودولياً بهدف تأكيد الوعي والحفاظ عليه أمام محاولات طمسه، حيث تم افتتاح معرض صور "جمال عبد الناصر في فلسطين" بالتعاون مع ملتقى العروبة في فلسطين في متحف درويش الذي افتتح في يناير الماضي، وضم المعرض 23 إطاراً تحتوي على عدد من صور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تمثل مراحل من حياته، زياراته لفلسطين، لقاءاته بالزعامات الفلسطينية والعربية والعالمية، كما ضم صوراً اجتماعية لعبد الناصر وصوراً مع شخصيات عالمية كالمناضل الأرجنتيني تشي جيفارا، وذلك بمناسبة الذكرى 99 لميلاد عبد الناصر . 
وشاركت فلسطين في معرض "طرق المتوسط" للفن المعاصر والذي افتتح في مدينة باليرمو "جزيرة صقلية" الإيطالية، بين 18 فبراير و10 مارس 2017 بأكثر من 140 عملاً فنياً لفنانين فلسطينيين من الداخل والشتات الى جانب 3500 عمل فني من 19 دولة مطلة على البحر المتوسط . 
كما افتتح معرض الفنان الفلسطيني تيسير بركات "خفة الوجود " في جاليري زاوية بمدينة البيرة، وضم 23 لوحة رسمت بمادة الأكريليك، تصور الحياة بموضوعاتها المتنوعة: الفرد، والجماعة، والكفاح، والتفاعل بين البشر والطبيعة، والموت، وفي متحف درويش افتتح معرض "إشارات بصرية" للفنان التشكيلي نصر جوابرة، وضم 12 لوحة بقياسات كبيرة نسبياً، استخدمت فيها التقنية الرقمية، والتقنية اليدوية . 
وفي باريس عرضت مجموعة من الأعمال مقدمة من فنانين معاصرين، في إطار مبادرة "متحف من أجل فلسطين"؛ الهادفة إلى إقامة "متحف وطني" في القدس الشرقية، وفي شهر مارس الماضي تم افتتاح معرض (أشباح الحضور/أجساد الغياب) للفنان الفلسطيني جون حلقة في قاعة جاليري في مدينة رام الله، حيث عاد حلقة بواسطة 31 لوحة فنية بعدد من اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم التي هُجروا منها عام 1948 من خلال رسم ما تبقى من حجارة هذه القرى على خلفية صور لهم . 
(السينما الفلسطينية) كما كانت السينما الفلسطينية حاضرة في المشهد العربي والدولي، ففي القاهرة وضمن إطار مخرجات "عام القدس السينمائي" انطلق أسبوع الفيلم الفلسطيني، بمشاركة 17 فيلما يتنوع بين روائي وتسجيلي وقصير وتسجيلي طويل، وذلك بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، ومن أبرز الأفلام المشاركة "الجنة الآن" للمخرج هاني أبو أسعد، و"قهوة لكل الأمم" للمخرجة وفاء جميل، و"روشميا" للمخرج سليم أبو جبل، و"الحبر المر" للمخرجة إيليا غربية، واختتم الأسبوع بالفيلم الوثائقي "مروان" للمخرج أحمد البرغوثي ويتناول قصة القيادي في فتح مروان البرغوثي المحكوم بالسجن المؤبد خمس مرات في السجون الإسرائيلية . 
وفي مدينة تولوز الفرنسية افتتحت تظاهرة سينما فلسطينية في " نسختها الثالثة بـــ 18 فيلماً، وتخللها عروض للعديد من الأفلام الفلسطينية في أماكن عدّة في المدينة، إضافة إلى لقاءات مع عاملين في الصناعة السينمائية الفلسطينية، مخرجين ومنتجين، وقراءات أدبية وجلسات نقاشية وغيرها من الأنشطة الممتدة لعشرة أيام من السينما والثقافة الفلسطينية، وشهد الثلث الأول من العام 2017 إقامة مهرجان أفلام فلسطينية في مدينة لييج البلجيكية حيث شملت عروضه سبعة أفلام لمخرجين فلسطينيين وأجانب. 
كما وصل فيلم "صيف حار جداً" (4216 دقيقة)، إخراج وسيناريو أريج أبو عيد، في المسابقات الرسمية لثلاثة من أهم المهرجانات العالمية للفيلم القصير، وهي مهرجان كليرمونت فيراند في فرنسا، وتامبري في فنلندا، كما في مهرجان نيون في سويسرا. 
(إنجازات ثقافية وفنية في الخارج) وحققت الثقافة الفلسطينية عدة إنجازات، على الصعيد الدولي فقد فاز الفلسطيني يعقوب شاهين، بلقب برنامج "محبوب العرب " في موسمه الرابع2017 ، وسبقه فوز الفلسطيني محمد عساف باللقب في موسمه الثاني 2013، فيما فاز المخرج الفلسطيني رائد أنضوني بجائزة الدب الفضي بمهرجان برلين السينمائي لأفضل فيلم وثائقي، وذلك عن فيلمه "مطاردة الأشباح"، والذي يصور الأسرى الفلسطينيين السابقين وهم يعيدون تمثيل الأحداث التي يتعرضون لها في مركز للتحقيق يتبع سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وفي هذا الفيلم يعيد أنضوني تصوير ظروف غرف التحقيق والزنازين في مركز "المسكوبية" للتحقيق بالقدس المحتلة، بينما يناقش الأسرى السابقون أحوال السجن والإذلال الذي يتعرضون له خلال فترة احتجازهم . 
وفي الجزائر تسلم الشاعر سليمان دغش، جائزة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، الذي ينعقد مكتبه الدائم في الجزائر في الفترة ما بين 11- 14 فبراير2017، وتخصص الجائزة لكتّاب وأدباء فلسطين 1948 المقررة سنويًا من الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، لدعم صمود كتّاب فلسطين 1948،ودغش من مواليد بلدة المغار في الجليل الفلسطيني سنة 1952 وله ستة دواوين شعرية . 
وتكريما للشاعر الراحل محمود درويش (1941-2008)، شهد قصر الفنون الجميلة في العاصمة البلجيكية بروكسل، حفل تدشين "كرسي محمود درويش الجامعيّ والثقافيّ"، كما فاز الشاعر جعفر حجاوي والروائية هبة أبو الندى، بالمركز الثقافي في الدورة العشرين لمسابقة الشارقة للإبداع العربي، التي تقيمها دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة سنويا في فئتي الشعر والرواية. وكان الشاعر جعفر حجازي، من قرية حجة في محافظة قلقيلية، قد فاز بالمركز الثاني عن فئة الشعر، التي تقدم لها 130 ديوانا شعريا من مختلف دول الوطن العربي، عن مجموعته الشعرية الأولى "الغجرية تبحث عن أرضها"،أما الروائية هبة أبو ندى، من مدينة غزة، فازت بالمركز الثاني في فئة الرواية عن روايتها "الأكسجين ليس للموتى" وتقدم لهذه الفئة 75 مشارَكة من الدول العربية . 
كما وصلت رواية "مذبحة الفلاسفة" للفلسطيني السوري تيسير خلف، إلى القائمة الطويلة للبوكر، وهو من بلدة "غرابا" المهجرة قضاء صفد، وعاش طفولته في الجولان، ويعيش اليوم في الإمارات العربية المتحدة، وفاز الطالب إبراهيم شبير من الصف التاسع الأساسي في مدرسة كمال ناصر الأساسية للبنين بمديرية تعليم خان يونس جنوب قطاع غزة في المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط في مسابقة أفضل رسمة حول "الاكتئاب"، وهذه المسابقة نُظمت من قبل منظمة الصحة العالمية في 22 دولة عالمية، كما فاز 4 طلاب آخرين من فلسطين، واحد من الضفة الغربية المحتلة والباقي من غزة في المراكز من الثاني وحتى الخامس، كما وصلت الشاعرة الغزية آلاء القطراوي إلى المراحل النهائية من مسابقة أمير الشعراء في موسمها السابع المقام في الإمارات العربية. 
(انتهاكات الاحتلال بحق الثقافة الفلسطينية) وفي إطار انتهاكات الاحتلال بحق الثقافة الفلسطينية تم اعتقال الكاتب وليد الهودلي والذي أمضى 15 عاماً، وحكم عليه بالسجن الإداري لمدة 4 أشهر، كما اعتقل الاحتلال الكاتبة المقدسية خالدة غوشة، وأطلق سراحها بعد عدة ساعات بعد أن فرض عليها غرامة مالية بتهمة كتابتها لرواية تتناول موضوع العملاء والتخابر مع الاحتلال، والرواية هي "مصيدة ابن أوى" والتي ستنشر بعد أشهر . 
واقتحم الاحتلال منذ بداية العام 2017 أكثر من أربع مكتبات ومطابع في الضفة الغربية وعاث فيها خرابا واستولى على بعض معداتها، كما اقتحم منزل رسام الكاريكاتير أسامة نزال بقرية كفر نعمة غرب رام الله، وحطّم المرسم الخاص به، واستولى على كافة رسوماته. 

النشرة الثقافية التي أعدتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" ضمن التقرير الثقافي لاتحاد وكالات الأنباء العربية "فانا" .

شارك الخبر على