انطلاق اعمال دورة المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي بالرياض

ما يقرب من ٣ سنوات فى كونا

الرياض - 16 - 6 (كونا) -- انطلقت أعمال اجتماع الدورة ال(148) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون بمدينة الرياض.
وشارك بالاجتماع وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ووزراء خارجية دول مجلس التعاون حيث ترأس الاجتماع وزير خارجية البحرين الدكتور عبداللطيف الزياني رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور نايف الحجرف.
واعرب الزياني في كلمته بافتتاح اعمال الاجتماع عن خالص التهاني لقادة دول مجلس التعاون ولمواطني دول مجلس التعاون بمناسبة مرور 40 عاما على مسيرة العمل الخليجي المشترك التي تمضي بكل عزم وثقة نحو اهدافها السامية للحفاظ على امن واستقرار دول المجلس ومصالح شعوبها وتحقيق المزيد من الانجازات والمكتسبات لصالح مواطني دول المجلس.
واكد ان مجلس التعاون كيان راسخ يحظى بمكانة رفيعة اقليميا ودوليا ويسهم بجهود فاعلة بتعزيز الامن والسلم والازدهار العالمي.
ولفت الى ان ما تحقق من انجازات بارزة في مسيرة مجلس التعاون المباركة وفي مختلف المجالات والميادين ينبغي ان يكون حافزا ودافعا نحو مزيد من التضامن والتعاون ومواصلة الجهود بكل اخلاص وتفان لتعميق التكامل الخليجي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والدفاعية والاجتماعية تحقيقا لتطلعات شعوب دول المجلس التي طالما امنت بعمق الاواصر والوشائج التي تجمعها ومصيرها المشترك معتزة بتاريخها العميق واصولها الواحدة.
وقال الزياني ان التحديات التي تواجه المنطقة تلقي بظلالها على مسيرة التعاون الخليجي وتتطلب منا اليقظة والحذر والعمل الجاد والتعاون الدائم للمحافظة على امن دولنا واستقرارها والدفاع عن سيادتها واستقلالها ومصالحها العليا وحماية انجازاتها ومكتسبات مواطنيها.
وشدد على مواصلة جهودنا لتحقيق التنمية والازدهار المنشود وتعزيز مسيرة مجلس التعاون في ظل محيط اقليمي لا يخفي اطماعه ولا يتوانى عن تهديد مصالحنا ولا يتمنى لنا الخير والامن والسلام.
ولفت الى ان القمة الخليجية في مدينة (العلا) السعودية خطوة مهمة على طريق التضامن والتكامل الخليجي بقراراتها البناءة ومخرجاتها الايجابية الامر الذي يفرض علينا المبادرة والاسراع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه والتطلع الى المستقبل بما يحمله من تحديات ومعوقات وطموحات مشتركة وعدم التردد في المضي قدما لترسيخ هذه المنظومة المباركة وتعزيز اركانها.
واشار الى ان الاخطار والمهددات واحدة والمصير مشترك ولا ينبغي علينا ان نغفل او نتهاون امام كافة التحديات والصعاب لكي تنعم المنطقة بالسلام والامان والازدهار المأمول.
واكد الزياني ان القضية الفلسطينية تبقى قضية رئيسية وهي مفتاح الامن والسلم في المنطقة وتتطلب من الدول الاعضاء التعاون والتنسيق المشترك المتواصل لدعم جهود السلطة الفلسطينية من اجل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق ومساندة حقه الشرعي باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ومواصلة الجهود لتحقيق السلم والامن في الدول العربية الشقيقة التي عانت شعوبها من ويلات الحروب والدمار والنزوح واللجوء في ظل تجاهل من المجتمع الدولي لحق هذه الشعوب في الامن والسلم والكرامة الانسانية.
واعرب عن الاعتزاز بالمبادرة النبيلة التي اعلنتها المملكة العربية السعودية الشقيقة في مارس الماضي بوقف اطلاق النار في اليمن الشقيق باشراف الامم المتحدة من اجل وقف الحرب في اليمن تمهيدا للوصول الى حل سياسي شامل ودائم للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث المعتمدة دوليا حرصا من المملكة على وقف سفك الدماء الزكية وانهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق مشيدا بالجهود المتواصلة التي تبذلها سلطنة عمان الشقيقة في هذا الخصوص.
كما اعرب عن مساندة دول المجلس وتضامنها التام مع السعودية وشعبها ضد كل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها وسلامة أراضيها ومواجهة الاعتداءات الارهابية المتواصلة من جماعة الحوثي الارهابية المدعومة من ايران من خلال الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة مستهدفة بشكل ممنهج ومتعمد الاعيان والمنشآت المدنية والمدنيين الامنين في انتهاك صارخ للقانون الدولي الانساني.
واكد الزياني ان الارهاب يظل افة خطيرة لا يمكن التهاون امامها معتبرا انه سلاح خطير تحركه وتموله تنظيمات مستغلة الاوضاع الاقليمية المضطربة والفكر الضال المخالف لكافة الاديان والمعتقدات والقوانين الدولية الامر الذي يحتم علينا مواصلة الجهود بالتعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة التنظيمات الارهابية وملاحقة عناصرها وتجفيف منابع تمويلها.
واشار الى انه من الواجب العمل على مواجهة التدخلات الاجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية باعتبارها تهديدا خطيرا للامن القومي العربي وانتهاكا صريحا للقوانين الدولية وان نضع بالاعتبار ان المصالح العليا لدول المجلس مرتبطة ارتباطا وثيقا بمصالح الدول والشعوب الشقيقة التي عانت طويلا من الانتهاكات المتواصلة لسيادتها واستقلالها وزعزعة امنها واستقرارها.
واشاد الزياني بالجهود المخلصة التي بذلتها الدول الاعضاء ووزارات الصحة والاجهزة المختصة في مواجهة جائحة (كورونا) وبما اتخذته من اجراءات احترازية ووقائية وما وفرته من حزم اقتصادية ومتطلبات الفحص والعلاج والتطعيم المجاني لكل المواطنين والمقيمين على حد سواء للحفاظ على سلامة وصحة الجميع ما كان له كبير الاثر في النجاح الكبير الذي حققته دول المجلس بمواجهة هذه الجائحة والذي اشادة به منظمة الصحة العالمية وثناء العديد من دول العالم.
واعرب عن الثناء للجهود الحثيثة للأمانة العامة من أجل انتظام سير اللجان الوزارية المتخصصة والفنية وانجاز المهام المكلفين بها خاصة في هذه الظروف الصعبة من الجائحة. واثر ذلك اعلن الزياني ان الجلسة مغلقة.
ويبحث الاجتماع عددا من التقارير بشأن متابعة تنفيذ قرارات مقام المجلس الأعلى التي صدرت عن قمة (السلطان قابوس والشيخ صباح) في (العلا) وكذلك المذكرات والتقارير المرفوعة من اللجان الوزارية والفنية والأمانة العامة.
كما يتابع الاجتماع الموضوعات ذات الصلة بالحوارات والعلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والتكتلات العالمية بالإضافة إلى آخر التطورات الإقليمية والدولية والمستجدات التي تشهدها المنطقة. (النهاية) م د م / ع ع ح

شارك الخبر على