هل ينجح اليمين المتطرف في الوصول إلى الإليزيه بعد هجوم الشانزليزيه؟

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

غلب الهجوم الإرهابي الذي وقع في باريس أمس، وأسفر عن مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين، على تصريحات المرشحين خلال مشاركتهم في برنامج تليفزيوني، استعدادًا للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها الأحد المقبل.
وندد المرشحون بالهجوم الإرهابي، متوعدين بدحره وحماية الشعب الفرنسي من الهجمات المتطرفة التي شهدتها البلاد منذ عامين.

يأتي ذلك في الوقت الذي لم يحسم 40% من الشعب الفرنسي اختيارهم حول المرشح الذي سيمثلهم في المحافل الدولية، معللين بأن الأحزاب الفرنسية لم تعد تنجب شخصيات لها كاريزما سياسية.

ومع استمرارية تقدم اليمين المتطرف في الاستطلاعات والانتخابات المحلية الفرنسية، فهل ينجح اليمين المتطرف في الوصول إلى الإليزيه وترحيل جميع مسلمي فرنسا بذريعة دحر الإرهاب؟

هجوم ممنهج

قال الدكتور محمد الألفي، خبير الاقتصاد السياسي المقيم بباريس: إن "توقيت الهجوم على شارع الشانزليزيه أمس كان قاسيًا للغاية؛ بسبب قرب موعد الانتخابات الفرنسية، وأنّ الهجوم كان ممنهجًا ومُخططا له بعناية فائقة".

وأضاف "الألفي" في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أن مُنفذ العملية يشبه ممثلي العرائس، حيث يدفعهم شخص ما لتنفيذ مثل هذا الهجوم في توقيتات محددة، وتوقيت العملية مع قرب الانتخابات، وإن 40% لم يحسموا أمرهم، خاصة أن الشخصيات المُرشحة نفسها في الانتخابات ليست شخصيات سياسية من العيار الثقيل، ولم تعد الأحزاب الفرنسية تنجب شخصيات لها كاريزما سياسية، وآخر شخصية لها كاريزما تعبر عن الهوية الفرنسية كانت الرئيس جاك شيراك، وآخر المنظرين السياسيين كان دومينيك دو فيلبان.

وتابع: "توقيت الحادث وتنفيذه وتبني داعش للهجوم، كل هذا يصب في اتجاه واحد وهو الخطاب المتشدد الذي تتزعمه ماريان لوبان، كأنّه يعطيها كبسولة للحياة مرة أخرى، وتشجيعها على استكمال الخط المتشدد الذي بدأته، وتصب بشكل كبير في الانتخابات الرئاسية في صالح اليمين المتشدد وماريان لوبان".

ترهيب الرأي العام

من جانبها قالت المحللة السياسية، فابيولا بدوي: "إنّ الهجوم على شارع الشانزليزيه تم اختيار موعده بعناية حيث يتابع الملايين شاشات التلفاز لمتابعة البرامج الانتخابية الخاصة بكل المرشحين الرئاسيين".

وأضافت بدوي، في تصريحات خاصة، أن استهداف قوات الأمن له مغزاه، حيث يفيد ذلك بمدى قدرة الإرهابيين على تنفيذ عمليات في أكثر شوارع باريس تأمينًا، ومن جهة أخرى الظهور كأن هناك من يمكنه تحريك العملية الانتخابية حسب أهدافه، فصعود اليمين المتطرف يصب بشكل مباشر في صالح الجماعات الإرهابية، سواء على مستوى انهيار الاتحاد الأوروبي بكل ما يحتويه من تنسيق أمني وتدابير اقتصادية، ومن جهة أخرى وجود شخصية منغلقة في الحكم في فرنسا سوف يكون سبيلًا لا مثيل له لاستقطاب المزيد من الشباب إلى صفوف هذه الجماعات.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على