مكانة المسجد الأقصى بالإسلام

حوالي ٣ سنوات فى الوفد

قُدسية كبيرة للمسجد الأقصى عند المسلمين مرتبطة بالعقيدة منذ بداية الدعوة، فهو قبلة الأنبياء دون استثناء والقبلة الأولى التي صلى عليها النبي الكريم قبل أن يتم تغيرها إلى الكعبة المشرفة، وتوثقت العلاقة بين الإسلام والمسجد الأقصى برحلة الإسراء والمعراج، حيث صلى هناك النبي الكريم إمامًا بجميع الأنبياء، ويُعتبر الأقصى ثالث الحرمين[٩] حيث قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى.

أسرى الله تعالى برسوله الكريم بجسده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكبًا على البُراق، فور وصوله ربط البُراق بحلقة باب المسجد وصلى بالأنبياء إمامًا، ثم عُرج به من بيت المقدس إلى السماء الدنيا فسلم على أدم -عليه السلام- وأراه الله -عز وجل- أرواح السعداء عن يمينه والأشقياء عن يساره، ثم عُرج به إلى السماء الثانية، ليُشاهد يحيى وزكريا وعيسى -عليهم السلام- ومن بعدها إلى السماء الثالثة ليلاقي يوسف -عليه السلام- وبالسماء الرابعة سلم على إدريس -عليه السلام- أما بالخامسة فكان هارون بن عمران -عليه السلام- وبالسماء السادسة سلم على موسى -عليه السلام- فلما جاوزه بكى كليم الله قيل وما الذي يبكيك؟ قال إن غلامًا بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي، وبالسماء السابعة سلم على إبراهيم-عليه السلام- وجميعهم سلموا عليه وأقروا بنبوته.

ثم رُفع -عليه الصلاة والسلام- إلى سِدرة المُنتهى، ثم إلى البيت المعمور، حيث يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون، ودخل إلى الجنة وشاهد حبائل اللؤلؤ وتراب المسك، ثم عُرج به لمستوى يُسمع فيه صريف الأقلام، ومن ثم عُرج إلى الله -عز وجل- حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله إليه بالصلوات الخمس، وقد رأى النبي الكريم عدة أمور في هذه الرحلة منها أكلة أموال اليتامى وأكلة الربا والزناة وأمور كثيرة أخرى، ومن الأدلة على القصة أن النبي -عليه الصلاة والسلام- رأى عيرًا من أهل مكة وقد دلهم على بعير نَدَّ لهم، وشرب ماءهم من إناء مغطى وهم نائمون، ثم ترك الإناء مغطى، وقد صار ذلك دليلًا على صدق دعواه في صباح ليلة الإسراء.

شارك الخبر على