تأملات في سورة الإسراء

حوالي ٣ سنوات فى الوفد

يطول الحديث في تأملات في سورة الإسراء نظرًا لكونها من السور الطويلة نوعًا ما، لذا سيتم ذكر التأملات واللمسات البيانية الموجودة في أول آياها والتي كانت سببًا في تسميتها، فيقول تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

بدأ الله تعالى هذه السورة الكريمة بالتسبيح لله -جلّ وعلا- وقد جاء التسبيح في هذه الآية بهيئة اسم المصدر للفعل سبّح وهو سبحان الذي لم يُقيّد بفاعلٍ أو بزمن وذلك للدلالة على الإطلاق أيّ أنّ الله تعالى هو أهل التسبيح ومستحقّه سواءٌ كان هناك كان يسبّحه من خلقه أو لم يكن في أي زمانً ومكان.

ثمّ أكمل الله تعالى فقال: {الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ}،وقد أطلق الله تعالى لفظ عبده على الرسول الكريم ولم يقل محمد أو الرسول وفي هذا دلالةٌ على أن الإنسان مهما عظم مقامه فهو عبدٌ لله وحده، ثمّ قال: ليلًا ومع أنّ الإسراء هو المشي أو المسير ليلًا إلّا أنّ الله ذكر لفظ ليلًا حتى يدلّ على أنّ كلّ ما حصل كان في جزءٍ من الليل في تلك الليلة نفسها، ثمّ تابع بقوله: {مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}،وهو هنا يذكر مبدأ الإسراء بأنّه نقل النبي الكريم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وفي قوله باركنا حوله هو خصّ المسجد الأقصى بحد ذاته وكلّ ما حوله بالمباركة.

وبمتابعة النظر في تأملات في سورة الإسراء يتبيّن أن الله -سبحانه وتعالى- ختم الآية بقوله: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}،فقد أشار إلى أنّ السبب الأسمى والغاية العظمى من حادثة الإسراء والمعراج هي أن الله تعالى أراد أن يُري الرسول الكريم بعضًا من آيات الله ومعجزاته ليثبت له قدرته وحده وعظمته فهو السميع البصير الذي لا يغفل عن شيء من مخلوقاته ولا يعجز عن فعل شيء -جلّ وعلا-، والله تعالى أعلم.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على