البوكيمون الذي فضحنا.. واقتراح مستشار الرئيس لوزير السياحة !!

ما يقرب من ٨ سنوات فى أخبار اليوم

 (1) البوكيمون

في السبعينات كان الطفل (ساتوشي تاجيري) مولع باللعب بالحشرات والضفادع وتربيتها، ولأنه يعمل مبرمجاً للألعاب، فقد اقترح علي أصدقائه في نهاية الثمانينات أن يتعاونوا مع شركة (نينتندو) العالمية ذائعة الصيت آنذاك في تطوير لعبة أبطالها مخلوقات غريبة وكائنات خرافية، وبعد 6 سنوات من العمل ظهرت لعبة (البوكيمون) مع 150 كائنا خرافيا لتنطلق لأول مرة في فبراير 1996، وتحقق رواجاً لافتاً، ويشتهر البوكاتشيو وباقي المخلوقات الخرافية بعد أن طورت الشركة اللعبة لتصنع منها أفلاماً ومسلسلات للكارتون..

في مصر، وفي نفس الفترة، ظهرت دعوات تشير إلي أن البوكيمون مخطط عالمي، ودخل رجال الدين علي الخط، وحرمه بعضهم، وحذروا من لعب الأطفال تلك اللعبة، فيما خصص كتاب كبار مقالات للحديث عن خطر البوكيمون علي أطفالنا !! ثم ؟؟.. ثم لم يحدث شئ.. انتهت (الهوجة)، وتراجعت مبيعات اللعبة، وتطور العالم أكثر وأكثر، ولم يتبق من البوكيمون سوي ذكريات بحثنا عنه في أكياس الشيبسي !!

(2) التطوير..

يعطوننا المثال في محاضرات تنمية الموارد والتفكير خارج الصندوق أو أياً كان عنوان المحاضرات التي نتلقاها عن التطوير والتحديث اللازم في الشركات. أين ذهبت كوداك شركة كاميرات التصوير الشهيرة ؟؟ الحقيقة أنها ماتت لأنها لم تستوعب (الديجيتال كاميرا) وبذلك أفلست وانتهت. طيب أين ذهبت شركة (نوكيا) ملكة الهواتف النقالة الفنلندية الشهيرة ؟؟ الحقيقة أنها بيعت لأنها لم تستوعب ثورة الهواتف الذكية ونظم التشغيل الجديدة للهواتف. طيب أين ذهبت شركة (نينتندو) للألعاب ؟؟ نينتندو ظلت تحاول التطوير، سواء في الأجهزة أو الألعاب، لكنها سجلت تراجعاً مرعباً وخسارة فادحة في الفترة من 2011 و2015، ورغم ذلك لم تمت، لأنها فكرت في التطوير، والتحديث، واكتشفت أن الألعاب التي تقدمها لن تنجح إلا لو استوعبت التحديث، وذهبت لمرحلة التطوير لتقدم عبر وسيط مختلف هو الهواتف الذكية. في ذلك الوقت، وبمجرد 20 مليون دولار قام مدير إحدي شركات جوجل بالتعاون مع نينتندو التي اشترت أغلب أسهم البوكيمون بتطوير لعبة (بوكيمون جو) بشكل جديد أحدث طفرة مرعبة في الألعاب، إذ تعدي تحميل اللعبة في أول 72 ساعة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها 7.5 مليون تحميل، وتجاوز «تحميل اللعبة تجاوز تحميلات «تيندر» Tender و»تويتر» Twitter» ووصل الأمر إلي قضاء المستخدمين 43 دقيقة علي اللعبة في المتوسط اليومي وهو متوسط أعلي من متوسطات قضائهم للوقت علي «واتساب» Whatsapp و»انستجرام» Instagram، ليس ذلك فقط، فقد ارتفع تقييم الشركة 25 % لتزيد قيمتها السوقية في أسبوع واحد 10 مليارات دولار !!!! وتصبح اللعبة التي تعتمد علي دمج أجواء اللعبة بالواقع من خلال استخدام الكاميرا الخاصة بالهاتف في البحث عن (البوكيمون) في النطاق المحيط بك لتدميره تماماً.. من الآخر أصبحت اللعبة التي لم يتعد عمرها شهراً حديث العالم كله.

 (3) مصر..

بس يا سيدي.. اللعبة دخلت مصر علي بعض الهواتف وصارت مصر جزءاً من الموضة، لكن ما حدث كان، كالمعتاد، مذهلاً، إذ بدأ البعض في الاستعداد للتقدم ببلاغات للتحذير من خورة اللعبة علي الأمن القومي، واتهمها كثيرون من أوركسترا الهيستريا المصرية السيمفوني بأنها لعبة تتجسس علي مصر، وبالطبع دخل رجال الدين علي الخط وحذر بعضهم من استخدام اللعبة !! آه وربنا.. هذا حدث، ولربما سنجد الفترة القادمة برامج تهاجم اللعبة ومجلس نواب يطلب استجواب أي حد.. لكن الوحيد الذي فكر في الأمر بطريقة مختلفة خارج الصندوق هو الدكتور محمد زعزوع.. هل تعرفه ؟؟

 (4) اقتراح الدكتور زعزوع

 قبل أكثر من عام تم تعيين الدكتور محمد زعزوع ضمن اللجنة الاستشارية الرئاسية للتنمية المجتمعية، ليصبح الرجل مستشاراً للرئيس عبد الفتاح السيسي، كان زعزوع مثالًا للذكاء والطموح والتفكير خارج الصندوق رغم أنه الأصغر سناً، لكنه لم يستمر كثيراً في حضور الاجتماعات لذهابه إلي العمل في مستشفي بوسطن للأطفال ومواصلة دراسته وتطوير نفسه عسي الله أن ينفع به المنظومة الصحية في مصر.. قولوا آمين..

علي صفحة الدكتور محمد في فيس بوك يجب أن يقرأ وزير السياحة هذا الاقتراح بعيداً عن الهيستريا والعبث، وبعقل كبير يفكر خارج الصندوق.. يقول زعزوع:

«هتكون فكرة كويسة لتنشيط السياحة في مصر، بالذات وسط الشباب، ان الحكومة المصرية تلاقي طريقة (مثلاً شراء أسهم في شركة نينتندو، أو التعاقد مع الشركة، الخ) إنها تحوّل مصر إلي جنة من البوكيمون، ويكون في مئات من البوكيمون في كل الأماكن السياحية في مصر زي الأهرامات، والصحراء البيضاء، والبحر الأحمر. بحيث أن يتم توزيع البوكيمون في المدن، والمنتجعات، والصحراء، وحتي تحت البحر لمحبي الغطس.

الفكرة دي مش بس ممكن تفيد السياحة في مصر، دي كمان ممكن تقلب موازين كيفية إدارة الخطط السياحية في البلاد باستخدام التكنولوجيا وألعاب الهواتف الذكية، وهتشجّع نينتندو والشركات اللي زيها أنها تفتح سوقا جديدا بحيث ان «الحكومات» تصبح عملاء للشركة، مش بس مستخدمي الهواتف الذكية.

ولو مصر كانت أول دولة في العالم تعمل تعاقد زي ده، كل وكالات الأنباء والصحف العالمية هتتكلم عن الفكرة وتعمل لمصر دعاية ببلاش.

المضحك في الفكرة، اني باتكلم بجد ومش بهرّج. أنا لو مكان وزير السياحة، آخد أول طيارة علشان أقابل المسئولين في «نينتندو»

انتهي اقتراح مستشار الرئيس، وعلي وزير السياحة أن يتحرك، الراجل في أمريكا بيفكرلك، والمجلس الأعلي للسياحة الذي أنشيء لم نسمع منه أو عنه أي شيء، أنقذ ما يمكن إنقاذه يا وزير السياحة، وطور من أسلوب التفكير، أو تعال والعب معنا البوكيمون.

(5)

قد يبدو للبعض أن الكاتب تجاهل بعض الموضوعات المهمة، لكن تطبيق هذا الاقتراح أفضل من التفكير في فرضية لو كان حسام حسن ضرب شخصاً آخر ليس من الشرطة، ولو كان من اعتدي هو من الشرطة نفسها، وأفضل من التفكير لماذا (كبر) الموضوع لهذه الدرجة.. ليس هذا دفاعاً عن حسام حسن فقد أخطأ، لكن فلنحاسب جميع المخطئين من الذين يشتمون ويضربون علي الهواء، وطالما حسام حسن أصبح (كخة) فلتتوقفوا عن الاستعانة به في حملات تنشيط السياحة، والاتصال أمنياً به لاحتواء ألتراس المصري..

الشيء بالشيء يذكر، فزيارة سامح شكري لإسرائيل ليست هي القصة فالعلاقات موجودة وفق اتفاقية لا تلغي كرهنا لإسرائيل ولا تنسينا أن مصر تستورد شيكولاتة من إسرائيل (آه وربنا تخيل)، المشكلة في أداء سامح شكري، فعمرو موسي الذي يكره إسرائيل سافرها وهو وزير خارجية أكثر من مرة، لكن أداءه في هذه الزيارات عكس (حرفنة) غير عادية منعته من مصافحة وزير خارجيتها آنذاك وتلقينه درساً في مناظرة تليفزيونية، فيما لا يتذكر البعض في هذا الملف لوزير خارجيتنا الحالي سوي (الشو) اللطيف بإلقاء ميكروفون الجزيرة أرضاً. إند أوف تكست.

 

شارك الخبر على