فشل «حزب المؤامرات» فى مواجهة لقاح «كورونا»

ما يقرب من ٣ سنوات فى الوفد

خبراء: اللقاحات آمنة.. ولا صحة لخطر التطعيم

منذ أن بدأت جائحة كورونا شعر الكثيرون بعجز التطور العلمى وأحدث وسائل التكنولوجيا عن مواجهة ذلك العدو الصغير.. وبعد مرور عام من بداية المرض ظهر الأمل فى لقاح يحمى البشر من الفيروس ومضاعفاته الخطرة التى يسببها، ولكن بعض العقول لم تستوعب ذلك النجاح واعتبرته مؤامرة ضد البشرية بهدف القضاء عليها وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعى منشورات تدعو المواطنين إلى الابتعاد عن اللقاح ورسائل صوتية عبر برنامج الواتس آب لأشخاص يحذرون من خطورة اللقاح ويشرحون كيف ساءت حالتهم الصحية بعد تلقى اللقاح وعلى الرغم من تكاتف العلماء من أجل سرعة الوصول للقاح إلا أن الداعين لنظرية المؤامرة مازالوا يصرخون.. فحالة الخوف لم تصب المصريين وحدهم بل انتشرت فى كل دول العالم.

ثمة نظرية مؤامرة أخرى تدعى أن بيل جيتس لديه مخطط سرى لاستخدام اللقاح فى غرس رقاقات إلكترونية يمكن تتبعها داخل الأشخاص الذين سيحصلون على اللقاح. وفى مصر انتشرت رسائل صوتية لسيدات يدعين تلقى لقاح كورونا وشعرن بآثار جانبية خطيرة وأن حالتهن ساءت بعد تلقى اللقاح وهو ما يدعم نظرية المؤامرة خاصة أنهن وجهن دعوة إلى المواطنين للابتعاد عن اللقاح وأن هناك مؤامرة ضد البشرية لتقليص أعدادها.

حصلت مصر على نوعين من اللقاحات وهما اللقاح الصينى ويسمى سينوفارم وهو لقاح يحتوى على فيروس غير نشط وبعد حقن الشخص يبدأ الجسم فى تكوين أجسام مضادة لتكون قادرة على التصدى للفيروس النشط، اما النوع الآخر وهو لقاح استرازينكا astrazeneca وهو خاص بجامعة أوكسفورد البريطانية ويحتوى على الحمض النووى للفيروس النشط وفكرته نفس فكرة اللقاح السابق ولكن تختلف فترة التطعيم فيكون الفارق بين الجرعتين أسبوعين أو ثلاثة أشهر حسب اللقاح المستخدم.

الدليل على أن حالة الخوف وسيطرة نظرية المؤامرة على عقول البشر ليست فى مصر وحدها هو ما رصده خبراء الصحة فى أمريكا وسلاسل الصيدليات عن صعوبة إقناع الجميع بتلقى اللقاح أو حتى الحصول على الجرعة الثانية بعد أن شعروا ببعض التعب كالحمى والإرهاق والإسهال عقب تلقيهم الجرعة الأولى وأصبحت المؤسسات الصحية فى حيرة لسببين الأول هو إقناع من يشعرون بالقلق تجاه اللقاحات وثانيا اتجاه من يشعرون بالقلق من تلقى الجرعة الثانية خاصة وأنهم يشعرون أنهم قد حصلوا على الحماية الكافية بعد الجرعة الأولى خاصة أن هناك 8% ممن حصلوا على الجرعة الأولى تغاضوا عن تلقى الجرعة الثانية بسبب تخوفهم من عودة الآثار الجانبية التى شعروا بها بعد الجرعة الأولى.

وطرح الذين ما زال لديهم بعض الخوف من الجرعة الثانية سؤالا واحدا هو: ماذا لو لم نحصل على الجرعة الثانية؟ والإجابة كانت لدى خبراء صناعة اللقاح فى الخارج وخاصة من سجلوا الآثار الناتجة عن التجارب السريرية حيث أكدوا أن جرعة واحده فقط من اللقاح تؤدى إلى استجابة مناعية اضعف وتجعل المتلقين للجرعة الأولى فقط أكثر عرضة لطفرات الفيروس الخطيرة وأكدوا أن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر هم أقل عرضة لتجربة الآثار الجانبية الشائعة وتشمل ألماً وتورماً فى موضع الحقن والعضلات وصداع وألم بالمفاصل وغثيان وقىء ويمكن أن تستمر الأعراض هذه لمدة 10 أيام تقريبا، ولكن إذا استمر لفترة أطول فاستشر طبيبك.

المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أشارت إلى أن الأشخاص الذين عانوا من رد فعل تحسسى شديد تجاه لقاح مختلف أو لديهم حساسية عليهم البقاء لمدة 30 دقيقة بعد التطعيم أما الأشخاص العاديين فيمكنهم المغادرة بعد التطعيم بـ15 دقيقة وأكدت أن جميع الأماكن التى ستعطى جرعات للمواطنين يجب أن تكون مسلحة بالإبينفرين لمكافحة أى حالات من الحساسية المفرطة بسرعة وأشارت إلى أنه تم تطعيم أكثر من 150 مليون شخص فى أمريكا، وحتى الآن لا يوجد دليل على أى حالة وفاة ناجمة عن لقاح كورونا.

محمد عز العرب أستاذ الأورام بالمعهد القومى لأبحاث الأمراض المتوطنة والكبد بالقاهرة، أشار إلى أن جميع اللقاحات التى صدرت فى فترات الأوبئة دائماً ما يكون هناك تخوف منها وتثار حولها التساؤلات، حتى تطعيمات الأطفال أما بالنسبة لفيروس كورونا فنحن امام عدة حقائق تؤكد اهمية اللقاح وفوائده الأولى هى أن اللقاح هو خط الدفاع الأول لحماية البشرية من خطر الوباء والدليل على ذلك أن 28% من المواطنين بالولايات المتحدة الأمريكية تلقوا الجرعات وانخفضت أعداد الوفيات وعلى مستوى الدول العربية فأعداد الوفيات انخفضت بالسعودية بشكل كبير بعد أن تم تطعيم 13% من المواطنين الحقيقة الثانية أن الآثار الجانبية التى تظهر على بعض من تلقوا الجرعة الأولى فهى تعنى استثارة الجهاز المناعى وتكوين الأجسام المضادة لمواجهة الفيروس وهى تؤكد نجاح اللقاح وهذه الأعراض تنتهى بعد عدة أيام وبمجرد تناول مسكن الباراستيمول ولم يحدث حتى الآن دخول شخص للمستشفى بسبب الآثار الجانبية بالإصابة إلى أن الحديث عن وجود جلطات بعد تلقى الجرعة الأولى فهذا أمر غير صحيح ولم يصدر بيان من منظمة الصحة العالمية بوجود علاقة مباشرة بين اللقاح والجلطات.

وأوضح عز العرب أن حالة الخوف لدى البعض من اللقاح أو اعتقادهم أنه سيزيد من شدة المرض فى حالة تلقيه أثناء الإصابة دون شعور المريض بأعراض كورونا فهو خوف لا أساس له بل على العكس فكل التوصيات العلمية اكدت أن التطعيم أثناء الإصابة لا يزيد من شراسة المرض.

وأكد عزالعرب أنه من المتوقع أن تفرض الدول شروطا على الوافدين إلى أراضيها منها تلقى لقاح كورونا لحماية شعوبها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على