مجلة “رويال” تخصص ملفا خاصا يخلد فقيد الوطن الكبير

حوالي ٣ سنوات فى البلاد

شويطر‭: ‬سموه‭ ‬حمل‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬فؤاده‭ ‬الطيبة‭ ‬والمعزة‭ ‬لوطنه‭ ‬وشعبه

الحواج‭: ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬بحق‭ ‬أبا‭ ‬الجميع‭ ‬ويهتم‭ ‬بالجميع

المقلة‭: ‬سموه‭ ‬امتلك‭ ‬صفات‭ ‬قلما‭ ‬تتوافر‭ ‬في‭ ‬القادة

الجودر‭: ‬عباراته‭ ‬حكم‭ ‬ودروس‭ ‬ينقلها‭ ‬أصحاب‭ ‬الأقلام

 

تضمن‭ ‬العدد‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬“رويال”‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬السرد‭ ‬والمزادات‭ ‬والتوثيق‭ ‬ويرأس‭ ‬تحريرها‭ ‬حافظ‭ ‬عبد‭ ‬الغفار،‭ ‬ملفا‭ ‬خاصا‭ ‬يخلد‭ ‬فيه‭ ‬فقيد‭ ‬البحرين‭ ‬والأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه)‬،‭ ‬حيث‭ ‬أفردت‭ ‬المجلة‭ ‬صفحات‭ ‬تضيء‭ ‬بمواقف‭ ‬وإنجازات‭ ‬سموه‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭) ‬وكلمات‭ ‬ومقالات‭ ‬لشخصيات‭ ‬عاشت‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬مع‭ ‬سموه‭ ‬وتأثرت‭ ‬بشخصيته‭ ‬الملهمة‭ ‬الفذة‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭‬

فرجل‭ ‬الأعمال‭ ‬فؤاد‭ ‬شويطر‭ ‬كتب‭:‬

“بقلوب‭ ‬يملؤها‭ ‬الحزن‭ ‬واللوعة،‭ ‬بلغنا‭ ‬رحيل‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬صاحب‭ ‬القلب‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬نستحضره‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬والمناسبات‭. ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬زيارات‭ ‬سموه‭ ‬لحلويات‭ (‬حسين‭ ‬محمد‭ ‬شويطر‭) ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المحرق‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ضمن‭ ‬زياراته‭ ‬المتواصلة‭ ‬لمناطق‭ ‬المحرق‭ ‬وأسواقها،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬المتابعة‭ ‬والسؤال‭ ‬عن‭ ‬الكل‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬عموما‭ ‬وأهالي‭ ‬المحرق‭ ‬تحديدا‭. ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬الصغير‭ ‬وعن‭ ‬الكبير‭. ‬

كان‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬صاحب‭ ‬قلب‭ ‬كبير‭ ‬مليء‭ ‬بالمودة‭ ‬الصادقة‭ ‬ويحمل‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬فؤاده‭ ‬الطيبة‭ ‬والمعزة‭ ‬لوطنه‭ ‬وشعبه،‭ ‬ويتضح‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توجيهاته‭ ‬بتكشف‭ ‬المشاريع‭ ‬وتعزيز‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬لمناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬سمو‭ ‬أميرنا‭ ‬الراحل‭ ‬واسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته”‭.‬

أما‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬الحواج‭ ‬فكتب‭: ‬

“أستحضر‭ ‬من‭ ‬ذكرياتي‭ ‬مع‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬صورة‭ ‬التقطناها‭ ‬مع‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬إذ‭ ‬قبلها‭ ‬بنحو‭ ‬أسبوع‭ ‬سألني‭ ‬سموه‭ ‬أين‭ ‬إخوتك‭ ‬التوأم؟‭ ‬وكان‭ ‬سموه‭ ‬يقصد‭ ‬أحمد‭ ‬وحسين،‭ ‬فأجبت‭ ‬سموه‭ ‬“أبشر‭ ‬سموك”‭. ‬وفي‭ ‬الأسبوع‭ ‬التالي‭ ‬تشرفنا‭ ‬بزيارة‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬دیوانه‭ ‬العامر‭. ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬بحق‭ (‬أبا‭ ‬الجميع‭)‬،‭ ‬ويسأل‭ ‬عن‭ ‬الجميع،‭ ‬ويهتم‭ ‬بالكل‭ ‬وكان‭ ‬سموه‭ ‬أيضا‭ ‬دقيقا‭ ‬في‭ ‬متابعاته‭ ‬وملاحظاته‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬الأمور‭.‬‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته”‭.‬

وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬“المحبة‭ ‬والتواصل‭ ‬اهم‭ ‬جوانب‭ ‬القيادة‭ ‬الناجحة”‭ ‬كتب‭ ‬خميس‭ ‬محمد‭ ‬المقلة‭:‬

“بلغني‭ ‬خبر‭ ‬هذا‭ ‬الفقد‭ ‬العظيم‭ ‬بوفاة‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬11‭ ‬نوفمبر‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬المكتب،‭ ‬تذكرت‭ ‬حينها‭ ‬وفاة‭ ‬شقيقه‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬الذي‭ ‬وافته‭ ‬المنية‭ ‬يوم‭ ‬6‭ ‬مارس‭ ‬1999‭ ‬وكنت‭ ‬يومها‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬عمل‭ ‬للقاهرة‭ ‬وعدت‭ ‬حينها‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مراسم‭ ‬العزاء،‭ ‬وكان‭ ‬يوما‭ ‬مشهودا‭ ‬حضرته‭ ‬جموع‭ ‬عفيره‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭. ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فإننا‭ ‬نودع‭ ‬فقيدنا‭ ‬الراحل‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بقلوبنا‭ ‬وجوارحنا‭ ‬ومشاعرنا‭ ‬الفياضة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعذرت‭ ‬علينا‭ ‬المشاركة‭ ‬شخصيا‭ ‬في‭ ‬مراسم‭ ‬العزاء‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كرونا‭.‬

يستحضرني‭ ‬أيضا‭ ‬الدور‭ ‬القيادي‭ ‬الفريد‭ ‬للفقيد‭ ‬الراحل‭ ‬الذي‭ ‬وهب‭ ‬حياته‭ ‬وجهده‭ ‬وعمله‭ ‬الغزير‭ ‬لبناء‭ ‬ونهضة‭ ‬البحرين‭ ‬شعبا‭ ‬ووطنا،‭ ‬حيث‭ ‬توافرت‭ ‬في‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬صفات‭ ‬قلما‭ ‬توافرت‭ ‬لدى‭ ‬القادة‭ ‬الآخرين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وطنيته‭ ‬الصارمة‭ ‬وحسه‭ ‬العروبي‭ ‬القوي،‭ ‬فقد‭ ‬عرف‭ ‬عن‭ ‬سموه‭ ‬الرصانة‭ ‬والبشاشة‭ ‬وقوة‭ ‬الشكيمة‭ ‬ومحبته‭ ‬للآخرين”‭.‬

“خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭... ‬الى‭ ‬جنة‭ ‬الخلد”‭... ‬مقال‭ ‬للشيخ‭ ‬صلاح‭ ‬الجودر‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭:‬

“الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬هو‭ ‬امتداد‭ ‬الماضي‭ ‬بالحاضر،‭ ‬بين‭ ‬الأصالة‭ ‬والحداثة،‭ ‬وحجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬مدرسة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها،‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬وكانت‭ ‬عباراته‭ ‬حكم‭ ‬ودروس‭ ‬ينقلها‭ ‬أصحاب‭ ‬الأقلام،‭ ‬بأسلوبه‭ ‬السهل‭ ‬الممتنع‭ ‬يشد‭ ‬كل‭ ‬الحاضرين‭ ‬إليه‭ ‬دون‭ ‬ملل‭ ‬ولا‭ ‬كآبة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬مقبلا‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬بقلب‭ ‬مفتوح‭ ‬وابتسامة‭ ‬جميلة‭ ‬وحضور‭ ‬متميز،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬أمنية‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬السلام‭ ‬عليه‭ ‬ومصافحته‭.‬

‭ ‬فقد‭ ‬تمیز‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بمعرفته‭ ‬للناس،‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬منطقته‭ ‬فسموه‭ ‬يعرف‭ ‬الأشخاص‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬رؤيته‭ ‬اليهم‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬طويل،‭ ‬بل‭ ‬ويتعرف‭ ‬على‭ ‬آبائهم‭ ‬وعوائلهم‭ ‬وسيرهم،‭ ‬فهو‭ ‬يعرف‭ ‬الشخص‭ ‬والمنطقة‭ ‬التي‭ ‬عاش‭ ‬بها،‭ ‬بل‭ ‬ويتذكر‭ ‬أصدقائه‭ ‬القدماء،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يسألني‭ ‬شخصيا‭ ‬عن‭ ‬أصدقائه‭ ‬القدماء‭ ‬بالمحرق،‭ ‬ويسأل‭ ‬عن‭ ‬صحتهم‭ ‬وأولادهم،‭ ‬لذا‭ ‬يقدم‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يلاقيه‭ ‬النصائح‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬يقرأه‭ ‬في‭ ‬عينيه‭.‬

‭ ‬مواقف‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬الإنسانية‭ ‬كانت‭ ‬كثيرة‭ ‬وعلى‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬وقد‭ ‬ترك‭ ‬بغيابه‭ ‬فراغا‭ ‬كبيرا‭ ‬وحزنا‭ ‬عظيما‭. ‬برحيله‭ ‬فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬والدها‭ ‬الحنون‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬اجلها،‭ ‬ومن‭ ‬اجل‭ ‬امنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬ومن‭ ‬اجل‭ ‬تقدمها‭ ‬وازدهارها‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬شخصيه‭ ‬فذة‭ ‬لما‭ ‬تمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إنسانية‭ ‬وحب‭ ‬للبحرين‭ ‬ولا‭ ‬نقول‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬يرضى‭ ‬ربنا،‭ ‬فانا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون”‭.‬

كما‭ ‬نشرت‭ ‬المجلة‭ ‬مقالا‭ ‬للفنان‭ ‬الراحل‭ ‬أحمد‭ ‬الفردان‭ ‬يبين‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬استأذن‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للسماح‭ ‬بأول‭ ‬غناء‭ ‬لفتاة‭ ‬على‭ ‬المسرح،‭ ‬وجاء‭ ‬فيه‭:‬

“مع‭ ‬انطلاقة‭ (‬أسرة‭ ‬هواة‭ ‬الفن‭) ‬وهي‭ ‬أول‭ ‬فرقة‭ ‬فنية‭ ‬شاملة‭ ‬بالبحرين‭ ‬في‭ ‬الخمسينيات،‭ ‬كانت‭ ‬أيادي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬تمتد‭ ‬لتحافظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬مجمع‭ ‬للفنانين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وحينما‭ ‬استقلت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفرقة‭ ‬كونت‭ ‬“فرقة‭ ‬الأنوار‭ ‬الموسيقية”‭ ‬لتعنى‭ ‬بالموسيقى‭ ‬فقط‭ ‬دون‭ ‬التمثيل‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الفنون‭. ‬وفي‭ ‬ديسمبر‭ ‬1965‭ ‬قمت‭ ‬بزيارة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬“رحمه‭ ‬الله”‭ ‬وشاورته‭ ‬مستأذنا‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬لإظهار‭ ‬أول‭ ‬فتاة‭ ‬تغني‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬الأستاذ‭ ‬مساعد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مسؤول‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وقتذاك،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬مشاورة‭ ‬أخيه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وليا‭ ‬للعهد‭ ‬وقتذاك‭ ‬بصفته‭ ‬أكبر‭ ‬منه‭ ‬سنا،‭ ‬فوافق‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬على‭ ‬طلبي،‭ ‬وكانت‭ ‬الحفلة‭ ‬رائعة‭ ‬جدا‭ ‬بحضور‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬الذي‭ ‬دعم‭ ‬الحفل‭ ‬والفنانين”‭.‬

شارك الخبر على