مفهوم التضرع إلى الله

حوالي ٣ سنوات فى الوفد

التضرع لغة: الطلب بخضوع واستكانة وذل، والتضرع شرعا: دعاء الله -تعالى- وسؤاله بخشوع وإظهار المسكنة والفقر والحاجة، وهذه الحالة يحبها الله -تعالى- ويرضاها، وقد أمر الله -تعالى- بها، فقد قال سبحانه: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.

والإنسان بحاجة إلى الله -تعالى- في كل لحظةٍ من حياته، ولا يستطيع الاستغناء بنفسه ولو بطرفة عين، وكان من دعاء النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ما ورد عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: دعَواتُ المكرُوبِ: اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو، فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ، وأصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ.

كيف نتضرع إلى الله في وقت الشدة الحياة الدنيا مليئة بالمصاعب والمتاعب، لكن اللجوء إلى الله -تعالى- والتضرع إليه سبب في تحويل النقم إلى نعم، والمحن إلى منح، والتعاسة إلى سعادة، ولقد صور الله -تعالى- في القرآن الكريم حال بعض الناس كالذين يكونون في السفينة مطمئنين، ثم عند إشتداد الريح وتعالي الأمواج وتساقط الأمطار ينقلب حالهم من الطمأنينة إلى الخوف والهلع، فعندئذٍ يدركون أنّ لا ملجأ لهم إلا الله تعالى، فيتضرعون إليه بتذلل وخشوع، فينجيهم الله -تعالى- برحمته، ويبدل الحزن إلى فرح، والخوف إلى أمن، وذلك بسبب توبتهم ورجوعهم إلى الله تعالى، ثم بعد ذلك يعودون إلى المعاصي والذنوب، وهذه الصورة تتمثل في قوله سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.

فهذا حال الكثير من الناس حيث يلجأ إلى الله -تعالى- في الشدائد والمحن ثم إذا شعر بالأمان عاد إلى معاصيه، وقد يستائل البعض عن كيف نتضرع إلى الله في وقت الشدة، ولقد كان من هدي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- التوجه إلى الله -تعالى- بالدعاء في جميع أحواله، فعلى العبد أنّ يكون دائم التضرع إلى الله -تعالى- في الشدة والرخاء، والعسر واليسر، فلقد رويَ عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال لفاطمة: ما يمنعُكِ أن تسمَعي ما أُوصيكِ به؟ أن تقولي إذا أصبحْتِ وإذا أمسَيتِ: يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِك أستغيثُ، أَصلِحْ لي شأني كلَّه، ولا تَكِلْني إلى نفسي طرفةَ عَيْنٍ.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على