نيويورك بوست دول الشرق تحب «الحصان الرابح»

أكثر من ٨ سنوات فى التحرير

أدّى إطلاق 59 صاروخًا من نوع "توماهوك" على قاعدة جويّة سورية، إلى أكثر من تدميرها، حيث أظهرت أيضًا صورة أخرى لـلرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط، بحسب موقع "نيويورك بوست".

وتابع الموقع، في تقريرٍ نشره اليوم السبت، قالها أسامة بن لادن ذات مرّة، "في الشرق الأوسط، كل الناس تحب الحصان الرابح"، ولمدة ثمانِ سنواتٍ كان الحصان الرابح على المسرح العالمي هو بوتين، حيث أملى أوامره، واغتال أشخاص، وغزا وضم البلاد بدون عقاب، وعلى الجانب الآخر، قام الرئيس باراك أوباما وفريقه الرئاسي بالتغريد على موقع "تويتر"، والاعتذار، والحديث، ولكن عندما تصعّدت الأمور قليلًا ابتعدوا عن المشهد.

وكانت الخطوط الحمراء بلاغية، ليست حقيقية، وقد اجتاز الدبلوماسيون الروس المنطقة، مُظهرين للصديق والعدو على حد سواء كيف وقف بوتين مع أصدقائه، عندما انقلبت الولايات المتحدة على حلفائها في مصر وتونس والبحرين.

وتُبيّن الضربة الجوية على قاعدة الشعيرات التغيُّر الجوهري في القيادة الأمريكية، حيث حذّر المسؤولون الروس الرئيس ترامب من الهجوم ولكنه تجاهلهم، ولم يجد بوتين مفرًا من الوقوف جانبًا.

وأضاف الموقع، يترك عمل ترامب الفردي، جنبًا إلى جنب مع اهتمامه بتجنُّب الإصابات الروسية والمصالح الروسية الرئيسية، الباب مفتوحًا لدبلوماسية جديدة، وتنجح الدبلوماسية عندما يفهم كل جانب حدود خصمه، كان خطأ أوباما أنّه اعتقد أنّ الإعلان عن الموقف أكثر أهمية من تنفيذه، ووعدت روسيا باتفاق لتفكيك الاسلحة الكيماوية السورية، لكنها تصرفت كما لو لم يكن هناك اتفاقًا.

وأظهر ترامب أنّ الولايات المتحدة لن توافق على الاتفاقات الفارغة، التي لم يتم الوفاء بها، وسوف تقوم بتحويل الكلام إلى واقع بدلًا من الخطب الرنانة.

وسوف تبدأ محادثات جديدة، حيث يتوجه وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى موسكو الأسبوع المقبل، ويعرف الكرملين الآن أنّ البيت الأبيض لن يوافق على شيء أقل من التزام كامل بمصالحها، والذي يتمثل في وضع حد لبرامج أسلحة الدمار الشامل السورية، وإنهاء تسهيلات الأسد لـ"حزب الله".

واستطرد الموقع، سوف تقوم بعض الدول الإقليمية الأخرى بإبداء ملاحظاتها أيضًا، فتركيا أصبحت، ومنذ فترة طويلة، كباكستان جديدة على البحر الأبيض المتوسط، وتعلن باستمرار عن رغبتها في هزيمة الإرهاب، حتى لو كانت أجهزة الاستخبارات الخاصة بها تدعمها خفية، ورغبة ترامب في العمل منفردًا هي علامة للرئيس رجب طيب أردوغان بأن تركيا لا تستطيع ابتزاز الولايات المتحدة بمطالب غير ذات صلة.

واشتكى زعماء كل من المملكة العربية السعودية، والأردن، والإمارات، بمرارة من معاملتهم على يد أوباما ووزير خارجيته جون كيري، الذي حمّلهم المسؤولية كثيرًا، من أجل التوصل إلى اتفاق نووي ضعيف ومعيب مع طهران، وأكدّ لهم ترامب بداية جديدة، وأثبت ذلك عن طريق استعداده للعمل ضد الأسد.

وينطبق الشيء نفسه على حدود أكبر من هذا، فسوريا بالنسبة لروسيا تُمثِّل ما تُمثِّله كوريا الشمالية للصين: مجرد عميل الذي يعتمد بقاؤه على رغبة حليفها الأكبر في دعمها، وتمديدها بالسلاح وغيره، وحقيقة أنّ ترامب أمر بالهجوم أثناء زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج في قصره بولاية فلوريدا من أجل اجتماعهما الأول، يشير إلى أنّ ما حدث في سوريا قد يحدث في شمال شرق آسيا، فترامب ليس من النوع الذي يُهدِّد تهديدات فارغة.

يدرك القادة الكوريون الشماليون، وأيضًا القيادة الإيرانية، الآن، أنّهم إذا أرادوا الرهان على تحدي الولايات المتحدة، فإنّ الاحتمالات ليست في صالحهم، وأنّ الدعم الدبلوماسي من أصدقائهم لن يكون كافيًا لإنقاذهم.

شارك الخبر على