إسرائيل خاسرة من «الضربة السورية» وحزب الله مستفيد

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

مصر رفضت «الضربة السورية» والتحالف السني تفكك

"هل يجب على إسرائيل الابتهاج بضرب أمريكا لسوريا؟" بهذا التساؤل بدأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريرا لها؛ لافتة إلى أن "هناك عددا من الأسباب التي يجب أن تأخذها تل أبيب في الاعتبار كي لا تفرح بقصف الولايات المتحدة لقاعدة الشعيرات السورية".

وقالت الصحيفة "في الماضي شعر الإسرائيليون بخيبة الأمل والإحباط في ظل تردد إدارة أوباما فيما يتعلق بمواجهة نظيره السوري بشار الأسد، وفي عام 2013 بعد الهجوم الكيماوي ضد السوريين قال أوباما إن استخدام الأسلحة الكيميائية سيتبعه هجوم أمريكي ضد دمشق، ورغم تجاوز الأخيرة للخطوط الحمراء لم يشن الرئيس الأمريكي الأسبق أي عمليات عسكرية ضد سوريا بل نسق وتوصل إلى اتفاق مع موسكو، في إطاره تتخلص سوريا من أسلحتها الكيميائية، لكن بات واضحا الآن للولايات المتحدة وحلفائها أن دمشق كانت تتبع سياسة الغش ولم تتخلص من هذا السلاح" ، في إشارة إلى مجرزة خان شيخون التي يتهم فيها النظام السوري باستخدام غاز السارين ضد المدنيين في إدلب.

واستكملت "ترامب تراجع عما كان يقوله خلال حملته الانتخابية، لم يكُ يرى في بشار الأسد إلا حليفا فقط في مكافحة الإرهابيين التابعين لداعش"، مضيفة "هناك حالة قلق في تل أبيب خاصة من قبل وزير دفاعها أفيجدور ليبرمان الذي يرى أن تنامي قوة الأسد تسمح لأعداء تل أبيب الكبار، إيران وحزب الله اللبناني بأن يجدا موطئ قدم على حدود إسرائيل الشمالية".

وأضافت "على مدى الأيام الثلاثة الماضية تغير موقف الرئيس الأمريكي تجاه نظيره السوري 180 درجة ما أشعر الإسرائيليين بالسعادة، وخرج عاموس جلعاد المسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية معلنا أن (القيادة الامريكية تثبت مصداقيتها مجددا، وعندما تستخدم غاز الأعصاب ضد السكان المدنيين، فإن الرسالة واضحة) بل وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ارتياحه لما فعله ترامب واصفا الأمر بأنه (رسالة لكل من إيران وكوريا الشمالية)".

وقالت" هناك أمور لا يمكن التنبؤ بها بالنسبة لتل أبيب الفرحة بضربات ترامب لسوريا؛ على رأسها ما حجم التهديد الذي ستلاقيه الطائرات الإسرائيلية فيما يتعلق بأي عمل جديد لها في سوريا؟" لافتة إلى أن "روسيا حليفة الأسد عبرت عن غضبها بسبب هجوم واشنطن الصاروخي وأوقفت اتفاقها مع الولايات المتحدة الذي بموجبه تقوم الدولتان بالإخطار المسبق فيما يتعلق بأي عمل عسكري".

وأضافت "روسيا لديها ترتيب مماثل مع إسرائيل، كما كان الحال مع أمريكا، ماذا سيحدث إذن لو كررت تل أبيب هجماتها، مثلما أرسلت في الشهر الماضي طائرات الى سوريا وشنت هجوم لوقف تهريب السلاح لحزب الله اللبناني".

واستكملت "على تل أبيب ألا تفرح بضرب سوريا فقد تكون إسرائيل مستهدفة أكثر من ذي قبل"؛ موضحة أنه "حزب الله هو أكبر تهديد ضد تل أبيب خاصة مع وضعه عشرات الآلاف من الصواريخ بجميع أنحاء لبنان منذ الحرب الأخيرة في 2006، وهناك من يعتقد أن حزب الله يعد نفسه لحرب جديدة مع تل أبيب، لصرف الانتباه بعيدا عن سوريا، في ظل بيان المنظمة اللبنانية ووصفها للهجوم ضد حمص بأنه (غبي ويخدم إسرائيل ويزيد التوتر)".

وقالت الصحيفة الإسرائيلية " بعد الضربة الأمريكية لسوريا لا يمكن الحديث عن تحالف سني تقوده الولايات المتحدة"؛ موضحة أنه "مصر رفضت الضربة السورية، وهذا الرفض يعرقل محاولات إسرائيل الاستعانة بالقاهرة لإبرام أي اتفاقات سلام جديدة مع دول عربية معتدلة أخرى، في وقت ترى فيه مصر بشار الأسد كجزء من المعركة ضد الإرهاب الإسلامي".

وحذرت بقولها "كل الاحتمالات مطروحة وتل أبيب لا تعرف كيف ستنتهي فلماذا ينتابها الفرح؟"، مضيفة " لقد دعمت إسرائيل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 لكن سرعان ما ازدادت المخاوف من إهمال إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش للتهديدات المتزايدة من إيران"، لافتة إلى أن "السيناتور الامريبكي راند بول نبه إلى أن "تدخلات أمريكا السابقة بالمنطقة لم تثمر عن شيء يجعلنا أكثر شعورا بالآمان، وسوريا لن تكون اختلافا، كما صرح السيناتور بيرنس ساندرز بقوله (إنني أشعر بقلق عميق من أن الاضطرابات في سوريا يمكن أن تؤدي إلى عودة الولايات المتحدة لمستنقع المشاركة العسكرية الطويلة الأجل في الشرق الأوسط)".

شارك الخبر على