خطة عسكرية جديدة تُخرج عمليات غربي الموصل من جمودها
حوالي ٨ سنوات فى المدى
أجبر المأزق الذي تعيشه عمليات تحرير الموصل الى اتباع تكتيك "التخطي العسكري"، وترك تحرير المنطقة ذات الكثافة السكانية الى وقت آخر.وبعد جمود وتباطؤ العمليات طيلة اسبوعين، اعلنت القيادة العسكرية، نهاية الاسبوع الماضي، تحرير حيّين جديدين في غربي الموصل، ضمن قاطع جهاز مكافحة الارهاب.واستغرقت قطاعات تابعة لوزارة الداخلية أكثر من اسبوعين وهي تحاصر "جامع النوري" ومنارة الحدباء في المدينة القديمة، دون حسم واضح.ويعتقد ان داعش قد زج أشرس مقاتليه، في تلك المنطقة حيث يقاوم بشدة لمنع سقوط الجامع الذي شهد الظهور الاول لزعيم التنظيم وإعلان "دولة الخلافة" صيف 2014.ومع بوادر صعوبة تحرير مركز الموصل القديمة، بسبب تحصن داعش بين المدنيين، دعا بعض المسؤولين في نينوى للذهاب الى خيار "التخطي". وكانت الدعوة تهدف للحيلولة دون توقف العمليات العسكرية بسبب هذه العقدة. لكن هناك بالمقابل من كان قد حذر من خطورة ذلك الاجراء، حيث سيترك العدو خلف القوات.وأعلن قائد عمليات (قادمون يا نينوى) الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، يوم الخميس، تحرير حي اليرموك الثانية في الساحل الأيمن. وكانت القيادة أعلنت، يوم الأربعاء الفائت، تحرير قوات مكافحة الإرهاب لحي المغرب ضمن الساحل الأيمن.تطبيق خطة جديدةويعتقد أحمد الجربا، النائب عن محافظة نينوى، ان التقدم الأخير في محور مهمات مكافحة الارهاب، هو جزء من خطة عسكرية جديدة، بعدما شهدته المدينة القديمة.وكان من المفترض ان تدخل الخطة الجديدة لتحرير غربي الموصل حيز التنفيذ منذ أيام. لكن المعطيات الميدانية، حتى نهاية الاسبوع الماضي، كانت تؤكد ان القوات تراوح في مكانها دون تقدم.ويقول الجربا، في تصريح لـ(المدى) أمس تعليقاً على تصاعد وتيرة عمليات التحرير، "يبدو ان القوات العراقية ستعتمد التخطي العسكري، وتترك المدينة القديمة مطوقة".وواجهت عملية تحرير الساحل الأيمن، التي انطلقت في شباط الماضي، تلكؤاً واضحاً عندما وصلت قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع الى المدينة القديمة.ويتوقع الجربا ان "هناك على ما يقل 500 ألف مدني لازالوا في الساحل الغربي للموصل، نصفهم على الاقل في المدينة القديمة".ويعيق هذا العدد الكبير من المدنيين، الذين يقطنون في أزقة ضيقة لايزيد عرضها على المترين وداخل مباني قديمة للغاية، عملية التقدم.ويضيف النائب عن نينوى بالقول "من الأفضل تحرير تلك المنطقة، لكن لايمكن ان تبقى العمليات بطيئة الى هذا الحد، خصوصا وان داعش يقاتل بضراوة لكي لايخسر جامع النوري".ويعتقد الجربا انه في حالة تطويق المدينة القديمة من الشمال، ستصبح المنطقة محاصرة من كل الاتجاهات.وتحيط قوات الداخلية ومكافحة الارهاب من الجانبين الجنوبي والغربي للمدينة القديمة، فيما يحدها نهر دجلة من الشرق، وتقف القوات العراقية على الضفة الأخرى من النهر.وتتزامن عقدة "الموصل القديمة"، مع حادثة قصف مدنيين في أحياء قريبة منها، يرجح بان مصدرها طيران التحالف الدولي.ويعتقد أن بطء العمليات كان نتيجة ذلك الحادث ايضاً، لا سيما وان أطرافا سياسية ومحلية دعت، عقب الحادث، الى تجنب "العنف المفرط"، والتأكد من المعلومات قبل توجيه الضربات.ورغم ذلك لم تتوقف الغارات، اذ استمرت حكومة نينوى بتلقي انباء عن سقوط مدنيين بأعمال القصف حتى قبل أيام معدودة. ومؤخراً، قال رئيس الحكومة حيدر العبادي، بشأن عمليات الموصل، "اعددنا لمعركة الموصل قبل عام من انطلاقها وحرصنا على توفير الحماية للمدنيين خلال المعارك".إعدام النازحينويواجه سكان المدينة القديمة ظروفا معيشية قاسية، اذ تتناقص المواد الغذائية والطبية الى معدلات مخيفة، بحسب مسؤولين في الموصل.وفي اتصال مع (المدى) أمس، قال حسن السبعاوي، عضو مجلس محافظة نينوى، ان "مخزون الطعام قد نفذ من الأهالي منذ فترة، ونخشى ان يموتوا جوعاً".وحوّل داعش منازل الاهالي الى ثكنات عسكرية، اذ عمد لجمع عدد منهم داخل المنازل واستخدامهم لمشاغلة القوات عبر نشر قناصته فوق الاسطح.ويتعرض الأهالي، ممن يسعون للفرار من ميدان القتال في المدينة القديمة، الى استهداف قناصة داعش، اذ يضطر بعض الأهالي للخروج من مناطقهم خلال أوقات الاشتباكات نظرا لانشغال مسلحي التنظيم بالمواجهات.ووصل عدد نازحي الساحل الأيمن الى 240 ألف شخص، فيما يفرض التنظيم عقوبة القتل على كل من يهرب من مناطق سيطرته، باعتبارها "خروجاً من ارض الخلافة".ويقول السبعاوي ان "داعش أعدم قبل يومين 50 مدنياً بالرصاص، في منطقة قريبة من اليرموك، لانهم كان ينوون الهرب".