هل أخبر ترامب السيسى بضرب سوريا؟
أكثر من ٨ سنوات فى التحرير
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الجمعة، تكليفاته إلى وزارة الدفاع "البنتاجون"، بتنفيذ ضربة على أحد المطارات العسكرية السورية في مدينة حمص؛ ردًا على "المجزرة" التي تعرضت لها مدينة خان شيخون في إدلب، بحسب "ترامب" نفسه، الذي تحدث في كلمة تليفزيونية مقتضبة عن الهجمة.
"القصف الأمريكي"، الذي نفذ بـ59 صاروخًا "توماهوك"، اطلقت من قطع بحرية في البحر المتوسط، جاء بالتزامن مع آخر ساعات في زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن، التي دامت 6 أيام، وخلالها أيضًا، وقع الهجوم على "خان شيخون" بالغازات السامة.
تسلسل زمني
كانت مدينة خان شيخون تهنأ ببعض الأوقات الهادئة، فيما تفصلها كيلومترات عديدة عن المعركة المحتدمة في ريف حماة القريب، إلا أنها لم تبتعد كثيرًا عن ويلات الحرب المأساوية في أرض الشام، حيث استهدفت طائرة حربية، وفق مصادر عدة، المدينة بقنايل تحمل مواد سامة، الثلاثاء الماضي، مخلفة وراؤها نحو 100 شهيد، والعشرات من الضحايا.
ضحايا للهجمات بالغازات السامة على خان شيخون
وفي واشنطن، كان يجري السيسي لقاءً مع رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي ديفين نيونز، وشخصيات بارزة داخل الكونجرس الأمريكي، على رأسهم بول رايان رئيس المجلس، كما التقى هريبيرت ريموند ماكماستر، مستشار الأمن القومى الأمريكى، وبطبيعة الحال، ركزت تلك اللقاءات على مناقشة أوضاع منطقة الشرق الأوسط.
ترامب يتوعد الأسد.. والسيسي في "البنتاجون"
بعد ساعات من الهجوم على "خان شيخون"، توعد "ترامب" الرئيس السوري بشار الأسد، قائلًا إنه "تجاوز الخطوط الحمراء بمراحل"، وشدد على عدم التساهل مع هذه "الأفعال الشنيعة".
وتواكبت تلك التهديدات مع لقاء "السيسي" بوزير الدفاع الأمريكي، وعدد من القيادات العسكرية الأمريكية، في مقر وزارة الدفاع "البنتاجون".
صور التقطت من طائرة بدون طيار روسية لمطار الشعيرات بعد استهدافه
السيسي.. وقرار القصف
من جانبه، نفى السفير محمد الشاذلي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن تكون الإدارة الأمريكية استغلت وجود السيسي في واشنطن للإعداد لقصف سوريا، مؤكدا أن المنطقة العربية شهدت خلال الأسبوع الماضى تصرفات غريبة وغير مفهومة، حيث استخدمت أمريكا أسلحة "محرمة" في قصف على أهداف في الموصل بالعراق، وراح ضحيته العشرات، ثم خرج ترامب ليعبر عن غضبه للهجوم الكيماوي السوري، ولم يعلق على "هجوم العراق".
"الأمر لا يتعلق بوجود السيسي في واشنطن، والأقرب للواقع ولأسلوب الإدارة الأمريكية، أن ترامب لم يبلغ الرئيس بضرب سوريا"، يقول الشاذلي، في تصريحاته لـ"التحرير"، مضيفًا: "الهجوم الأمريكي على سوريا رسالة إلى الصين، الذي يزور رئيسها واشنطن حاليًا، وتحمل رفض أمريكا لما يحدث في بحر الصين الجنوبي، حيث تتنازع بكين وطوكيو على جزر، وترفض أمريكا موقف الصين، عبر رسم صورة أنها قادرة على الرد على أي شيء".
ولفت إلى أن الهجوم الأمريكي على سوريا يحمل أيضًا رسالة من ترامب لمعارضيه في الداخل، خاصة وأن ترامب يعاني من تراجع عدد مؤيديه داخل الولايات المتحدة، وبالتالي حاول من خلال "الهجوم" أن يظهر نفسه على أنه رجل قوي لكسب تعاطف المعارضين.
واتفق الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، مع "الشاذلي" في أن "السيسي" لم يكن على علم بقرار ضرب سوريا، منوهًا بأن وجوده في أمريكا لا يؤثر على قرار الإدارة هناك في التعامل مع الأزمة السورية.
نافعة نوه بأن قرار ضرب سوريا جاء نتيجة رغبة الأمريكيين في الرد على روسيا، خاصة وأنها العدو الأول والقوي لأمريكا، والجانب المصري خارج المعادلة الأمريكية في ملف الأزمة السورية.