«التحرير» تكشف أسرار مجزرة الكيماوي الجديدة في خان شيخون

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

لم ترحم الحرب الأهلية في سوريا، طفلاً أو إمرأة أو عجوز، من أن تلظيه بنارها، إذا استيقظ أطفال حي خان شيخون بمحافظة إدلب، على أصوات الطائرات المحملة بالبراميل المتفجرة، لتخطف برائتهم في ثوان معدودات، انتقلوا خلالها من أحضان أمهاتهم إلى أحضان السماء، بعد أن استنشقوا غاز الكيماوي الذي لم يترك أخضر أو يابس في سوريا إلا وخنقه، لتفتح باب التساؤلات عن ماذا ينتظر السوريين خلال الليالي القادمة، وبأي شكل من الأشكال سيتخطفهم الموت.

قال ياسر المسالمة، الكاتب والسياسي السوري، أن مجزرة إدلب هي مجزرة إرهابية بحق السوريين، والهدف منها اختبار ردود الافعال من أجل عملية إبادة قادمة لادلب، مشيرُا إلى أن تجميع المعارضة في إدلب كان بهدف ارتكاب مجازر كبرى يرى النظام انها كفيلة بالحسم العسكري.

وأكد المسالمة، في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أن الفرق بين تلك المجزرة والمجازر الأخري أنها أكبر من المرات السابقة، وتعتبر ثاني استهداف كبير بالكيماوي بعد الغوطة في 2013، وأغلب الاستخدامات للسلاح الكيماوي من طرف النظام كانت في حلب وريفها وفي إدلب وفي الغوطة، فهناك 140 استخدام موثق للكيماوي من قبل النظام، مضيفًا "المشكلة أن تجرؤ النظام بالكيماوي سيدفعه للاعتقاد بالقدرة على استخدام أسلحة أكثر فتكا وأبعد أثرًا، حيث يمتلك النظام ترسانة أسلحة بيولوجية كبيرة، ويمكنه ان يستخدمها اذا لم يكن قد بدأ باستخدامها فعلا، ولم نرى أثارها بعد".

قال أبو عبيدة، قائد لواء فوج الإسلام في جيش المجاهدين بالجيش السوري الحر، العامل في إدلب، إن المجزرة تم تنفيذها الساعه 6 صباحًا، حين كان المدنيين العزل نائمون وكان الأطفال متجهون إلى مدارسهم، حنيها قام النظام بقصف مدينة خان شيخون بالكيماوي، واتهم النظام السوري المعارضة المعتدلة بالقصف.

وأكد أبو عبيدة، في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أن القصف حدث بواسطة الطيران الحربي من نوع سيخوي 24 والمروحيات المحملة بالبراميل المتفجرة تحتوي بداخلها على غاز السالين المحرم دوليًا، حيث وصلت الحصيلة إلى 100 شهيد و400 جريح، ولا يزال فريق رفع الأنقاض يعمل إلى الآن، كما أنه قصف سلقين باللصواريخ الفراغية والتي راح ضحيته أكثر من 26 شهيدًا وعشرات الجرحى ومعظمهم أطفال.

وأضاف  قائد لواء فوج الإسلام في جيش المجاهدين بالجيش السوري الحر، أن مدينة سلقين ذات أهمية كبيرة لدى النظام السوري، حيث تقع في الطرف الغربي لمدينة إدلب، ويوجد فيها تجمع كبير لفصائل الجيش الحر والفصائل الأخرى، مشيرًا إلى أن كافة الفصائل التابعة لدى إدلب، يشنون هجوما عنيفا على جبال اللاذقية ردًا على قصف النظام الكيماوي، والعمل جاري حتى اللحظة.

وقال أحمد الموسى، قائد سلاح المدفعية بالقوة 21، بالجيش السوري الحر، إن مديرية صحة إدلب وإدارة الدفاع المدني السوري، أصدرا تقريرهما الثالث حول استهداف مدينة خان شيخون بالسلاح الكيماوي، بينت فيه تطورات ما وصلت إليه عمليات التوثيق والتحقيق في السلاح المستخدم والحصائل المتزايدة لأعداد الشهداء والتي وصلت إلى 84 شخص من بينهم 27 طفل و19 امرأة، وعدد الإصابات 546 شخصًا، وعدد الحالات المحولة إلى تركيا 54 شخصًا بينهم 3 أشخاص توفوا هناك.

وأكد الموسي في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أن منظومات الإسعاف وفرق الدفاع المدني، استجابت للنداء وقامت بنقل المصابين إلى العديد من مستشفيات محافظة إدلب، وذلك لكثرة الإصابات، وخروج مشفى معرة النعمان القريب عن الخدمة إثر قصفه منذ يومين، كما تم تحويل العديد من الإصابات إلى تركيا.

وأضاف بأن التقارير الطبية، تشير إلى أن الأعراض تراوحت ما بين شديدة إلى شديدة جدًا، منها "سعال شديد وزلة تنفسية واختلاج ومفرزات وتشنج عضلي وحدقات دبوسية و إسهالات وتعرق شديد وإقياء وغياب عن الوعي في بعض الأحيان"، والتي تؤكد أن الاستهداف تم بسلاح كيماوي، مشيرًا إلى أن غرض النظام من هذه المجزرة هو قتل أكبر عدد ممكن من أهل السنة وإفراغ مدينة خان شيخون من أهلها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على