لماذا نجح فيلم «Suicide Squad» في شباك التذاكر رغم ضعفه وفشله نقديًا؟

over 9 years in التحرير

مازال فيلم "Suicide Squad" في صدارة إيرادات البوكس أوفيس الأمريكي، محققا إيرادات بلغت 3.5 مليون دولار نهاية الأسبوع الماضي، حيث احتل المركز الأول منذ بدء طرحه في دور العرض السينمائية.تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الأشخاص المساجين الأكثر شرًا على الأرض ويعرفهم الجميع باسم "الفرقة الانتحارية"، والذين ينجحون في عقد معاهدات مع وكالة حكومية فاسدة من أجل تنفيذ مهام شديدة الخطورة ومقابل ذلك سيحصل جميع أفراد الفرقة على الأمان والحماية بالسجن، فضلًا عن بعض المزايا الأخرى.

عوامل عديدة وراء ذلك الإقبال الكبير على الفيلم، فالجمهور مازال يفضل أفلام "السوبر هيروز" المقتبسة من كتب الكوميكس، والقصص المصورة الشهيرة، رغم إدراكه جيدا بأنه سيرى نفس الشخصيات التي أعتاد عليها، قد يعود ذلك أن المشاهدين أصبحوا على دراية بأن لكل مخرج أسلوبه الخاص في طريقة تناول وعرض تلك الشخصيات على الشاشة.

في "الفرقة الانتحارية" عامل جذب قوي للجمهور، وهو وجود شخصية "الجوكر" تلك التي فضلها المشاهدون دائما، وكانت على رأس أفضل شخصيات "دي سي كوميكس" الشهيرة، لما يتمتع به من نظرة فلسفية مختلفة للحياة، فهو ليس مجرد شرير عادي، بل أنه الشرير المحبب لدى الجمهور والذي يمكن لك أن تأخذ منه نصائح حياتية.

عدد كبير من الممثلين أدوا شخصية الجوكر منهم جاك نيكلسون، وسيزار روميرو، إلا أن أفضل من أداها على الإطلاق كان النجم هيث ليدجر، خلال أحداث فيلم "The dark knight" للمخرج الشهير كريستوفر نولان، فقد اندمج مع الشخصية اندماجًا واضحًا، ليجعلها واحدة من الشخصيات المخلدة، حيث وصفه النقاد بأنه أدى دورًا مثاليا، وحصل بعد وفاته على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل عن دوره به، لذا فإن الجمهور توقع مع طرح فيلم "الفرقة الانتحارية"، أنه على موعد مع "جوكر" جديد، يختلف عمن سبقوه.

الجوكر هنا في "الفرقة الإنتحارية" يعد واحدًا من أبرز عوامل جذب الفيلم للجمهور إن لم يكن الأهم، حتى أن الحملات الدعائية للفيلم ركزت على شخصيته بشكل كبير، خاصة وأنها من تجسيد النجم الحاصل على جائزة أوسكار جاريد ليتو، والمعروف عنه إبداعه وتقمصه للأدوار التي يلعبها، إلا أن جوكر جاريد ليتو جاء مخيبًا للأمال والتوقعات كما أشار النقاد، والسبب في ذلك يعود إلى حذف العديد من المشاهد الخاصة به أثناء مونتاج الفيلم، فجاءت الشخصية بعيدة بعض الشيء عما أظهره الإعلان والحملات الدعائية للفيلم.

بعد العرض الخاص بالفيلم أشار عدد كبير من النقاد بأنه الأسوأ من بين إنتاجات شركة "دي سي كوميكس"، فقد وصوفوه بالفوضوي، وغير المنظم، فقد جاء وكأنك تشاهد فيلمين معا وليس فيلم واحد، كما أن دور الجوكر صغير جدًا مقارنة بباقي من في الفيلم، إلا أنهم رغم ذلك توقعوا بأن يكسر حاجز الـ150 مليون دولار في أول أيام عرضه، وهو ما تحقق بالفعل؛ لأن الجمهور في النهاية يريد رؤية شخصياته المفضلة على الشاشة، بغض النظر عما تؤديه تلك الشخصيات.

كما أن الفيلم من بطولة نجوم مميزين أبرزهم بن أفليك، وجاريد ليتو، ويل سميث، ومارجوت روبي، وفيولا ديفيس، وجويل كينمان، وسكوت إيستوود، ومن تأليف جون اوستراندر، ومن إخراج ديفيد آير، مما أدى إلى توقع الجمهور بأنهم أمام عمل مميز بالتأكيد، إضافة إلى أن السبب الأكبر يعود إلى أن الجمهور على ثقة في إنتاجات شركة "دي سي كوميكس"، الشهيرة بأفضل أفلام الأبطال الخارقين.

تلك الآراء السلبية حول الفيلم لم تثني الجمهور عن مشاهدته في أول أيام عرضه، ففي النهاية كل مشاهد يريد الحكم بنفسه، لذا فقد يصبح بذلك "الفرقة الانتحارية" واحدًا من أكثر الأفلام تحقيقًا للإيرادات، رغم ضعفه على عدة مستويات، إلا أن تلك هي عادة هوليوود دائما.

 

Share it on