«التايمز» حكوماتنا تكذب.. وتدعم المستبدين لأجل مصالحها

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

قالت صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها، اليوم الأربعاء، إنّ رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، قالت في أول زيارة لها إلى السعودية ستكون مثالًا لما يمكن للمرأة إنجازه.

وتُعلِّق الافتتاحية، قائلة: "من السهل التشكيك في هذا الكلام، فالهدف من زيارة ماي هو التجارة والأمن وليس حقوق الإنسان، وقهر النساء في السعودية أكثر منه حتى في ديكتاتوريات الخليج الأخرى، لكن النهوض بحقوق الإنسان يبقى هدفًا دبلوماسيًا مهمًا، وليس هناك سبب يدعو للشك في صدق رسالة ماي".

وتشير الصحيفة إلى أن "الحكومات الديمقراطية تكذب على نفسها، إن هي تعاملت مع الدول كلها على أنها متساوية بغض النظر عن القيم التي تمثلها، ويجب على الحكومات أن تتذكر دائمًا بأن هناك طرقًا أفضل وطرقًا أسوأ للانتصار لحقوق الإنسان، ففي توجيه الإرشادات العلنية مخاطرة بتقويض شراكات استراتيجية مع حكام قد لا نحبهم، لكن هناك مصالح مشتركة".

وبيِّنت الافتتاحية أن "أوضح ما تبدو فيه هذه المعضلة يتمثل في الآمال المحبطة في الربيع العربي، فالثورات في شمال أفريقيا وفي الشرق الأوسط بدأت في تونس عام 2010، إلا أن المظاهرات تمكنّت فقط من الإطاحة بالمستبدين الليبراليين، مثل زين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، أما الطغاة، مثل معمر القذافي في ليبيا وبشار الأسد في سوريا، فقابلوا المظاهرات الشعبية بالقمع الوحشي، وفي الوقت الذي سقط فيه القذافي بسبب تدخل الناتو، بقي الأسد في موقعه".

وتابعت: "وفي سوريا تشكل بربرية تنظيم الدولة تهديدًا للحضارة، لكن ذلك لا يقلل من مسؤولية الأسد عن تصرفاته المنحرفة، ولا يبرئ الغرب لضعف الرد على ذلك".

ولفتت الصحيفة إلى أن "القيام بتنازلات أخلاقية لاحتواء وهزيمة عدو أكبر، لطالما شكّل جزءًا شرعيًا من السياسة الغربية، فكان التحالف مع ستالين ضروريًا لهزيمة ألمانيا النازية، بالإضافة إلى أن الردع النووي وتحالفات الحرب الباردة مع أنظمة مستبدة كانا ضروريين لهزيمة الشيوعية السوفييتية".

ونوّهت الافتتاحية، بأنّ "أقل الرؤساء الأمريكيين فعالية بعد الحرب هو جيمي كارتر، حيث بدأ بالإعلان أن حقوق الإنسان هي التزام (مطلق) لسياسته الخارجية، وانتهى به الأمر بأن سخر منه الحلفاء في الناتو، مثل مستشار ألمانيا الغربية هيلموت شميدت، والأعداء مثل موسكو وطهران لرئاسته على بلد تراجعت قوتها بشكل كبير".

واختتمت: "ماي محقة في اتخاذها مقاربة حذرة، فالشعارات مهمة في الدبلوماسية في الحديث مع المظلوم والظالم، لكن هناك حدودًا للضغط الأخلاقي، والحكومات التي لديها قابلية هي في الغالب حكومات غربية حليفة وليست مناوئة، فلا معنى لإضعاف التحالفات الضرورية بسبب مبادئ مجردة إن كان ذلك سيهدد الاستقرار ويضعف قضية الليبرالية الأوسع".

شارك الخبر على