نصر الحريري يؤكد أن دولة قطر ضد تغيير ديموغرافية سوريا
أكثر من ٧ سنوات فى قنا
الدوحة في 03 أبريل /قنا/ أشاد السيد نصر الحريري رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية، بمواقف دولة قطر الداعمة للشعب السوري، مشددا على أن قطر تعمل دائما على التخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري وتقف في وجه أي تغيير ديموغرافي في سوريا، أو نقل سكاني.
وأضاف في حوار مع صحيفة "الوطن" القطرية الصادرة اليوم، "نحن نقول إن دولة قطر معروفة بأنها دولة شقيقة للسوريين، بالإضافة إلى تركيا والسعودية والأردن والإمارات وباقي الدول أصدقاء الشعب السوري، التي وقفت بجانبنا".
وحول نجاح أو فشل جلسة المفاوضات الخامسة حول سوريا في جنيف التي اختتمت أعمالها مؤخرا، أكد الحريري صعوبة المفاوضات بسبب أن الطرف الثاني من المفاوضات تسجل باسمه اليوم المئات، إن لم يكن أكثر، من المجازر، التي توصف بجرائم حرب، وضد الإنسانية، وانتهاكات لا تعد ولا تحصى، محملا النظام السوري مسؤولية فشل مفاوضات جنيف عام 2014، وكذلك مفاوضات السلام الماضية.
وأشار إلى أن صعوبة هذه المفاوضات تكمن في أن النظام وحلفاءه من جهة، ليس لديهم رغبة جادة في الحل السلمي، مشيرا إلى أن الجولة القادمة من المفاوضات لو عقدت في شهر مايو القادم، من المفترض أنها سوف تكون مرحلة متقدمة أكثر من مجرد النقاش، وقد يكون مناسبا لها هذه الفكرة، وربما تكون هناك أفكار أخرى، يتم الوصول إليها مع المبعوث الدولي، ولا نعلم ما الذي سيحدث حتى ذلك الحين.
وفيما يتعلق بأداء المبعوث الأممي الحالي دي ميستورا، قال إن المبعوث هو وسيط وليس طرفا، ومما لا شك فيه أن هناك كثيرا من المواقف التي لم نكن على انسجام تام فيها مع المبعوث الخاص، حيث هناك من المواقف التي كنا نتحفظ عليها تماما، وهناك مطالب كنا نطلبها من الأمم المتحدة، ولا نرى تجاوبا فيها، وكذلك فإن هناك كثيرا من المواقف كنا نشاهد فيها حرصا على تحقيق أهداف معينة تخدم عملية الانتقال السياسي.
وأضاف أن فريق الأمم المتحدة يجب أن يتم التعامل معه ضمن هذا الإطار، بالشكل الذي يخدم العملية السياسية، دون السماح لأحد بالابتعاد عن القرارات والمرجعيات الدولية، والتي من وجهة نظرنا واضحة تماما، حيث إنها تتحدث عن انتقال سياسي، ودون بشار الأسد.
وأكد على أن موضوع بقاء بشار الأسد في السلطة هو الميزان الحقيقي، "فلا يمكن بأي حال من الأحوال القبول ببقاء بشار الأسد، فهذا الموضوع ينهي أي شيء، حيث ينهي الجهود للوصول إلى الحل السياسي، وليس الموضوع هنا من باب (المناكاة) أو غير ذلك، لأن الموضوع بصراحة، هو أن سوريا لن تكون آمنة ومطمئنة في ظل بقاء بشار الأسد، وبالتالي فنحن الآن نبني على رؤية وليس على أشخاص، وإذا كانت الناس ترى هذه الرؤية، فنعم بها، ولكن من يكون له موقف خاص أو يقبل ببقاء ووجود بشار الأسد، نظن أنه لا يمكن تصنيفه كمعارضة".
وحول ما يلوح في الأفق من هاجس تقسيم سوريا، أكد أن الشعب السوري في معظمه، إن لم يكن جميعه، لن يقبل بفكرة التقسيم، كإيمان، وأدبيات، وأوراق سياسية، وهذا ثابت في كل أوراق الهيئة العليا للمفاوضات ومكوناتها، كذلك الائتلاف وهيئة التنسيق والفصائل والمستقلين ومجمل الحراك الوطني والثوري السوري، وأن النقطة الأولى التي نستهل بها حديثنا ومبادئنا السياسية هي وحدة سوريا أرضا وشعبا.
وأشار إلى أن الشعب السوري مؤمن بوحدة سوريا، أرضا وشعبا، "وهناك بعض التوجهات الدولية لفرض واقع ما يشير إلى الفوضى والتقسيم، هذا صحيح، ونحن نشاهده، وفي اعتقادي أن الدولة التي تدعم ميليشيا انفصالية، هي تدعم رؤية تقسيمية لسوريا، ولكن نحن متفائلون أن إرادة الشعب السوري في هذا الموضوع لن تنكسر، أو تهزم، لأنه كانت هناك محاولات كثيرة للتقسيم، ولم تنجح".
وأضاف السيد نصر الحريري رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية، أن رحلة المعاناة التي عاشها الشعب السوري، ومشكلة الشتات سواء داخل أو خارج سوريا، جعلته يتمسك بوطنيته أكثر، وجعلته يشعر أن السوري الذي يعيش معه على نفس الأرض سواء كان من قوميته أو من قومية مختلفة، أو ديانة أو طائفة غيرها، هو أخوه بالوطن.
وبشأن الموقف التركي من الأزمة السورية، أكد الحريري أنه لم يلمس أي تغيير في الموقف التركي من جوهر القضية السورية، ربما يكون هناك تغيير في التكتيكات، فهذا شيء وارد، مضيفا أن تركيا تريد سوريا خالية من الإرهاب الذي يهدد حدودها، وهذا غير ممكن مع وجود بشار الأسد، وتركيا لا تريد لميليشيات انفصالية أن تنمو على حدودها، وتسعى إلى بناء "كانتونات"، "وهي لا يمكن لها أن تتخلص من هذه الميليشيات مع وجود بشار الأسد، وتركيا تريد حركة طبيعية عبر حدودها، وهي تعتبر بوابة على العالم العربي، وهذا لن يتم مع وجود بشار الأسد، وبالتالي في اعتقادنا أن رحيل بشار الأسد عن سوريا هو ضروري للأمن القومي التركي".
وأشار إلى أن الموقف التركي لم يتغير خلال السنوات الست الماضية منذ الثورة، وهو موقف داعم، ولم تتدخل بفرض شيء معين على وفد الأستانة، "ولا حتى على وفد جنيف، لدرجة أنه حينما طرح الروس موضوع الدستور، ورفضه الوفد، وأنا شخصيا كنت معهم آنذاك، لم يفرض الجانب التركي رؤيته علينا، بل على العكس قالوا لنا: ما تقبله المعارضة السورية تقبله أنقرة، والعكس صحيح، إنهم يرفضون ما ترفضه المعارضة السورية".
وحول طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع بداية تولي سلطاته الدستورية، فكرة إقامة مناطق آمنة في سوريا، اعتبر رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية، أن السياسة الخارجية الأمريكية، فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط عموما، وسوريا خصوصا لم تتضح، أو تتبلور بعد، مشيرا إلى أن المعارضة السورية لا تتعارض مع مقاربة الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب بل على العكس، نحن مع محاربة جدية للإرهاب بوسائل سليمة، تؤدي إلى معالجة حقيقية لجذوره، لأنه لا يمكن أبدا أن تجفف منابعه، إلا بالانطلاق لمسار سياسي، وبدون وجود لبشار الأسد.
ورحب الحريري بالفقرة الخاصة بالقضية السورية، الواردة في بيان قمة عمان الأخيرة وبكل موقف عربي يدعم الحل السياسي على أساس المرجعيات الدولية، حيث إن هذا الأمر يصب في مصلحة إنهاء الأزمة، ويدعم موقفنا، ونحن مع تلبية المتطلبات الإنسانية الطارئة، الخاصة بالملف السوري.
وقال إن العديد من الدول لديها هذه المساهمات، "ولكن إضافة إلى ذلك فإننا نريد من جامعة الدول العربية، أن تبتكر الأدوات التي تمكنها من تحقيق هذه الأهداف، حيث لا نريد لها أن تكون مجرد بند أو شعار، بل نتمنى أن نتابع مبادرة، وحراكا مع الأسرة الدولية من أجل ألا يكون الملف السوري اليوم ملفا نائما، أو خاملا، ولا يوجد لديه هذا الوهج، وهذا الزخم، ولذلك فإننا نريد من جامعة الدول العربية، أن تحمل هي هذا الملف، وأن تحاول بكل ما أوتيت من قوة البحث له عن حل، وهذا هو الشيء الطبيعي المنتظر من جامعة الدول العربية".