ما هى الليالي العشر في سورة الفجر
أكثر من ٤ سنوات فى الوفد
أقسم الله تعالى في سورة الفجر باللّيالي العشر لمكانتها العظيمة عنده، وهذا القسم لا يحقّ للعباد أن يقسموا به أو بغيره من خلق الله، لما رواه ابن عمر أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أدْرَكَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، وهو يَسِيرُ في رَكْبٍ، يَحْلِفُ بأَبِيهِ، فقالَ: ألا إنَّ اللَّهَ يَنْهاكُمْ أنْ تَحْلِفُوا بآبائِكُمْ، مَن كانَ حالِفًا فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ أوْ لِيَصْمُتْ.
ولحديث ابن عمر الآخر حيث سمع رجلًا يحلفُ بالكعبةِ فقال ابنُ عُمرَ: ويحَكَ لا تفعَلْ فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ: مَن حلَف بغيرِ اللهِ فقد أشرَك، وهذه اللّيالي هي كناية عن الأيام، وهذا معروف في كلام العرب، فكانوا يذكرون اللّيالي ويقصدون الأيّام، ويذكرون الأيّام ويقصدون اللّيالي، وقد اختلف العلماء على مذاهب في تحديد اللّيالي العشر، فمنهم من قال بأنّها ليالي ذي الحجّة، لوقوعها في وقت مناسك الحج، حيث فيها الإحرام والطّواف والوقوف بعرفة، وقد قال بذلك الإمام ابن كثير في تفسيره مستدلًّا بقول ابن عباس وابن الزبير ومجاهد، وغير واحد من السّلف والخلف، ومنهم من قال هي اللّيالي العشر الأواخر من رمضان لوجود ليلة القدر فيها التي قال الله عنها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.
وقال: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.
وقد اعتمد هذا القول ابن عثيمين، وهناك من قال بأنّها الليالي العشر الأول من شهر المحرّم.