هذا هو قدرك يا فخامة الرئيس (بقلم سمير مسره)

حوالي ٣ سنوات فى تيار

في خضم الآزمات المتلاحقة التي نعيشها كل يوم والتي وصلت الى حد لا يطاق، يردد اللبنانيون ويقولون ما هو الحل؟
 
برأي المتواضع، الجواب سهل، لان الحل موجود عند كل فرد من المجتمع، ومن يعتقد غير ذلك يكون مخطئا". حان الوقت  ان نعرف ما هو موقف الشعب اللبناني من مسألة الفساد التي كانت الشرارة لاندلاع ألانتفاضة في 17 تشرين الاول 2019. حان الوقت ان نعرف اذا ارادة الشعب هي حقا" القضاء على الفساد، او انه يفضل التعايش معه تماما" كما حصل في الماضي القريب، او  انه يعتبره قميص عثمان استعمل لغايات سياسية مبطنة لا اكثر ولا اقل. 
 
انا شخصيا" ارى ان شعار الفساد كان معبرا" لاستقطاب الناس لانه جذاب، ما لبث ان تحول مع الوقت الى عنواين سياسية هي اصلا" خلافية بين اللبنانيين، واريد لها ان تتطرح في الشارع مع كل ما يترتب عليها من مخاطر. اصدق اثبات لذلك، هو  الغياب المريب لاصوات بعض السياسيين،  والمسؤولين الروحيين، والاحزاب، وثوار ال "كلن يعني كلن"، والمجتمع المدني، والاعلاميين، عن مشهد معركة التدقيق المالي الجنائي الذي يؤسس لمحاربة جدية للفساد ولكشف المرتكبين. وحده صوت رئيس الجمهورية بقي صادحا"، ومعه مجموعة من الاصدقاء والحلفاء وشعب الآوادم والاوفياء.
 
ولان الهدف هو اسكات هذا الصوت الرئاسي،  كان لا بد من خلق فوضى سياسية واقتصادية في عهده، وتصويره على انه هو المسؤول الوحيد عن انهيار البلد، وسحب سجادة الدعم الشعبي من تحت رجليه. هكذا تقاطعت المصالح، واقام بعض الداخل تحالفات مشبوهة مع جهات اقليمية ودولية لبناء متاريس في وجهه ومحاربته بغية ازاحته عن الساحة.
 
لقد قال الرئيس العماد ميشال عون سابقا" ان معركة التحرر اصعب بكثير من معركة التحرير، وهذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم. لقد تجمع الخصوم على كل الجبهات لالحاق الهزيمة به وبنا: منهم من يحارب لتغطية فساده وحماية مكتساباته، ومنهم من يحارب بدافع الانتقام من خسارته في الانتخابات، ومنهم من يحارب على طريقة "قوم تأخود محلك"، ومنهم اخيرا" من يحارب من ضمن محور السلام في المنطقة كيفما كان ومن دون مقابل حتى لو كان ذلك على حساب حقوق لبنان. 
 
أما النضال من اجل الشروع بالاصلاحات، فتنصل منه الجميع خاصة جهابذة الثورة المخيبة للآمال، وبقي وحيدا" في ضمير وحضن الرئيس وفريقه. ولو كانت لدى هذه الثورة مصداقية تجاه نفسها  وشعبها، لكنا على الاقل رأيناها تناضل كل يوم وتضغط على نواب المجلس لاقرار مشاريع قوانين لجم الفساد بدل ان تمتهن الكلام المشين والعمل العقيم.
 
قدرك يا فخامة الرئيس  العماد ميشال عون، وقدر التيار الوطني الحر ان يذكركما التاريخ كمناضلين شرسين وشريفين عكس ما يشتهيه الخصوم. هكذا كان حالنا في الماضي، وهكذا هو حالنا اليوم، وهكذا سيكون حالنا في المستقبل عندما نصعد من الهاوية وننطلق من جديد في طريق التغيير والاصلاح.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على