بروفة فاشلة (ليليان راضي)

حوالي ٣ سنوات فى تيار

لم يكن بحاجة الرئيس المكلّف سعد الحريري ان يزور بعبدا يوم الإثنين كي يدرك اللبنانيون انه لن يصعد الدخان الأبيض من القصر لتشكيل حكومة جديدة بعد ان فاحت رائحة الدخان الأسود من بيان نادي رؤساء الحكومات السابقين قبله الذين لا يتوانوا عن اثارة الفتنة في كل بياناتهم التي يصدرونها في كل استحقاق، ناهيك عن  اجتهادات دستورية يفتون بها عن سابق تصوّر وتصميم كي تعمّق الشرخ اكثر واكثر بين بعبدا وبيت الوسط. الحماسة الفائضة في تفسير دستور الطائف كما يحلو لنادي الرؤساء تفسيره او كما يرغبون تساهم في صبّ الزيت على النار  وتسعر  الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري المولجين وحدهما بالتشكيل الحكومي.
 
 بروز هذا النادي يشكّل ظاهرة غير مألوفة في العمل السياسي وغير مستحبّة بحيث باتوا عبئاً ثقيلاً على الحريري نفسه لدرجة أصبح فيها أسير بياناتهم وتشّدد مواقفهم لجهة الإستخدام المفرط لعبارات حقوق الطائفة السنيّة التي لطالما اشتهر بها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في الوقت الذي يعيب على شريكه في الوطن استخدام مصطلح حقوق المسيحيين ولو عن وجه حق.
 
سعد الحريري اوجد نفسه في مأزق التكليف حين طرح نفسه مرشحاً طبيعياً "وبدون جميلة حدا" كما قال، قد يكون هذا القول صائباً لو لم يستقيل تحت ضغط الثورة وكرمىً لعين المنتفضين، في حين كان  الأجدى به تتنفيذ الورقة الاصلاحية التي اعلنها  والتي كانت كلفتها اقل من اليوم على البلد والشعب معاً.
 
من همس لسعد بترشيح نفسه من جديد لرئاسة الحكومة ونصحه بكونه  الفارس الأوحد الذي يأتي على حصانٍ ابيض كي يحرّر  عروسته "الدولة" من يدّي افرقاء كانوا بالأمس يجالسونه على مقاعد الحكومات السابقة وكانوا "اطيب من العسل على قلبو" واثبتوا وفاءً له من حلفاء سابقين له في محنته السيئة الذكر؟
 
من اوهم سعد الحريري انه وحده قادراً على التحليق بلبنان عالياً من جديد باعتماد نفس النهج السابق في الممارسة المالية والإقتصادية والسياسية، قد غشَّ الرجل اما عن سوء نية او عن طيبة زائدة وأضرَّ بالرجل  ووضع مسيرته السياسية على المحّك خصوصاً وانه ظهر ان طائل الحمل عليه جرت رياحها عكس ما تشتهيه سفن الواشي   وسعد نفسه،  ووقت الحزّي "بيتفرّقوا العشاق" ويبقى "حديدان" وكي يصمد حديدان  بالميدان بحاجة لركاب ثابتين مش بسكوّا كل ما هزّ الهوا واشتدت العواصف.
 
"بروفة"سعد الحريري بالأمس بتمثيل دور البطولة في معاركه الوهمية التي يقوم بها من طرفٍ واحد مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لن تصمد كثيراً بعد وسيعود ادراجه الى حضن العهد لأنه سيدرك كما في كل مرة انه الشريك الذي لا يخون او يغدر وخير دليل عدم تخلي التيار عن حليفه حزب الله في عزّ  محاولة تطويقه من الخارج والداخل معاً بحيث نال باسيل حصة وافرة من  العقوبات الأميركية الجائرة.  لأن ممارسة السياسة وان كانت "فن الممكن" الا انها تبقى اولاً وأخيراً "حق وأخلاق".
               
                       

شارك الخبر على