قصة مدينة مصرية اختفت من الوجود وعادت.. تحت مجهر أميركا

حوالي ٣ سنوات فى البلاد

ظل علماء الآثار لسنوات طويلة لا يعرفون سبب هلاك مدينة برنيس المصرية القديمة على ساحل البحر الأحمر التي هجرها السكان فجأة، منذ حوالي ألفي عام.

لكن مقالا نشر على موقع "كامبردج"، أمس الجمعة، كشف أن الحفريات التي جرت في هذا المكان في عام 1994. تمكن العلماء من إثبات أن المدينة تأسست بين 275 و260 قبل الميلاد. وفي سنوات 220-200 تم ترك المدينة.

وظلت الأسباب التي دفعت سكان برنيس إلى الفرار مجهولة لفترة طويلة. لكن مؤخرا، اكتشف علماء من بولندا والولايات المتحدة بئرا داخل أحد المباني. كانت لا تزال تحتوي على الماء، وكان طعمها جيدا، وإن كان مالحا بعض الشيء.

لكن عندما بدأ علماء الآثار في التنقيب عن مصدر الماء، وجدوا طبقات من الرمال على عمق كبير، ووجدوا عدة عملات معدنية صنعت قبل مئتي عام من عصرنا.

 

سبب الهجرة

وخلص العلماء إلى أن الجفاف بدأ في المنطقة في ذلك الوقت. فجفت البئر، وأدخلت الرياح الرمال التي بقيت في المنبع إلى يومنا هذا.

ولابد أن الجفاف استمر عدة سنوات حتى قرر السكان مغادرة أماكنهم الصالحة للسكن. والسبب الأكثر احتمالا لهذه الكارثة، وفقا للعلماء، هو ثوران بركاني.

 

أهل الكهوف

يشار إلى أن هذه المدينة كانت تسمى "ميناء أهل الكهوف" وفق تعبير اليونانيين، وأطلق عليها في العصر البطلمي "برنيس الذهبية"، وكان بها أكبر ميناء تجاري عام 275 قبل الميلاد.

مؤخرا، أقيمت بها القاعدة العسكرية وافتتحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لتصبحثاني قاعدة عسكرية كبيرة في مصر بعد "قاعدة محمد نجيب" بالمنطقة الشمالية، وأكبر قاعدة في البحر الأحمر.

 

عين أميركا على هذه المدينة

يشار أيضا إلى أن أميركا أيقنت بأهمية هذه المنطقة استراتيجيا، لذلك تفاوضت مع مصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات لبناء قاعدة عسكرية أميركية بها، وكانت الحسابات التي أجراها البنتاغون تؤكد أنه بالنسبة لحساب المسافات فالمنطقة تعد الأقرب من القواعد الأميركية في العالم، بالقياس إلى مسرح العمليات.

كما أن تكلفة إقامة قاعدة في "برنيس" تعادل نصف التكلفة التي ستقام فيها قاعدة في تركيا، وثلث تكلفة إنشاء قواعد أخرى، وسيتكلف نقل المعدات والأفراد والجنود إليها سدس تكلفة النقل لأي قاعدة أخرى في العالم، لذا قال وزير الدفاع الأميركي وقتها، كاسبر واينبرغر، في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان إن "برنيس" هي الحل المسيطر.

وزاد من أهمية المنطقة وتمسك الإدارة الأميركية بإقامة قاعدة عسكرية فيها ما أكدته دراسة حول تكاليف ووقت النقل من أميركا إليها، فقد كشفت الدراسة أنه باستخدام نصف جسر استراتيجي يمكن أن يستغرق الوقت من أميركا إلى مسرح العمليات في الشرق الأوسط 77 يوما، ومن قاعدة موباسا في كينيا سيستغرق الوقت 22 يوما، ومن أزمير في تركيا سيستغرق الوقت 17 يوما، أما من قاعدة "برنيس" في مصر فلن يستغرق الوقت سوى 10 أيام فقط.

 

رفض السادات.. ومبارك أيضاً

وظل تفاوض مصر حول القاعدة، وكان الرئيس الراحل أنور السادات يرفض، وبعد رحيل السادات، طلب الرئيس الأميركي ريغان بشكل مباشر من الرئيس الأسبق حسني مبارك أن يوقع بنفسه على خطاب تعهد يتيح للولايات المتحدة استخدام القاعدة بنفس الطريقة التي قدم بها السادات تعهدا سابقا يسمح فقط باستخدام القاعدة في حالة تعرض مصر وأميركا لخطر مشترك، مضيفا أن مبارك رفض وبإصرار شديد وجود أي قواعد أجنبية في مصر.

شارك الخبر على