ديوانية فريج ستيشن ملفى الشباب والرواد و”الأموات”

حوالي ٣ سنوات فى البلاد

زار‭ ‬مندوب‭ ‬“البلاد”‭ ‬ديوانية‭ ‬فريج‭ ‬“ستيشن”‭ ‬العريق‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬الشماء،‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬المقصد‭ ‬الرئيسي‭ ‬لرواد‭ ‬ولشباب‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها،‭ ‬وإحدى‭ ‬محطات‭ ‬جمعة‭ ‬الخير‭ ‬بين‭ ‬المحرقيين‭ ‬الأوفياء‭ ‬والمخلصين‭ ‬والذين‭ ‬يتمسكون‭ ‬بإرثهم‭ ‬وعراقة‭ ‬وتاريخ‭ ‬بلدهم،‭ ‬ومدينتهم‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

والديوانية‭ ‬المميزة‭ ‬والتي‭ ‬يرجع‭ ‬وجودها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬عاماً،‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬إحدى‭ ‬الطرق‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والمفضية‭ ‬الى‭ ‬منطقة‭ ‬“كازينو”‭ ‬المحرق،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬توسط‭ ‬حجمها‭ ‬نوعاً‭ ‬ما،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كبيرة‭ ‬بذكرياتها،‭ ‬وكبيرة‭ ‬ايضًا‭ ‬بمن‭ ‬يرتادها‭.‬

وفي‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬الرواد،‭ ‬استُهل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الصور‭ ‬القديمة‭ ‬والتي‭ ‬تغرق‭ ‬بها‭ ‬جدران‭ ‬الديوانية‭... ‬وسألناهم‭ ‬ما‭ ‬الحكاية؟‭ ‬

ويجيب‭ ‬الرواد،‭ ‬بأنها‭ ‬توثيق‭ ‬للأحباء‭ ‬والغالين‭ ‬والأصدقاء‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬المنطقة‭ ‬وخارجها،‭ ‬وبأنهم‭ -‬أي‭ ‬الأموات‭- ‬حاضرين‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬الديوانية‭ ‬دوماً‭ ‬بالذكرى‭ ‬والمواقف‭ ‬الطيبة،‭ ‬وبالدعاء‭ ‬لهم‭ ‬والترحم‭.‬

تأملت‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬باهتمام،‭ ‬شخصيات‭ ‬كثيرة،‭ ‬ومتنوعة‭ ‬الأعمار،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬أعرفهم،‭ ‬وكثيرون‭ ‬لا‭ ‬أعرفهم،‭ ‬وتجسد‭ ‬الصور‭ ‬مراحل‭ ‬التحول‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اللبس،‭ ‬والتصوير،‭ ‬ولغة‭ ‬الصورة‭ ‬نفسها‭.‬

في‭ ‬صدارة‭ ‬الديوانية،‭ ‬تتربع‭ ‬بشموخ‭ ‬في‭ ‬الجدار‭ ‬صورة‭ ‬زعيم‭ ‬العرب‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬والتي‭ ‬رأى‭ ‬خلالها‭ ‬الرواد‭ ‬متنفسا‭ ‬للروح‭ ‬الجديدة،‭ ‬وللمواقف‭ ‬التي‭ ‬تعيد‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬العروق‭ ‬وفي‭ ‬الأجساد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

يقول‭ ‬يوسف‭ ‬محمد،‭ ‬“الديوانية‭ ‬تأسست‭ ‬مطلع‭ ‬ثمانيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وهي‭ ‬ملفى‭ ‬للقاء‭ ‬الأهالي‭ ‬والشباب،‭ ‬وعلامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والحي،‭ ‬وكما‭ ‬ترى‭ ‬فإن‭ ‬جدرانها‭ ‬تغرق‭ ‬بصور‭ ‬الراحلين‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬عمرية‭ ‬وزمنية‭ ‬مختلفة،‭ ‬بصورة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المئات،‭ ‬قدمها‭ ‬الرواد‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المصورين‭ ‬في‭ ‬الحي‭ ‬كهدايا،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬نستذكر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الترحم‭ ‬عليهم،‭ ‬وإيثار‭ ‬مواقفهم‭ ‬الطيبة”‭.‬

ويضيف‭ ‬محمد،‭ ‬“الجميل‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬مصورين‭ ‬كثرًا‭ ‬يأتون‭ ‬للديوانية‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬وبقية‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬حيث‭ ‬يوثقون‭ ‬بعدسات‭ ‬الكاميرا‭ ‬هذه‭ ‬الشخصيات‭ ‬وهذا‭ ‬الإرث‭ ‬المحرقي‭ ‬الجديد‭ ‬والذي‭ ‬نفخر‭ ‬به‭ ‬كأحد‭ ‬دعائم‭ ‬الثقافة‭ ‬البحرينية‭ ‬وهي‭ ‬المجالس‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬لمّ‭ ‬الشباب‭ ‬وفي‭ ‬تعزيز‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية”‭. ‬

بدوره،‭ ‬يعلق‭ ‬يعقوب‭ ‬العبيدلي”‭ ‬بأن‭ ‬ديوانية‭ ‬فريج‭ ‬“ستيشن”‭ ‬متجددة‭ ‬منذ‭ ‬الخمسينات‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬توجد‭ ‬الكراسي‭ ‬هنا‭ ‬ولكن‭ ‬بالخارج‭ (‬بالهواء‭ ‬الطلق‭) ‬وفي‭ ‬الثمانينيات‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬يلم‭ ‬الرواد‭ ‬والزوار،‭ ‬فهي‭ ‬متجددة‭ ‬من‭ ‬آبائنا‭ ‬وأجدادنا‭ ‬من‭ ‬قبل”‭.‬

وينهي‭ ‬العبيدلي‭ ‬بالقول،‭ ‬“الديوانية‭ ‬كما‭ ‬ترى‭ ‬ملفى‭ ‬للشباب‭ ‬والرواد‭ ‬و”الأموات”‭ ‬فبالصور‭ ‬الغنية‭ ‬هنا،‭ ‬تاريخ‭ ‬ومواقف‭ ‬وترحم‭ ‬لمحاسن‭ ‬الأموات‭ ‬لأصدقائنا‭ ‬وأقربائنا‭ ‬من‭ ‬رحلوا‭ ‬عنا‭ ‬بأجسادهم‭ ‬فقط،‭ ‬والشكر‭ ‬موصول‭ ‬هنا‭ ‬للمصورين‭ ‬يوسف‭ ‬مال‭ ‬الله‭ ‬وعزيز‭ ‬ومال‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬تزويدنا‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬الغالية‭ ‬علينا”‭.‬

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على