المطاعم العائمة بالزمالك.. إزعاج في الحي الهادئ

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

تاريخيًا، يعيش حي الزمالك في أحضان النهر الخالد، كان به نحو 500 عوامة، شاهدة على أخطر أحداث مصر، ومنها اتخذت أهم القرارت، وعليها قبض على أعتى شبكات التجسس، وصورت فيها أشهر الأفلام السينمائية.

وظلت العوامات على هذه الحالة حتى أواخر ستينيات القرن الماضي، إذ اختفت أغلبها بقرار وزاري لتوسعة مجرى النيل، وما تبقى هناك أهملها أصحابها، أو تحولت إلى مطاعم نيلية، ثم بدأت تعود تلك المطاعم لكورنيش الزمالك مرة أخرى.

"لا للمطاعم العائمة" مجرد لافتة يطالعها كل من يمر بحي الزمالك، حاليًا: كلمات ثلاث تخفي ورائها أزمة كبيرة بين سكان المنطقة الراقية من ناحية، وبين المحافظة ووزارتي الري والسياحة وأصحاب المطاعم من جهة أخرى.

حيث أثارت التراخيص التي منحتها الجهات المسئولة للمراكب العائمة بشارع المنتزه ونهاية محمد مظهر مع أبو الفدا، غضب السكان الذين يعرفون هدف معركتهم، يقول إلسفير محمد عثمان، أحد سكان شارع محمد مظهر بالزمالك، "لن نسمح بمخالفة القانون ووجود هذه المطاعم في الزمالك".

ويضيف عثمان "مشكلة المرافق المنشأة على النيل بالمخالفة للقوانين بالإضافة إلى أنها تعدٍ صارخ على مجرى النهر، فإنها تمثل تشوهًا للطابع السكني المميز لهذه البقعة من الزمالك".

وتابع "ما فاقم من هذه المشكلة أن من أبرز التشوهات التي ظهرت منذ عدة سنوات عند أقصى الطرف الشمالي لجزيرة الزمالك لمطعم شهير هناك كانت له مسميات عديدة خلال السنوات الماضية، بغرض التحايل على القانون وغرض التهرب من الضرائب إلخ، كان في الأصل مشتل تملأه النباتات، مما كان يضفي طابعًا جماليًا على هذا المكان، ولكن بطرق ملتوية عديدة تحول هذا المشتل إلى بؤرة يخرج منها دخان المطعم وتمتلأ بالرواد على مدار اليوم ليلًا ونهارًا، وتتكدس أمامه سيارات الرواد وتكدس الزبائن، وهكذا تحولت بقعة خضراء جميلة إلى مصدر للتلوث السمعي والبصري.

وأشار السفير إلى أن التعدي لم يقف عند حدود السكان المطلين على هذا المطعم عند هذا الحد، بل أنه يجري حاليًا في تحدٍ آخر للسكان بل ولسلطات الحكم المحلي، بناء مركب عائم من ثلاث طوابق تم وضع البنية التحتية له على امتداد مئات الأمتار من موقع المطعم الشهير أي أن هذا المركب العائم سيكون مقابل شارع أبو الفدا.

وقال عثمان إن هناك ثلاثة أفراد تمكنوا حتى الآن من فرض مصلحتهم الشخصية ومكاسبهم الذاتية في مواجهة وزارة السياحة، وزارة الري والموارد المائية، وشرطة المسطحات المائية، ووزارة التنمية المحلية متمثلة في حي غرب القاهرة التابع له حي الزمالك.

وأكد السفير أن ما يدعو للدهشة أن سكان هذه البقعة رفعوا إلى كافة الجهات التنفيذية المشار إليها في الموضوع العديد من الشكاوى والمذكرات والتي كان مصيرها جميعا إما تأشيرة من المسئول لحفظ الموضوع أو بتجاهل الرد، مضيفًا أن السكان خاطبوا رئيس مجلس الوزراء ومازالنا ندور في حلقات مفرغة في الوقت الذي نسمع فيه بقيام بعض أجهزة الدولة بأنها عازمة على إزالة كل التعديات على مجرى نهر النيل وغلق الكافيهات غير المرخصة بطول شارع أبو الفدا.

وأوضح السفير أن الصورة في مجملها ليست فقط عدم احترام القانون وإنما تهدد هيبة الأجهزة الحكومية نفسها التي ثبت عبر السنوات الماضية أنه غير راغبة في وضع الأمور في نصابها واسترجاع الطابع السكني الهادئ المفترض أنه كان يسود هذه البقعة في الماضي.

هاني القللي، أحد سكان شارع المنتزه بالزمالك قال لـ"التحرير" إن قاطني الشارع فوجئوا بصدور ترخيص رقم 9 بتاريخ 9 يوليو 2015 لرسو مطعم عائم ثابت بالبر الشرقي لجزيرة الزمالك وذلك للسفيرة ميرفت التلاوي مدير منظمة المرأة العربية ومجموعة من المستثمرين، من قبل الإدارة العامة لحماية النيل بالقاهرة الكبرى والتابعة لوزارة الموارد المائية والري، الأمر الذي يدعو للشك في كيفية صدور هذا الترخيص من الجهات المختصة بالطريقة الصحيحة والتي تضمن عدم تضرر سكان المنطقة.

وأضاف القللي أن محافظة القاهرة ممثلة في حي غرب قامت في 2011 بردم مشتل نباتات زينة بشارع المنتزه ورصفه بالحجارة بالكامل، لافتًا إلى أن عمر المشتل 50 عامًا، مشيرًا إلى أن هذا الأمر كلف الدولة أموالًا طائلة وعندما توجه السكان بشكوى إلى حي غرب، جاء الرد بأنه سيتم طرحه في مزاد علني لاستغلاله كمشتل بالرغم من رصف المشتل بالحجارة، وحتى الآن لم يعقد المزاد.

وأشار القللي إلى أنه في حالة وجود المراكب العائمة بشارع المنتزه، والذي لا يتعدى طوله 200 متر وعرضه 6 أمتار ومكتظ بالسكان، سيؤدي إلى الاختناق المروري والذي لا يسمح بدخول سيارات المطافئ أو الإسعاف في حالة حدوث أي حادثة، نتيجة للكثافة السكانية العالية بالشارع وازدحامه بالسيارات الخاصة بقاطني العقارات الكائنة به، حيث أن الشارع بعد اصطفاف السيارات به لا يسمح إلا بمرور سيارة واحدة فقط بأقل سرعة ممكنة خشية الاصدام من الجانبين بالإضافة إلى تأثير المطعم الكائن بذات الشارع.

 وأكد أن ما ينطبق على شارع المنتزه ينطبق على شارع أبو الفدا، موكدًا أن من شروط منح تراخيص مطاعم أو مقاهي الالتزام بأن يكون هناك مكان لركن السيارات متسائلًا "كيف تم منح الترخيص بالرغم من أن شارع المنتزه يكفي بالكاد سيارات قاطنيه بالإضافة إلى الكثافة المرورية بالشارع، مطالبا المسئولين بإلغاء التصاريح الممنوحة للمستثمرين بشأن المراكب العائمة بالشارع حتى لا يتسبب ذلك في تحويل حي وجزيرة الزمالك إلى منطقة عشوائية في الوقت الذي يطالب فيه الجميع بضرورة القضاء على العشوائيات والعمل على تطوير ومحاربة الفساد.

ومن جانبه، قال محمد متولي أحد سكان شارع محمد مظهر إنه تم رفع دعوى قضائية ضد كلٍ من: ملاك المطاعم الموجودة بنهاية شارع أبو الفدا مع شارع محمد مظهر بالزمالك، ووزير الري، ومدير عام إدارة حماية النيل بالقاهرة الكبرى بصفته، ومحافظ القاهرة، ورئيس حي غرب القاهرة، ورئيس الإدارة المركزية للملكية والتصرف بوزارة الزراعة، ورئيس الهيئة العامة للمشروعات والتعمير بوزارة الزراعة وذلك لمنح تراخيص غير قانونية لإنشاء مطعم عائم.

لافتا إلى أنه في البداية حصل عماد أمين محمود هاشم مستغل كازينو ومطعم "سولت أند بيير" بشارع أبو الفدا على رخصة مشتل ثم حصل على ترخيص لإنشاء مرسى ومركب مكون من ثلاثة طوابق ليكون بديلًا للكازينو أمام العقار 49 بشارع أبو الفدا، ثم حصل على ترخيص لتوصيل المرافق وهو ما يخالف القانون، كما أنه لم يقدم ما يثبت توفير أماكن انتظار السيارات بالقدر الملائم وبدون إخلال بتعليمات المرور.

شارك الخبر على