المهندس المشخص يغادر الدنيا تاركًا إنجازًا طموحًا في الطاقة الشمسية

أكثر من ٣ سنوات فى البلاد

تصدرت التعازي وعبارات الحزن وسائل التواصل الاجتماعي في قرية البلاد القديم يوم الأربعاء 3 مارس 2021 لرحيل إبن القرية المهندس حسين علي المشخص عن عمر ناهز 38 عامًا بعد معاناة مع المرض، فقد كان للمرحوم إسهامات في خدمة المجتمع على مختلف الأصعدة وله حضور في فعاليات وبرامج ومشروعات، كما أنجز، كأول مواطن، مشروع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في منزله.

وبالعودة إلى لقاء  متلفز مع صحيفة "البلاد" نشرته يوم الأربعاء 30 ديسمبر 2020 أجرته الزميلة زينب العكري،  عكف المرحوم المشخص منذ العام 2015 على دراسة مشروعه الرائد في مجال توليد الطاقة الكهربائية في منزله الشخصي، وذلك عن طريق الاستعانة بتقنية الطاقة الشمسية من خلال متابعة آخر مستجداتها عبر اليوتيوب والشركات المتخصصة في هذا المجال، وفي عام 2016 بدأ تنفيذ المشروع، وخلال 6 أشهر بدأ تشغيل الطاقة الشمسية، وأسهم ذلك في خفض فاتورة الكهرباء بنسبة كبيرة، حيث انخفض المبلغ إلى دينار و200 فلس فقد بعد أن كان يفوق الثلاثين دينارًا.

"البلاد" نقلت تجربة الراحل

وفي الفيديو قدم المرحو تجربته وحول كيفية تعامل الناس مع هذه الفكرة في المنطقة، وكيف كانوا يستفسرون عن الألواح الكبيرة المعلقة على منزله، حيث كان الأمر غريبًا عليهم آنذاك، بسبب عدم وجود معرفة كاملة، وتراوحت تكلفة مشروع الراحل بين 8 إلى 9 آلاف دينار بحريني، يمكن توفيرها من خلال خفض سعر استهلاك الكهرباء بالطاقة الشمسية المجانية.

الراحل مع المهندس ميرزا

وبعد نشر اللقاء، وفي الاثنين 4 يناير 2021، التقى رئيس هيئة الطاقة المستدامة المهندس عبدالحسين علي ميرزا الراحل للاطلاع على تجربته بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية على مسكنه الخاص، حيث اطلع ميرزا على تجربته في بناء وتركيب الألواح الشمسية على مسكنه الخاص في منطقة مدينة حمد خلال ستة أشهر كانت مليئة بالتجارب والتعلم الذاتي، وبدأ بإستخدام السعة التشغيلية للنظام للإنارة، وفي المرحلة الثالثة بتوسعة النظام لتضم سعته التشغيلية المكيفات، ومن ثم الإعتماد على سعة النظام بشكل أكبر وتحقيق وفورات في تكاليف الكهرباء بنسبة أكثر من 80% وذلك من خلال سياسة صافي القياس والربط بالشبكة الوطنية للكهرباء، ويعمل حالياً على استكمال جهاز آلي من تصميمه الخاص لتنظيف ألواح الطاقة الشمسية، وهو أحد المواطنين الذين تلقوا التدريب المهني في البرنامج التدريبي الذي تطرحه هيئة الطاقة المستدامة بالمجان بالتعاون مع هيئة الكهرباء والماء لتأهيل مركبي ومقاولي ومستشاري أنظمة الطاقة الشمسية.

بصمات في مختلف المجالات

والمهندس المشخص هو أحد المهندسين الميدانيين بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، ووفق صديق الراحل مدير شبكة البلاد القديم حسين المديفع، فإن الراحل، وهو من مواليد شهر مايو من العام 1982 اهتم منذ سنوات طويلة بتقنيات الحاسب الآلي والبرمجيات، كما عمل في مجالات وأنشطة مختلفة كالمسرح والإعلام والإصدارات، وهو أحد كوادر مسابقة "شاعر الحسين"، مضيفًا المديفع أن المشخص تميز بابتسامته وحبه للعطاء في أشد الظروف، وشخصيته محببة لدى جميع أهالي قرية البلاد القديم وخارجها، والمرحوم متزوج وله ثلاثة أبناء: ولدان وبنت أكبرهم "علي" البالغ من العمر 16 عامًا.

نعي البلدي الوداعي

ونعاه ممثل الدائرة الأولى بمجلس بلدي الشمالية شبر الوداعي في حسابه على الانستغرام بمقال كتب فيه :"غَادَرَنَا دون وداع الشّابُ حسين علي المشخص جميلَ الابتسامة والأخلاق، غادَرَنَا وهو في ذروة عطائه، بداية علاقتنا تَأَسّسَتْ في ميدان العمل البلدي حيث كان مهندسًا في وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، ويعمل مسؤول وحدة العمل المباشر في شؤون الأشغال، هنا تَكَوّنَتْ علاقتنا عندما أجريت اتّصالاً به في 14 سبتمبر 2020  لتنسيق عملية تسوية الطرق في مجمع 530 في قرية باربار حينها عبر عن جاهزيته في التعاون، وعندما تصاعدت مطالب الأهالي في مجمع 460 في قرية كرانة للمطالبة بتحسين الطّرق في المجمع، وتعزيزًا للمتابعات القائمة مع إدارة شؤون الأشغال تسارعت عمليات التواصل مع الراحل وكنا نتلقى الاستجابة من خلال تواصله الفوري وإبدائه الحرص في العمل على تنظيم عمليات إنجاز مشروع تحسين الطّرق في المجمّع عبر رسالة صوتية تلقيناها بتاريخ 29 نوفمبر 2020.

شارك الخبر على