فوز «حزب جيرب المحافظ» في بلغاريا.. صفعة على وجه بوتين
أكثر من ٨ سنوات فى التحرير
يتجه رئيس الوزراء البلغاري المنتهية ولايته بويكو بوريسوف، للعودة إلى منصبه بعدما تقدم حزبه المحافظ على الاشتراكيين المؤيدين لتقارب مع روسيا في الانتخابات التشريعية أمس الأحد، وفق استطلاعات الرأي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع.
وتعطي هذه الاستطلاعات تقدمًا لحزب "مواطنون من أجل تنمية أوروبية لبلغاريا" المعروف باسم "جيرب" المحافظ بنحو 32% من الأصوات مقابل 28% للاشتراكيين، ما يمهد لولاية ثالثة لبوريسوف في إطار ائتلاف مع أحزاب صغيرة.
بلغاريا تتهم روسيا بالتدخل في انتخاباتها
منذ عدة أيام قال ممثلو حكومة بلغاريا: إنهم "كشفوا وثيقة سرية وضعت في روسيا لصياغة برنامج استراتيجي للحزب الاشتراكي، تضمن فوزه في الانتخابات الرئاسية"، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
و وفقًا للصحيفة الأمريكية، فإن ليونيد ريشيتنيكوف، وهو ضابط استخبارات بلغاري سابق، يترأس حاليا شركة "النسر المزدوج"، قام بتسليم هذه الوثيقة المؤلفة من 30 صفحة لقيادة الحزب الاشتراكي، غير أن هذه الوثيقة السرّية وقعت بيد لجنة أمن الدولة البلغارية (الاستخبارات)، التي قامت بتعميمها على عدد من أعضاء الحكومة.
وتوصي هذه الوثيقة قادة الحزب الاشتراكي البلغاري بإجراء استطلاعات يومية، تبالغ نتائجها في إظهار دعم الاشتراكيين بين السكان، فضلًا عن نشر مواد إيجابية عن مرشحي الحزب في وسائل الإعلام الموالية لروسيا.
واعترف "ريشيتنيكوف" نفسه أنه اجتمع في صوفيا، خلال شهر أغسطس الماضي، مع زعيم الاشتراكيين كورنيل نينوفوي، لكنه نفى أن يكون قد نقل إليه أية وثائق.
فيما أكد وزير الخارجية البلغاري، رادي نايدينوف، أن وزارته ليس لديها أية بيانات عن تدخل روسيا في الشؤون الداخلية البلغارية، بما في ذلك في العملية الانتخابية.
صفعة لبوتين
و بعد نتيجة الاستطلاعات، صرحت زعيمة "الحزب الاشتراكي" الموالي لروسيا كورنيليا نينوفا "نود تهنئة حزب مواطنون من أجل تنمية أوروبية لبلغاريا"، مضيفةً "إذا لم يتمكنوا من تشكيل حكومة وحصلنا نحن على تفويض فسوف نحاول تشكيل حكومة بلغارية لضمان الاستقرار في بلغاريا التي ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي اعتبارًا من الأول من يناير 2018".
و يعد فوز "بوريسوف" صفعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث يتبنى حزب "مواطنون من أجل تنمية أوروبية لبلغاريا" سياسات موالية للاتحاد الأوروبي وساند العقوبات التي فرضها التكتل على روسيا في شأن دورها في الأزمة الأوكرانية.
بينما تعهد "الاشتراكيون" بقيادة كورنيليا نينوفا بالتصويت ضد استمرار العقوبات - الأمر الذي قد يسبب المزيد من المتاعب للاتحاد الأوروبي.
بوريسوف ضد روسيا
في يوليو من العام الماضي، اقترح رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، إعلان البحر الأسود منطقة منزوعة السلاح، حيث لن يسمح للسفن الحربية والغواصات بالدخول إليه.
ويأتي هذا البيان في تناقض مع خطط حلف شمال الأطلسي لتعزيز وجوده العسكري في البحر الأسود، وليبين أن بلغاريا مستعدة للدخول في لعبة بين الناتو و روسيا.
وطلب رئيس الوزراء البلغاري، الذي أعلن مؤخرًا أنه يسعى لتخفيف حدة التوتر وتطبيع العلاقات بين بلاده العضو في حلف الناتو وبين الاتحاد الأوروبي من جهة وبين روسيا من جهة ثانية في تعليقه على دعوات قادة الاتحاد الأوروبي لفرض مزيد من العقوبات ضد روسيا.
وقال رئيس الوزراء البلغاري: "حسنًا، إذا كان هذا ما يريدونه، والعقوبات سوف تستمر، فنحن نفقد الكثير من المال في مجال الزراعة".
وكان "بوريسوف" دمَّر في الواقع كل المشاريع المشتركة بين بلغاريا وروسيا، بما في ذلك خط أنابيب "ساوث ستريم" لنقل الغاز، ودفع الشراكة العسكرية إلى الأمام مع الولايات المتحدة (بما في ذلك القواعد العسكرية).
لافروف ينتقد بوريسوف
في عام 2015 انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تصريح رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف، الذي أعلن في ذلك الوقت أن بلاده أوقفت مشاريع الطاقة الروسية، بهدف إرضاء الولايات المتحدة ولمصلحتها.
وقال "لافروف": "بوريسوف يجب أن يشعر بالخجل أمام الناخبين لتفوهه بهذه الكلمات"، مضيفًا "يثير الدهشة، كيف لا يخجل البعض من إطلاق مثل هذه التصريحات، لو كنت مكانه كنت سأشعر بالخجل أمام الناخبين وأمام بلادي؟".
وكانت بلغاريا قد سحبت موافقتها على مد خط نقل الغاز "السيل الجنوبي"، وهو ما تسبب بوقف العمل في هذا المشروع، الذي كان من المقرر أن ينقل الغاز الروسي إلى دول جنوب ووسط أوروبا عبر قاع البحر الأسود بدون الحاجة إلى دول الترانزيت مثل أوكرانيا.
وتذرعت بلغاريا وقتها بالمخاطر البيئية وجمدت كذلك بناء خط لنقل النفط الروسي عبر البحر الأسود وعبر أراضيها إلى اليونان.