أسقطه برنامج كوميدي.. وزير الداخلية الفرنسي يلحق بطابور الفاسدين

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

لم يكن وزير الداخلية الفرنسي برونو لورو الذي استقال من منصبه على خلفية تحقيق قضائي، هو أول مسؤولي باريس الذي تدور حولهم أو تورطوا في قضايا فساد، وكان لورو قد استقال من منصبه على خلفية تحقيق قضائي في وظائف وهمية منحها لابنتيه، وأمر النائب العام بفتح تحقيق أولي معه بشأن مزاعم تتعلق بتوظيف ابنتيه القاصرتين كمساعدتين له في مبنى الجمعية الوطنية "البرلمان" براتب وصل إلى 55 ألف يورو.

وأثار تلك القضية برنامج "لوكوتيديان" الساخر، الذي بثته قناة تي. أم. سي الفرنسية، والذي كشف أنّ لورو وظّف ابنتيه وهما لم تتجاوزا السن القانونية، ولم تكملا تلك المهام التي كانت مطلوبة منهما، وورد في التقرير أيضًا أنّ ابنتي لورو أنجزتا تلك المهام خلال عطلتيهما المدرسية، وأورد تصريحًا للوزير يقول فيه، إنه لم يوظف ابنتيه بشكل دائم.

زوجة مرشح رئاسي

وفي فبراير الماضي جرت تحقيقات بشأن فضيحة زوجة المرشح الفرنسي فرانسوا فيون المالية، وتلقيها 900 ألف يورو مقابل وظائف وهمية، وقالت صحيفة "لوكانار انشينيه" الفرنسية، إنّ زوجة فيون تقاضت ما مجموعه أكثر من 900 األف يورو في إطار العمل كمساعدة برلمانية أو متعاونة مع مجلة ثقافية؛ موضحة أن "المبلغ الإجمالي الذي تقاضته بينيلوب فيون لقاء عملها كمساعدة برلمانية لزوجها أو للمنتدب عنه مارك جولو، بلغ 831440 يورو أثناء الفترة ما بين 1988 و1990 وما بين 1998 و2007 ثم خلال العامين 2012 و2013".

ولفتت إلى أن "زوجة فيون تقاضت نحو 100 ألف يورو لقاء عمل في مجلة (لا ريفو دي دو موند) خلال العامين 2012 و2013. البرلمان الأوروبي ولا يتوقف الأمر على زوجة مرشح اليمين، حيث طالب البرلمان الأوروبي حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي -يمين متطرف- بزعامة مارين لوبان، بدفع 339 ألف يورو (373 ألف دولار)، على خلفية تعيين الحزب مستشارين اثنين في البرلمان، يتقاضيان رواتبهما دون عمل.

وكشف موقع "ميديا بارت" الإخباري الفرنسي، عن اكتشاف لجنة مكافحة الفساد بالبرلمان الأوروبي، تعيين لوبان لمستشارين لها في البرلمان دون أن يقوما بعملهما، مضيفًا أنّ البرلمان طالب الحزب بإعادة "الرواتب الشهرية التي دفعت للموظفين، وقيمتها 339 ألف يورو".

جاك شيراك

اُتهم الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك الذي تولّى الرئاسة في الفترة ما بين 1995 إلى 2007، هو الأخر بقضايا فساد مالي وشراء الذمم في أثناء أداء وظيفته كعمدة لباريس على مدى 20 سنة، ولاحقته هذه الاتهامات وكان يتفاداها معتمدًا على حصانته كرئيس للدولة، وحينما غادر الحياة السياسية عام 2007، عاد إلى الواجهة القضائية كمتهم، وواجه شيراك عقوبة بالسجن 10 سنوات وغرامة مالية تقدر بـ 150 ألف يورو، إلا أن المحكمة حكمت عليه في النهاية بشهرين مع وقف التنفيذ.

كتاب يفضح الفساد الفرنسي

"أمراؤنا الأعزاء" كان عنوان كتاب صدر مؤخرًا لصحفيين فرنسيين وهما جورج مابرينو وكريستيان شينو، ويروي علاقة الفساد التي نشبت بين بعض دول الخليج مثل قطر والسعودية وبعض السياسيين الفرنسيين، الذين يتلقون هدايا وامتيازات مقابل الدفاع عن هذه الدول، ويكشف الكتاب من خلال صفحاته، سعي سياسيي باريس، من بينهم نواب ووزراء ومسؤولون كبار، وراء المال الخليجي وكيف يتملقون أمراء هذه الدول الغنية بالنفط، هذه التصرفات المعروفة منذ زمن طويل عادت إلى الواجهة بشكل بارز بعد وصول نيكولا ساركوزي إلى الحكم في 2007.

ووفقًا للمؤلف فإن "الرئيس الفرنسي السابق وضع في طليعة اهتماماته الاقتراب إلى دولة قطر وأميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني"، مضيفة أنه بعد وصول فرانسوا هولاند إلى الحكم في 2012 ، تغيرت استراتيجية فرنسا تجاه قطر كليًا، وأدار هولاند ظهره لهذه الدولة الصغيرة وأصبح يغازل السعودية ويجاملها، باعتبارها البلد الأقوى والأغنى في منطقة الخليج".

شارك الخبر على