في عيد ميلاد رونالدينيو.. عندما تفقد كرة القدم الموهبة الأفضل بسبب عدم الانضباط

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

لا تغفر ملاعب كرة القدم أخطاء أفضل وأمهر اللاعبين، فلكي تبقى في القمة لا يتوقف الأمر على الموهبة وحدها، بل يتوقف الأمر على العمل الجاد والتواضع وتكريس الجهد بالكامل داخل الملعب وخارجه من أجل كرة القدم، ولعل أبرز مثال لذلك هو رونالدينيو الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ37.

صناعة الأسطورة

ولد رونالدينيو في مدينة بورتو أليجري في 21 مارس من عام 1980 في عائلة شغوفة بكرة القدم، ليبدأ رحلته مع الساحرة المستديرة في عامه السابع من خلال المشاركة في مباريات الخماسي، والتي ساعدته في تطوير مهارته وسيطرته على الكرة بشكل لافت للنظر، كما سيظهر لاحقا، وبدأت شهرة رونالدينيو في الازدياد عندما نجح وهو في عمر الـ13 في تسجيل 23 هدفا في مباراة واحدة في مراحل الناشئين.

وحصل رونالدينيو على فرصة الانضمام لمنتخب الناشئين تحت 17 عاما ليتوج بلقب بطولة العالم التي أقيمت في مصر عام 1997، ووقع بعدها أول عقد احترافي مع نادي جريميو وهو واحد من أكثر الأندية شعبية في البرازيل.

وظهرت موهبة رونالدينيو بقوة مع المنتخب البرازيلي الأول في عام 1999، عندما شارك في كأس القارات بالمكسيك وحصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة ولقب الهداف مناصفة مع بلانكو، وفي عام 2001 رحل عن جريميو تجاه فرنسا للتوقيع مع باريس سان جيرمان لمدة عامين، وتوج في تلك الفترة بلقب كأس العالم مع البرازيل في عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.

ورحل في عام 2003 إلى ناديه الحلم برشلونة، الذي شهد فيه أفضل لحظات مسيرته الكروية، ففي خلال 5 سنوات قضاها بين جدران العملاق الكتالوني، حصل على لقب الدوري الإسباني والسوبر الإسباني مرتين ولقب دوري أبطال أوروبا، إلى جانب فوزه بالكرة الذهبية مرة واحدة وجائزة أفضل لاعب في العالم مرتين، وجائزة أفضل لاعب في أوروبا في مناسبة واحدة.

بداية الاختفاء

عرف عن رونالدينيو عشقه الشديد للحفلات والسهر منذ وجوده في باريس سان جيرمان، وهي العادة التي لازمته في أثناء وجوده في برشلونة حاله حال معظم اللاعبين، إلا أن الأمر اختلف مع رونالدينيو التي أصبحت الحفلات عنده أسلوب حياة، وبدأ في إهمال حضور التدريبات، الأمر الذي أثر بقوة على حالته البدنية ليقرر بيب جوارديولا في موسمه الأول مع البارسا الاستغناء عن النجم البرازيلي، في ظل عدم احتياجه إلى خدماته، مع وجود الثلاثي ميسي وهنري وإيتو، ليرحل إلى ميلان رافضا عرضا من مانشستر سيتي.

وقضي رونالدينيو موسمين مضطربين مع ميلان وجد نفسه في معظم أوقاتهما على مقاعد البدلاء بسبب إهماله لحالته البدنية، ليؤكد مدرب ميلان حينها كارلو أنشيلوتي بأن انخفاض مستوى رونالدينيو لا يفاجئه بسبب لياقته البدنية الضعيفة للغاية.

لتنتهي مسيرة رونالدينيو مع القارة الأوروبية ويعود إلى بلاده عبر بوابة فلامينجو، بعدما استبعد من قائمة المنتخب البرازيلي، الذي شارك في مونديال جنوب إفريقيا عام 2010، وبعد عام واحد فقط ترك فلامينجو بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية ورحل إلى أتليتيكو مينيرو، واستعاد هناك بعضا من سحره الكروي، عندما قاد الفريق للتتويج بثلاثة ألقاب في غضون عامين، وحصل في عام 2013 على جائزة أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية.

وفي عام 2014 رحل اللاعب البرازيلي لصفوف كويريتارو المكسيكي بالمجان، ليقضى عاما واحدا ويعود من جديد إلى البرازيل عبر بوابة فلومينينزي، ليقرر النادي بعد شهرين فقط فسخ التعاقد بسبب ضعف مستوى رونالدينيو في المباريات التسع التي خاضها، لتنتهي مسيرة لاعب كان من الممكن أن يصبح الأعظم على الإطلاق لولا إهماله لموهبته.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على