أضلاع مخطط الإطاحة بـ«الأسد العجوز» من عرش الكاف.. ابحث عن المرأة

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

لم تكن خسارة رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عيسى حياتو، الذي تربع على عرش الكرة الإفريقية نحو ثلاثة عقود، للانتخابات التي جرت في إثيوبيا، بسبب قوة مرشح مدغشقر، أحمد أحمد، بل إنها جاءت نتيجة تكاتف مجموعة من العوامل، أدت في النهاية إلى الإطاحة بالكاميروني الذي تورط في وقائع فساد عدة.

أسئلة كثير دارت في الأذهان عندما أعلنت نتيجة انتخابات رئاسة الكاف، بفوز مرشح مدغشقر بفارق 20 صوتا عن الكاميروني العجوز الذي سيطر على اللعبة في القارة السمراء لسبع دورات متتالية، لم يجرأ أحد على الوقوف أمامه خلالها.

عملية الإطاحة بـ"حياتو"، جرى التخطيط لها وتنفيذها بواسطة أطراف عدة، إذ لم يكن من السهل على دولة بمفردها أو شخص بعينه أن يقف بمفرده في وجه الأسد الكاميروني.. والسؤال الأهم هنا "من هي الأطراف التي شاركت في العملية؟ وطبيعة دور كل منها؟.

جياني إنفانتينو

رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا ) منذ فبراير 2016، خلفا لجوزيف بلاتر، ولكن ما هي الأسباب التي قد تدفع جياني إلى الإطاحة بحياتو؟

السبب الأول الذي قد يدعو إنفانتينو إلى السعي نحو الإطاحة بحياتو، تمثل في دعم الأخير للمرشح الآسيوي، علي بن الحسين، في انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم التي أقيمت في فبراير 2016، والتي كان يشرف عليها عيسى حياتو الذي كان يترأس الفيفا بشكل مؤقت.

ومن الواضح أن السويسري لم ينس ما فعله حياتو، فحاول رد الصفعة من خلال دعم مرشح مدغشقر، أحمد أحمد، في انتخابات الكاف على حساب الكاميروني.

السبب الثاني، تمثل في أن "حياتو"، كان أبرز عناصر الحرس القديم لرئيس الفيفا السابق، جوزيف بلاتر، وهو أدعى للتخلص منه، وبداية حقبة جديدة بأسماء جدد، يقدر السويسري على تطويعهم، ولا تحوم حولهم قضايا الفساد، كما هو الحال بالنسبة لبلاتر وحياتو.

كيف خطط «إنفانتينو» للإطاحة بـ«حياتو»؟

لم يكن الإيقاع بحياتو سهلا، فهو يحكم القارة بقبضة حديدية منذ 29 سنة، ينصاع له الجميع، ورغم سقوط مسانده وداعمه الأول بلاتر، ظل الكاميروني قويا، وهو ما يعني أن إنفانتينو يحتاج إلى شخص يعرف خبايا القارة ويستطيع أن يدله على نقطة البداية، حتى وجد ضالته.

السنغالية فاطمة سامبا

تشغل منصب الأمين العام للفيفا، منذ مايو 2016، وترتبط بعلاقه قوية برئيس الفيفا إنفانتينو، منذ أن خلفت الفرنسي جيروم فالكه الذي أطيح به من منصبه على خلفية اتهامات بالفساد.

وتعتبر سامبا، الذراع الأيمن لإنفانتينو، ولها سمعة طيبة في القارة الإفريقية، إذ عملت في برامج الأمم المتحدة، وتشغل حالياً منصب المنسق الإنساني للأمم المتحدة، والممثل المقيم لبرنامج التنمية بالأمم المتحدة، وتعد مديرة تحالف الإطاحة بحايتو، لما لها من علاقات قوية بمعظم رؤساء اتحادات دول القارة السمراء.

فيليب شيانجوا.. صانع الملوك

رئيس اتحاد الكرة الزيمبابوي، والأهم من ذلك أنه رئيس اتحادات جنوب القارة الإفريقية، "كوسافا"، والتي تضم 14 اتحادا، يشعرون جميعهم بالتحيز المستمر للكاميروني، لغرب القارة، على حساب باقي القارة، إذ نظمت فرق الجنوب كأس الأمم الإفريقية 3 مرات فقط عامي 1996 و2013 في جنوب إفريقيا و2010 في أنجولا. وفي نفس المدة حصلت دول غرب القارة على هذا الشرف 11 مرة، ومن المقرر لها أيضا استضافة النسخ الثلاث المقبلة من العرس الإفريقي، في الوقت الذي لم تحصل فيه دول شرق القارة على شرف تنظيم البطولة مطلقا في عهد حياتو.

كما أن لفيليب شيانجوا ودولته، ذكريات سيئة مع حياتو، بعد رفضه استضافة زيمبابوي لكأس الأمم عام 2000، لأنها لم توفر المعايير الرئيسية في منشآتها رغم أن البطولة السابقة لها 1998، تم منح تنظيمها لبوركينا فاسو والتي استضافتها على ملعبين فقط فيما كان استعداد زمبابوي بشكل أكبر، واتضح فيما بعد أنها تصفية حسابات شخصية بسبب انتخاب ليو موجابي، رئيس اتحاد زمبابوي وقتها لبلاتر، عكس ما قرره الكاف حينها بدعم ليو هانسون.

ويعد شيانجوا، من أهم رجال الأعمال في القارة السمراء، وهو ما سيساعده كثيراً في تحقيق المخطط، وخاصة في قارة يسيطر عليها الفقر، وتعيش معظم اتحاداتها على الإعانات والمنح.

ولم يكن من الصعب على هذا التحالف الذي يجمع السلطة والمال والنفوذ، أن يكسب مؤيدين في منطقة الشمال الإفريقي، ليتبقى العنصر الأخير في المعادلة، وهو "بديل حياتو".

أحمد أحمد

رئيس اتحاد دولة مدغشقر لكرة القدم، 3 دورات على التوالي، كما أنه عضو اللجنة التنفيذية للفيفا لدورتين، ووزير الرياضة السابقا بدولة مدغشقر، والتي سحبت منها حق تنظيم بطولة إفريقيا للناشئين تحت 17 عاما، وتم منحها للجابون، وسط تكهنات وادعاءات مباشرة من أحمد أحمد، بأن هذا القرار بسبب ترشحه أمام حياتو.

شارك الخبر على