لماذا تجاهلت أسواق الأسهم الأميركية أحداث "الكابيتول"؟

أكثر من ٣ سنوات فى البلاد

على الرغم من أحداث الشغب التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية خلال الساعات الماضية، لكن تمكنت أسواق الأسهم من تسجيل مستويات قياسية في إغلاق تعاملات جلسة أمس الخميس، وذلك بعدما صعد مؤشر "ناسداك" متجاوزاً مستوى 13 ألف نقطة. كما ارتفع مؤشر "داو جونز" بنحو 438 نقطة بما يعادل نحو 1.4%.

وحددت شبكة "سي إن إن" الأميركية، عدة أسباب وراء صمود أسواق الأسهم أمام أحداث الشغب التي كان من المتوقع أن تدفع المستثمرين إلى حالة القلق والترقب وسيطرة العشوائية على قراراتهم الاستثمارية، بما ينعكس سلباً على أداء المؤشرات، وهو ما لم يحدث بالفعل.

وفي أول الأسباب التي عرضتها الشبكة الأميركية، تأتي عملية الثقة في النظام، حيث تم تأمين مبنى "الكابيتول" مرة أخرى، وتأكيد الكونغرس فوز الرئيس المنتخب جو بايدن في وقت مبكر من صباح أمس الخميس، أي قبل بدء جلسة التداول.

وبالنسبة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى المستقبل، كان اكتساح الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، والذي يمنح الحزب السيطرة على البيت الأبيض والكونغرس الأميركي، من أهم الأخبار خلال الأيام القليلة الماضية. حيث تمنح السيطرة على جميع الفروع الثلاثة للحكومة أجندة إدارة بايدن القادمة ميزة إضافية، وقد تعني تمريراً أسرع وأكثر سخاء للحوافز الإضافية لإعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح، وهذا هو السبب الثاني الذي دعم أسواق الأسهم الأميركية.

وفي الوقت نفسه، طغت تلك الأخبار على الصور المروعة لاقتحام مبنى الكابيتول الأميركي، حيث إن التفاؤل في وول ستريت ليس مفاجأة كاملة.

وتاريخياً، لم تتأثر الأسهم الأميركية بالاضطرابات المدنية طالما أن الاضطراب ليس له تأثير ملموس على الأرباح أو النمو الاقتصادي.

ويضاف إلى ذلك حزم التحفيز التي تعتبر العامل الأكبر الذي دفع الأسواق إلى الارتفاع منذ مارس الماضي على الرغم من استمرار الوباء. فيما لا يظهر دعم البنك المركزي للاقتصاد أي علامة على التراجع، مما يمنح المستثمرين الثقة في أن الوصول إلى التمويل الرخيص لا يزال موجوداً، حيث إن الانتعاش الاقتصادي الذي مكنته لقاحات كورونا يستجمع قوته.

وقال خبير اقتصاد السوق في "كابيتال إيكونوميكس"، توماس ماثيوز، "ما زلنا لا نعتقد أن أسعار الأسهم تبدو مرتفعة للغاية مقارنة بالأرباح المتوقعة".

وأضاف: "لا تزال أسعار الفائدة منخفضة في الوقت الحالي، وهي أخبار جيدة للأسهم لأنها تعني أن الاقتراض رخيص بالنسبة للشركات وأن المستثمرين لديهم القليل من الخيارات الأخرى المقنعة.. علاوة على ذلك، فإن طرح اللقاح الخاص بفيروس كورونا وحزم التحفيز الإضافية المحتملة سيؤديان إلى انتعاش قوي في وقت لاحق من عام 2021".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على