يسري نصر الله لن أحصر نفسي في سوق سينمائي محافظ لديه قيود

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

كشف المخرج الكبير يسري نصر الله، عن كواليس تعاونه مع السيناريست ناصر عبد الرحمن في فيلم "المدينة".

وقال "نصر الله"، إن "عبد الرحمن" كان وقتها يعمل كمعد مع الإعلامية سلمى الشماع في قناة النيل للمنوعات، وطلب منها ضرورة فتح القنوات المصرية على موسيقى القارة الإفريقية، ووافقت لكن وزير الخارجية عمرو موسى وقتها، رفض ذلك، ما جعله يعتبرعزلة مصر عن الشأن الإفريقي ليست صدفة إنما مقصودة.

وأضاف أن آخر تواصل بين مصر والقارة السمراء كان وقت نيكروما، وأكد أن هذه العزلة ندفع ثمنها الآن كسينمائيين مصريين في الوقت الحالي.

جاء ذلك خلال ندوة على هامش ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، على خلفية تكريمه مساء أمس في حفل افتتاح الدورة السادسة من المهرجان، في حضور المخرج الموريتاني عمر سيساكو، ورئيس المهرجان سيد فؤاد، ومديرته عزة الحسيني.

وأشار المخرج السينمائي، إلى أنه كان يطمح منذ صغره بأن يصبح مخرجا وليس ضابط شرطة أو طيارا، كونها طموحات نحو التحكم في العمل، وقال ساخرًا "فهمت بدري شوية إن المخرج كمان بيتحكم".

وتطرق يسري نصر الله بحديثه إلى اهتمامه بتقديم أفلام تدفع المشاهد لإعمال العقل، لافتا بأن السينما لا تُقرب أو تُبعد بين الناس، بل ما يُقرب بين الناس أن يكون الشخص مثابرا، والمخرج لديه العالم الخاص به كي ينتج ويكتشفه ويمنح الناس الفرصة كي يكتشفوه معه، مشددا على أن سبب ارتباطه بالسينما "أنا بقدم فيها ما أحب، وهو ما يتحول فيما بعد لجزء من إحساسي".

وأوضح "نصر الله"، أن معظم تمويل السينما المصرية إن لم يكن جميعه من الخارج، مشيرًا إلى تدخل المنتجين العرب والسعوديين في السينما المصرية، كان سببًا في الإضراب الذي حدث عام 1986، وتوثيقه في مشاهد بفيلم "إسكندرية كمان وكمان" للمخرج الراحل يوسف شاهين، وجاءت النهاية بشعور الشاب بطل الفيلم بإحباط شديد بعد الاحتفاء بالأفلام التي تلتزم بهذه القيود، بعيدًا عن ساحة الإبداع، وهو ما اضطره في النهاية لتقديم مسلسلات عادية.

وأضاف "اليوم لا يمكن إغفال وجود رغبة شديدة من السعودية للتحكم في الإعلام والسينما، مثلا قدمت فيلمي "سرقات صيفية" بإنتاجي الخاص، وليس إنتاج مشترك، وقمنا بتوزيعه، لكن الشريط عاد لي مجددًا بعد مسح الصوت الخاص بخطبة جمال عبد الناصر، وأصبح سكريبت خالٍ من الصوت، الأمر الذي أغضبه بشدة، وفي نفس الوقت لا يمكن أن أحصر نفسي في سوق محافظ عنده قيود.

وعن كيفية مواجهته لهذا الأمر، أكد أنه بفيلمه الأخير "الماء والخضرة والوجه الحسن"، الذي تضمن مشهد فيه أغنية وراقصة، وطلب مني أن التركيز مع المطرب وإلغاء الراقصة، هناك أشخاص من مصلحتها أن تدفعنا لنصبح تابعين للقيود، "لكنني لن أخضع لذلك، فأنا أقدم أفلام من عام 1986، وسأكمل مشواري".

شارك الخبر على